عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 15-01-2009, 10:56 PM   #1
صلاح الدين
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: تونس ثورة الأحرار
المشاركات: 4,198
Arrow باحثة سعودية: استمرار الهجوم على غزة سيقلص النفوذ السعودي في المنطقة

بسم الله و كفى ،
و الصلاة و السلام على الحبيب المصطفى .
---*---

لندن ـ 'القدس العربي' من سمير ناصيف:

اكدت الكاتبة والباحثة السعودية الدكتورة مي يماني، في محاضرة ألقتها في 'كلية الدراسات الشرقية والافريقية' في جامعة لندن، انه كلما طالت المعركة التي تشنها اسرائيل ضد غزة وقيادة منظمة 'حماس' فيها فان هذا الامر سينعكس سلباً على نفوذ الدور السعودي في المنطقة وعلى دور السعودية كقائدة للأنظمة السنية التوجه في الشرق الدوسط، وبالتالي سيتصاعد دور غريمتها الاساسية ايران.

وشددت يماني، التي عملت في مؤسسات ابحاث دولية في بريطانيا وامريكا وحاضرت في جامعات سعودية وعالمية، في محاضرة بعنوان 'المملكة في حالة ترقب وانذار، في ظل الحرب الباردة في الشرق الأوسط' ان الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز يحاول حالياً اعتماد النفوذ الدبلوماسي المستند الى القوة السياسية 'الناعمة' بدلاً من القوة العسكرية الضاربة، في تعامله مع ايران وحلفائها خلافاً لما ترغب به جهات قيادية اخرى في المملكة (بعض اخوته، والجهات الوهابية) ولما سعت اليه قيادة المحافظين الجدد التي تنتهي ولايتها الاسبوع المقبل في امريكا.

واستناداً الى ابحاث قامت بها يماني لمؤسسة 'كارينغي' الامريكية في الاشهر الأخيرة في بيروت بعد عملها في معهد 'بروكينغز' الامريكي وقبل ذلك في معهد 'تشاتهام هاوس' في لندن، فانها اشارت الى ان الملك السعودي الحالي يحاول 'تبديل طبيعة سياسة المواجهة مع ايران واستبدالها بسياسات اكثر دبلوماسية، ولكن من دون تخليه عن دوره القيادي لمعسكر الدول السنية في المنطقة، هذا الدور الذي توصلت اليه السعودية بعد مواجهة مع منافسيها (مصر جمال عبد الناصر، وقيادات القومية العربية واليسار، والقيادات العلمانية التوجه) وبموافقة الدولة الأقوى في العالم حالياً وهي امريكا'.

غير ان يماني اشارت ايضاً الى 'تحديات تواجهها القيادة السعودية على منصبها القيادي للمجموعة السنية في المنطقة آتية من دول خليجية اخرى ابرزها دولة قطر التي تتمتع بعلاقات جيدة مع سائر اللاعبين الأساسيين في الشرق الأوسط ومع سائر جيرانها (ايران، الدول الخليجية) ومع سورية ولبنان حيث قامت بوساطة اخيراً أدت الى عودة الحياة السياسية الطبيعية الى لبنان بعد حرب صيف عام 2006 التي شنتها اسرائيل عليه'.

وأوضحت يماني بأن السعودية 'خسرت من شعبيتها في المنطقة عندما وجهت انتقادات الى موقفي حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية وتعهدت بأنها ستدعم السنّة في العراق اذا تواجهوا مع الشيعة في هذا البلد، في وقت كان العالم العربي والاسلامي بمواطنيه السنّة والشيعة والمسيحيين والعلمانيين، يقف ضد الغزو الامريكي للعراق والاسرائيلي للبنان وفلسطين ويؤيد الجهات المقاومة لهذين الغزوين بصرف النظر عن انتمائها الديني او المذهبي'.

وأكدت يماني ان 'الملك عبد الله بن عبد العزيز حاول استخدام الموقع الديني الاسلامي للسعودية لتحويل المملكة الى مركز لفض النزاعات الفلسطينية ـ الفلسطينية، وطرح المبادرات العربية للسلام والتوفيق ما بين مواقف دول الشرق الاوسط، ولكن قيادة امريكا المنتهية ولايتها لم تسمح له بالنجاح في هذه المجالات، وبالتالي فان القيادة السعودية تنتظر بحذر وقلق ماذا سيحدث تحت القيادة الامريكية الجديدة بالنسبة لعلاقتها بالرياض، كما تقلق جهات اخرى على ماذا سيحث بعد وفاة الملك عبد الله ومن سيتسلم السلطة اذا توفي ايضاً ولي العهد'.

وذكرت المحاضرة ان 'احد ابرز الأخطاء التي ارتكبتها قيادة المملكة في الرياض كونها شجعت التوجه الاسلامي لدى القيادات الفلسطينية وغيرها في المنطقة ثم قررت معاداة بعض هذه القيادات متهمة اياها بالتقرب من ايران، وبالتالي سارت المملكة في مسار فرضته قيادة المحافظين الجدد في امريكا ولم تنجح في الاستقلال عن هذا الموقف'.

