عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 06-03-2024, 07:34 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,992
إفتراضي

وكانت القفزة الحقيقية في صناعة الأقلام من نصيب البريطانيين أيضاً، عندما تم ابتكار القلم الحبر بشكله التقليدي المعروف حاليا، أي القلم الذي به خزان يملأ بالحبر السائل، وكان ذلك عام 1864 وهو العام الذي يؤرخ به للثورة في عالم الكتابة، حيث بدأت شركات كبرى تدخل مجال تصنيع الأقلام ومنها شركة (باركر) و (شيفر) و (وترمان) وغيرها من كبريات الشركات عابرة القارات.
ويقال إن العلامة والكيميائي العربي جابر بن حيان هو صاحب فكرة اختراع القلم الحبر ذي الخزان، ولكن الفكرة لم يكتب لها التحقيق في عصر ابن حيان، وكانت هناك تجارب بدائية لصناعة مثل هذا القلم في الأندلس، غير أنها باءت بالفشل لعدم دقة التصنيع حتى وضعها البريطانيون في القرن التاسع عشر موضع التنفيذ دون أن يشير أحدهم ولو مجرد إشارة إلى أنه اختراع عربي قديم.
انقلاب جاف!
وفي بداية معرفة العالم بالحبر كانت هناك، حتى عهد قريب، ما يسمى (بالنشافة) لتجفيف الحبر بعد الكتابة، غير أن تجارب أمريكية أجريت في الخمسينات من القرن الماضي توصلت إلى اختراع الحبر الذي يجف بمجرد كتابته، وفي عام 1951 ظهر في أمريكا قلم شهير باسم (باركر آيه) فكان التطور التقني الأخير في صناعة أقلام الحبر السائل التي سرعان ما تحولت بدورها إلى متحف التاريخ الحديث!
فقد ظهر القلم الأكثر انتشاراً على مر العصور، وهو قلم الحبر الجاف الذي ابتكره عالم أمريكي من أصل فرنسي وبدأت شركة (رينولدز) تصنيعه على نطاق عالمي واسع في عام 1953، فأحدث على الفور انقلاباً في صناعة أدوات الكتابة، وتفوق هذا القلم الجاف على أقلام الحبر السائل، لدرجة أنه ضرب صناعتها المزدهرة في مقتل، واحتل المرتبة الأولى في قائمة مبيعات الأدوات الكتابية، فباعت شركة (رينولدز) نحو 7 ملايين قلم جاف من موديل واحد عام 1957، وكان هذا رقماً قياسياً في مبيعات الأقلام على مستوى العالم."
وتحدث عن مميزات القلم الجاف فقال :
"عبقرية القلم
وتكمن عبقرية القلم الجاف في كونه أول أداة للكتابة لا تحتاج إلى مكونات أخرى من خارجها، فقد كان لزاماً على الكاتب في كل العصور السابقة أن يحتفظ بالقلم والحبر معاً ..
ويعتمد هذا النوع من الأقلام على فكرة ميكانيكية غاية في البساطة، فرأس سن القلم عبارة عن (بلية) أو جسم كروي صغير جداً من الحديد الدوار، وفي هذا الجسم أخاديد متناهية الصغر من الممرات الدقيقة، وعندما يتحرك الرأس ينساب الحبر الجاف في سن القلم، مثل هذه الفكرة البسيطة ربحت من ورائها شركة (رينولدز) نحو 120 مليون دولار بأسعار الخمسينات من القرن العشرين.
ولكن اليابانيين استطاعوا أن يقدموا للعالم في السبعينات من القرن الماضي نوعاً مبتكراً من الأقلام، وهو القلم (الفلوماستر) الذي يعتبر التطور الأخير في صناعة الكتابة، فهو آخر ما توصل إليه العقل الإنساني في هذه الصناعة العريقة والضاربة بجذورها وكلماتها في أعماق التاريخ، وإن كان البعض في عصرنا يؤمن بأن صناعة أقلام الكتابة ستدخل (المتحف) يوماً وتصبح من مخلفات التاريخ، بعد أن أصبحت الكتابة على الكمبيوتر لا تحتاج إلى الأقلام .. ولا الأوراق!"
قطعا هذا التاريخ كما قلت هو تاريخ كاذب ومثله تاريخ الكتاب الذى لخصه فقال :
"الكتاب
الكتاب مجموعة من الصحائف المخطوطة أو المطبوعة يضم بعضها إلى بعض بالخياطة أو التغرية أو بواسطة أسلاك معدنية يكون عادة ذا غلاف ورقي أو ذا غلاف كرتوني، وقد يجلد بالقماش ونحوه.
وقديماً كان الكتاب عبارة عن مجموعة من ألواح فخارية، أو عبارة عن درج من ورق البردي فأما "الكتاب الفخاري" فقد عرفه السومريون والبابليون قبل أكثر من أربعة آلاف سنة، وأما "الكتاب الدرجي" فعرفه المصريون في الفترة نفسها تقريباً والواقع أن المصريين صنعوا من سوق قصب البردي أدراجاً طويلة جداً ولما كان البردي أخف وزناً وأكثر ملائمة للكتابة من الفخار فقد أخذت مصر تصدره إلى مختلف بلدان الشرق الأدنى.
وعن المصريين اقتبس الإغريق "الكتاب الدرجي"، وعن الإغريق اقتبسه الرومان بدورهم ومن لفظة "البردي" اشتقت لفظة "الورق"، ومن اسم مدينة جبيل وهي الميناء الفينيقي الذي أصبح فيما بعد مركزاً لتصدير البردي، ومن كلمة Biblion هذه نشأت كلمة Bible ومعناها الكتاب المقدس.
وحوالي العام 400 للميلاد حل الرق وكان يعد من جلود الخراف والمعيز محل البردي، واتخذ الكتاب شكله الحاضر ذا الصفحات المطوية المضموم بعضها إلى بعض.
وفي القرن الثامن للميلاد شرع العرب يستخدمون الورق بدلاً من الرقوق، وعنهم أخذته البلدان الأوروبية في القرن الثاني عشر. وقد أنشئ أول مصنع للورق في انجلترا في القرن الخامس عشر. وحوالي عام 1436 اخترع غوتنبرغ الطباعة بالحروف المنفصلة أو المتحركة فكان ذلك الاختراع نقطة تحول في تاريخ الكتاب نقلته من طور المخطوطة إلى طور المطبوعة.
وأول كتاب طبع في أوروبا هو الكتاب المقدس الذي طبعه غوتنبرغ فيما بين عام 1452 وعام 1455"
وكما هي العادة لا يظهر الغرب إلا تاريخه وأما ما قبله فإنه تاريخ مطموس محرف لم يكتبه أصحابه وإنما كتبه الغزاة الغربيون بلغات وخطوط الأمم المهزومة ليكون هذا هو تاريخهم بدليل أن معرفة آدم(ص) للقلم والصحف والكتابة وهو ما لم يذكر في التاريخ الغربى أبدا حتى مع اعلان أكثريتهم نصرانيتهم وقلتهم يهوديتهم
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس