عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 07-02-2009, 01:15 AM   #1
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
Post هل العلاقات الإسرائيلية التركية في مفترق الطرق بعد انسحاب أردوغان من منتدى دافوس؟؟



استقبل رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، استقبال الأبطال لدى عودته

إلى إسطانبول، بعدما انسحب من منتدى دافوس إثر مشاداة كلامية مع الرئيس

الإسرائيلي شيمون بيريز بسبب الهجوم الإسرائيلي على غزة. وكان أردوغان

قد رد بغضب عندما رفض مدير جلسة الحوار التي شارك فيها مع بيريز وأمين

عام الأمم المتحدة وأمين عام الجامعة العربية، منحه فرصة للرد على دفاع الرئيس

الإسرائيلي عن الهجوم على غزة والذي خلف حوالي 1300 قتيل في القطاع.

وقد خاطب بيريز رئيس الوزراء التركي قائلا: ً ماذا تفعل تركيا إذا قصفت بعشرات

الصواريخ، حماس لم تترك لنا الخيار ً ، ورد أردوغان الذي أغضبه تصفيق عدد من

الحضور لمزاعم بيريز ًإسرائيل هم أدرى الناس بالقتل، قبل إطلاق الصواريخ، قتلتم

الأطفال على شاطئ غزة دون أي ذنب ً. وتابع ً من المحزن أن يصفق الحضور

لأناس قتلوا الأطفال ولعملية عسكرية أسفرت عن مقتل آلاف الأبرياء، ليس هناك

مبرر لقتل المدنيين بشكل عشوائي ً ، وخاطب بيريز مجددا ً رئيس حكومة إسرائيل

تحدث أكثر من مرة إنه يشعر بالرضا لقتل أطفال غزة ً. وقبل مغادرته، توجه للمنظمين

بالقول: ً بيريز تحدث25 دقيقة وأنا لم أمنح فرصة التحدث نصف هذه المدة ولذا سأغادر

ولا أعتقد أنني سأعود إلى دافوس ً.

وبعد مغادرته المؤتمر عقد أردوغان مؤتمرا صحفيا مختصرا، أكد فيه أن ما يدعيه بيريز

غير صحيح ولدينا كل الحقائق.

ويرى مراقبون أن ما حدث في دافوس يعتبر إحراجا جديدا لإسرائيل أمام العالم كما

أنه يضع العلاقات التركية الإسرائيلية أمام مفترق طرق، بل إن هناك حديث مفاده

أن إسرائيل ستنتقم من تركيا عبر تأليب اللوبي اليهودي في الغرب ضدها والضغط

على الدول الأوروبية للاعتراف بمذابح الأرمن. وفي الوقت الذي تناقلت فيه وكالة

أنباء الأناضول التركية خبر تقديم بيريز اعتذارات إلى رئيس الحكومة التركية نفت

الناطقة باسم الرئاسة إيلين فريش وأوردت بأن هذا الخبر لا أساس له من الصحة.

وترى المعارضة العلمانية التركية أن أردوغان أصبح المتحدث الرسمي باسم حماس

وأنه كان يجب عليه أن يخفف لهجته تجاه إسرائيل بعد وقف إطلاق النار.

وقد شن أردوغان هجوما عنيفا على إسرائيل في السادس من يناير بسبب عدوانها

على قطاع غزة والذي بدأ في 27 دجنبر الماضي واستمر ثلاثة أسابيع، مؤكدا

أن ً التاريخ سيحاسب قادتها ً. وأضاف أن تركيا حكومة ودولة وشعبا ً لن تكون

إلى جانب الإسرائيليين ً ، داعيا المجتمع الدولي إلى وضع حد نهائي للعدوان على غزة.

وخاطب أردوغان وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني ووزير الحرب إيهود

باراك، بالقول : ً إن التاريخ سيسجل لكما هذا العار ً، يجب عليكما التخلي عن

الحسابات الضيقة الخاصة بالانتخابات، دماء الأطفال والنساء والعزل من

الفلسطينيين يجب أن لا تكون ثمنا لهذه الحسابات، الأتراك العثمانيون أنقذوا

أجدادكم اليهود من مظالم الصليبيين في إسبانيا عام 1490 لدى سقوط الدولة الأندلسية ً.

وفي رد على انتقادات الإسرائيليين له فيما يتعلق باتخاذ مواقف عاطفية

تضامنية مع الشعب الفلسطيني، قال ً نعم أنا عاطفي عندما أرى ما تفعله

الهمجية الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، هذه الهمجية لطخة عار في جبين

البشرية جمعاء وإن تركيا حكومة ودولة وأمة لا ولن تغفر للإسرائيليين هذه

المظالم ً. وحمل أردوغان إسرائيل مسؤولية الحرب وقال عنها إنها لم تحترم

شروط التهدئة على الرغم من التزام حماس بها، مشيرا إلى الحصار غير

الإنساني لغزة منذ عامين.

******

إن ما يمكن ملاحظته عن كثب إذا أمعنا النظر في التحركات الديناميكية للدبلوماسية التركية

في منطقة الشرق الأوسط، فقد بدت تركيا للوهلة الأولى كقابض

على الميزان ليس فقط في النظام العربي بل أيضا في الشرق الأوسط

(فقد استقبلت تركيا مسؤولين إيرانيين أيضاً، بالإضافة إلى اتصالاتها مع إسرائيل).

تمثلت أبعاد الدور المتوقع من تركيا في الوساطة بين الدول العربية (ولاسيما بين ما يعرف بمعسكر

الاعتدال ومعسكر الممانعة)، بل والوساطة بين بعض دول المعسكر الأول (طلبت قطر إلى تركيا إقناع

السعودية ومصر بقبول حضور القمة العربية الاستثنائية التي دعت إليها لمناقشة العدوان الإسرائيلي)،

التدخل لدى إسرائيل لوقف عمليتها العسكرية، ممارسة النفوذ على حماس للقبول بالتهدئة، وربما القيام

بدورٍ، كما وعدت، في المصالحة الفلسطينية، والمصالحة العربية إن أمكن!

يجب الاعتراف أولاً أن سلوك أردوغان تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة قد يسجل إرهاصات

تحول "جذري" في سياسة تركيا تجاه الصراع العربي الإسرائيلي. فربما تكون هذه المرة الأولى في

تاريخ الجمهورية التركية التي تتبنى فيها سلوكاً منحازاً إلى أحد طرفي الصراع، ومن ثم تخرج عن أسر

مبدأي التوازن والحياد التقليديين. ولكن، في الحقيقة، يندرج هذا السلوك في إطار الاتجاه التكميلي

لحزب العدالة والتنمية، سواء على مستوى التصورات الفكرية والتوجهات الخارجية أو السياسات العملية.

يقصد بالتكميلية هنا محاولة قادة الحزب التوليف بين أفكارهم وتوجهاتهم وسياساتهم الإسلامية وبين

الأفكار والتوجهات والسياسات "الكمالية" التقليدية ذات التوجه الغربي.

والسؤال الذي يروج في أوساط الدراسات والبحوث الإستراتيجية

هل تنتهج تركيا عثمانية جديدة في الشرق الأوسط بسياستها الديناميكية تجاه حرب غزة، كما فعلت أثناء
حرب تحرير الكويت؟
__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!

ياسمين غير متصل   الرد مع إقتباس