وعلقت الاستاذة السعودية في كلية كينغز كوليدج بلندن الدكتورة مضاوي الرشيد التي حضرت الندوة على هذه الناحية من المحاضرة بقولها: 'ان الدولة السعودية هي دولة من صنع الغرب والدول الغربية، وبالتالي فهي ليست دولة مستقلة إذ ان قيادات الدول الغربية تملك القرار على السياسات السعودية عموماً. وحالياً ألبست هذه الدول الملك عبد الله بن عبد العزيز ثوب القائد الاصلاحي، وهو يقوم بهذا الدور. وانا لا اعتقد بأن لدى الملك السعودي رؤية جديدة في السياسة الخارجية السعودية، والعملية هي توزيع الادوار، فالأمراء السديريون يقومون بدور، والملك يقوم بدور آخر، مما يساهم في دعم قبضة امريكا وحلفائها على قيادات المنطقة'. وأجابت يماني بأنها 'توافق بأن امريكا بعد تفجيرات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 في نيويورك وواشنطن ارادت احكام قبضتها على الدولة السعودية وتعزيز الدعم السعودي لامريكا، وازداد ذلك بعد فشل المشروع الامريكي في العراق، وحالياً تسعى واشنطن الى ادارة السياسة السعودية ضد ايران. وهذا امر خطير بالنسبة لمصالح السعودية في المدى البعيد، داخليا وخارجياً، إذ هناك ضرورة للتركيز على معالجة امور داخلية وخارجية اكثر اهمية من مجاراة سياسات الآخرين'.

وأشارت يماني في رد على سؤال آخر من سفير بريطاني سابق، شارك في المناسبة، وسأل اذا كانت السعودية والأنظمة العربية المسماة 'معتدلة' ضمنياً ترغب بأن يدّمى انف منظمة 'حماس' في المجزرة الحالية القائمة في غزة؟ فأجابت يماني: 'ان بعض هذه الأنظمة يلقي اللوم على حماس وقد وضعت هذه الأنظمة حماس مع حزب الله وايران في 'محور شر' فرضته سياسة امريكا، فيما حاولت خلافاً لذلك دول ذات اكثرية سنية، (كقطر مثلاً) الدعوة الى مؤتمر قمة عربي فأفشلت هذه الأنظمة 'المعتدلة' هذا التوجه واستمرت في موقفها المشجع للانقسام الطائفي في المنطقة، وهذا التوجه سيكون اخطر على هذه الانظمة في المستقبل من تأييدها للحرب الامريكية في العراق وخصوصاً ان الجماهير العربية والاسلامية تقف مع الجهة المقاومة للاحتلال والمواجهة بالقوة للممارسات الوحشية ضد شعوبها'.

وذكرت يماني في هذا المجال استفتاء جرى في مصر عام 2006 وأظهر بأن اكثر ثلاثة قادة شعبية في مصر (ذات الاكثرية السنية) كان السيد حسن نصر الله والرئيس محمود احمدي نجاد وقائد حماس خالد مشعل. كما اشارت في رد على سؤال آخر ان 'منطقة الاحساء في شرق السعودية الأغنى بالنفط تضم مجموعات غاضبة جداً على ما يجري في غزة حالياً، وقد صممت هذه المجموعات على التظاهر برغم ان السلطة تمنع ذلك، وبالتالي ليس من مصلحة النظام التركيز على

الانقسام السني ـ الشيعي إذ ان اكثرية سكان هذه المنطقة هي من الشيعة المقربين فكرياً من جيرانهم في العراق وايران'.

وكانت يماني قذ استهلت محاضرتها بعرض للتبدلات في السياسة الخارجية السعودية قائلة بأنه 'قبل تفجيرات عام 2001 في نيويورك وواشنطن كانت السعودية تفضل لعب دورمحدود في السياسة الخارجية للمنطقة، ولكن بعد ذلك اصبحت تقوم بمبادرات واضحة الى درجة اكبر'. وأضافت ان 'الملك عبد الله بن عبد العزيز قام بزيارات الى دول كالصين والهند وباكستان وماليزيا واندونيسيا وتركيا في محاولة للانفتاح نحو الدول الآسيوية، ودعا الملك ايضاً الرئيس الايراني لزيارة السعودية ثم اشرف على مبادرات تفاوض عديدة. ولكن عندما فشلت السياسات الامريكية في العراق وايران وسورية ولبنان، تبدل التركيز الامريكي مما اثر على التوجهات السعودية، وشعرت قيادة المملكة بأن عليها مجاراة حليفتها امريكا اذا رغبت الاستمرار في دورها كقائدة لدول 'الاعتدال' في المنطقة الذي قبلت به مصر والأردن وبعض الدول الخليجية'.

ويبقى ان نرى ماذا ستتوقعه الادارة الامريكية الجديدة بقيادة الرئيس باراك اوباما من السعودية والدور السعودي في المنطقة، اذا قررت امريكا تبديل سياساتها تبديلاً جذرياً. وهذا ما أشارت اليه المحاضرة في اكثر من مناسبة.
__________________

صلاح الدين غير متصل   الرد مع إقتباس