عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 02-05-2012, 11:58 AM   #55
متفااائل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
المشاركات: 1,161
إفتراضي



خلاصة المسألة هذه الأفعال مآلها إلى القلب.
قلنا أن الكفر نوعان كفر :
1) عقائدي وهو الاكبر المخرج من الملة .
2) العملي وهو الأصغر الذي غير مخرج من الملة .


وهناك بعض الأحكام على غير الكفر وتأخذ نفس هذه الأقسام مثل الظلم والفسوق والنفاق .


س : إلى كم قسم ينقسم كل من الظلم والفسوق والنفاق .؟
ج – ينقسم كل منها إلى قسمين:
أكبر مخرج من الملة .
أصغر غير مخرج من الملة .




تعريف الظلم :
معناه: مجاوزة الحد، ووضع الشيء في غير موضعه

والظلم ينقسم إلى عدة أقسام:

الأول: ظلم العبد فيما يتعلق بجانب الله، وهو الشرك وهذا أعظمها.

الثاني: ظلم العبد لنفسه.

الثالث: ظلم العبد لإخوانه.


أما الظلم الذي يتعلق بجانب المولى تبارك وتعالى فهو أن تعبد غير الله، قال سبحانه وتعالى على لسان لقمان لابنه: وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ* وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ {لقمان:12-13}، وفي البخاري وغيره، عن عبد الله قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم عند الله، قال: أن تجعل لله نداً وهو خلقك، قلت: إن ذلك لعظيم، قلت: ثم أي، قال: وأن تقتل ولدك تخاف أن يطعم معك، قلت: ثم أي، قال: أن تزاني حليلة جارك.

أما ظلم العبد لنفسه: فيدخل فيه الشرك والمعاصي، كبيرها وصغيرها، جليلها وحقيرها، فكل معصية فهي ظلم بحسبها على العبد،

وأما ظلم العبد لإخوانه فهو أن يأخذ من حقوقهم أو أعراضهم أو أموالهم أو دمائهم، ومن هذا يعلم أن من تعدى على حق الغير من مال أو عرض بأن اغتابه أو سبه أو بهته إلى غير ذلك من جميع المخالفات تجاه الآخرين فقد ظلمه.



س : ما مثال كل من الظلم الأكبر والأصغر .؟
مثال الظلم الأكبر المخرج من الملة قوله تعالى : (وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ)
وقوله تعالى : (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ)
وقوله تعالى (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)

فهنا الظلم هو الظلم الأكبر مخرج من الملة وهذا إقتداءً لأن الله عز وجل حرم على الظالم الجنة وأدخله النار.

مثال للظلم الأصغر الذي لا يخرج من الملة قوله تعالى : (وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا)
وقوله تعالى : ( وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَاراً لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ)
فهنا الظلم لا يخرج من الملة بل هو فقط وصف لمن يفعل هذه الأشياء وينقص من إيمانهم .



معنى الفسق :
هو الخروج عن الطاعة وتجاوز الحد بالمعصية . والفسق يقع بالقليل من الذنوب إذا كانت كبائر ، وبالكثير ، لكن تعورف فيما كان كثيرا

والفسق أحيانا يكون بترك الفرائض ، ووأحيانا بفعل المحرمات .

والفسق أعم من الكفر؛ حيث إنه يشمل الكفر وما دونه من المعاصي كبائرها وصغائرها، وإذ أطلق يراد به أحياناً الكفر المخرج من الإسلام، وأحياناً يراد به الذنوب والمعاصي التي هي دون الكفر؛ بحسب درجة المعصية، وحال العاصي نفسه .

س : ما مثال كل من الفسوق الأكبر والأصغر ؟

قال الله تعالى: ( إن المنافقين هم الفاسقون) هنا الفسق المقصود هنا الفسق الأكبر المخرج من الملة وكذلك
قوله تعالى : ( إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه )
ففسق أبليس فسق أكبر.

وقوله تعالى : (وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ) الانبياء .
أما مثال الفسوق الأصغر قوله تعالى : (إن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)
فهنا الفسق المقصود ليس الفسق الأكبر المخرج من الملة ولكن فسق أصغر ينقص من إيمان صاحبه ولا ينفى الإيمان بالكلية عن صاحبه , فهذه الآية نزلت في الوليد ابن عقبة وهو من الصحابة .



س : ما مثال كل من النفاق الأصغر والأكبر؟

النفاق في الاصطلاح الشرعي : القول باللسان أو الفعل بخلاف ما في القلب من القول والاعتقاد

والنفاق نوعان :
النفاق الأكبر وردت فيه آيات كثيرة توضحه وتوضح حكم المنافقين مثال قوله تعالى : (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً )
وقوله تعالى : (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ)
وقوله تعالى : (إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ) وغير ذلك من الآيات .

والمنافقون أشد خطرا على المسلمين من المشركين لأن المشركين كفرهم ظاهر أما المنافقين فيظهرون الإيمان ويبطنون الكفر .

أصل النفاق ظهر بعد هجرت النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وكان رأسهم عبد بن أبَيْ بن سلول , والنفاق هنا مخرج من الملة ويجعل صاحبه في الدر الأسفل من النار , ويندرج تحت إسم النفاق أيضا :
1) من كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم
2) من كذب ببعض ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم .
3) بغض الرسول صلى الله عليه وسلم .
4) بغض بعض ما جاء به صلى الله عليه وسلم .
5) المسرة بانحفاض الدين .
6) الكراهية لانتصار دين رسول الله صلى الله عليه وسلم .



النوع الثاني :
هو النفاق الأصغر أو النفاق العملي أي أن يقع الشخص المسلم في بعض أعمال المنافقين مع استقرار الإيمان في قلبه ومن يفعل ذلك يكون فيه خصلة من خصال النفاق حتى يدعها , ولكن هذا لنوع قد يؤدي إلى النفاق الأكبر المخرج من الملة ومثال للنفاق الأصغر : قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا اؤتمن خان ، وإذا وعد أخلف )

وقوله صلى الله عليه وسلم : (أربع من كن فيه كان منافقا ، أو كانت فيه خصلة من أربعة كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر)






الواجب:

س1: ما هو الكفر العملي الذي لا يخرج من الملة ؟

س2: إلى كم قسم ينقسم كل من الظم والفسوق والنفاق .؟


----------------- قد تكون المشاركة القادمة هي الاخيرة
وهي مراجعة من الدرس 11 ... على موعد ... ان شاء الله
متفااائل غير متصل   الرد مع إقتباس