عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 26-12-2007, 10:29 AM   #168
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile


بمثلِكِ الفخـرُ يـا بَتْــراءُ يفتـــــــــخـرُ *** فَلْتَشْمَخي! أنتِ أنتِ العزمُ والقَــــــــدَرُ
وأنـتِ سيـفُ الرّدَى في كلِّ نازلــــــةٍ *** فلتضربـي وتردِّي كيـدَ من غَــــــــدَرُوا
بتراءُ كمْ في كتـابِ المجـدِ من سُــوَرٍ *** قرأتُ عَنْـكِ رَوَاهـا البدوُ والحَضَـــــــرُ
من "أمِّ قيـسٍ" أتاكِ القيسُ ممتَشَقــاً *** وهي "الجدارةُ" تحمي ساحَها الجُـدُرُ
ومن روابٍ بها اليرمـوكُ قد عَشِقَــتْ *** أمواجَـه البِيْضَ سُمْرُ الحيِّ والسَّمَــــرُ
و"قلعـةُ الرّبَضِ" القعسـاءُ رابضـــــةٌ *** للوَثْـبِ تحفِـزُ إنّ الوَثْـبَ يُبْتَـــــــــــــدَرُ
قد جِئْـتُ والشِّعْـرُ يا بتـراءُ وقفتُـــــــهُ *** فيها التّوَجُّـسُ إن لم تُجْتَـلَ الـــــــدُّرَرُ
وأنـتِ فيـكِ بيـانٌ من شــــــــــــــواردِهِ *** على العِطَـاشِ كمـاءِ المُـزْنِ ينهمــــــرُ
ماذا أغنِّيكِ من شعري وذي "جَرِشٌ" *** ملاحـمٌ مَـدُّهـا يعلـو وينحــــــــــــــــدرُ
دخلْتُهـا فسمعـتُ الصّخـرَ أنَّتَـــــــــــــهُ *** يشكـو من الضّيمِ هل ينضامُ مُقْتَــــدِرُ
كلاّ، ولكنْ صروفُ الدّهرِ قاهـــــــــرةٌ *** لا كانَ دهـرٌ به الأحرارُ قد قُهِـــــــرُوا
وأنتَ أردنُّ فيـكَ الجَمْـرُ متّقِـــــــــــــدٌ *** فَضَـعْ عليـه يُواتِ المَلُّ والسِّــــــــــدَرُ
واقدحْ شرارةَ حُـبٍّ يأتِ مشتعــــــــلاً *** قلبٌ كواهُ اللظى ممـا رَمَى الشّــــــــرَرُ
لديكَ ما أبـدعَ الأنبـاطُ من مثـــــــــلٍ *** مُنَىً كِبـارٌ كما تُبْنَى الرُّؤَى الكُبَــــــــــرُ
فجـدّدِ العهـدَ للبتـراءِ إنّ لهـــــــــــــا *** روحـاً تجـدّدُها الأيـامُ والعُصُـــــــــــــــرُ
سمعتُ فيها حفيفَ الصّخْرِ ملتهفــاً *** كما يَحُـفُّ هوىً بالرّيشـةِ الوَتَـــــــــــــرُ
عَجِبْتُ والصّخرُ في بتراءَ معجـــزةٌ *** عنهـا تَكَلَّمَ في أرْباضِهـا الحَجَـــــــــــــرُ
وقـالَ لي: إنّ للبتـراءِ قِصّتَهــــــــــا *** فقلتُ: حَدِّثْ فإنّي السّمْعُ والبَصَــــــــــرُ
فقالَ: ما أنتَ والأسرارُ قلتُ لـــــه: *** بئـرٌ بغـورٍ عميـقٍ ليس يُسْتَبَــــــــــــــــرُ
تَلفّتَ الصّخْرُ حتى لا يَرَى أحَــــــداً *** غيري ووشوشني فالسِّـرُّ مُسْتَتِــــــــــــرُ
وقد حَلَفْـتُ بأنـي لا أبوحُ بــــــــــه *** فلستُ أُفْشِيهِ مهما طالَ بي العُمُـــــــــــرُ
و"ذو شراةٍ" دَرَى من قبلُ قصّتَها *** إذْ كانَ رَبَّ الغرانيقِ الأُلَى ذُكِـــــــــــرُوا
ويـومَ ولّى تولّـى السّـرُّ أجمعَـــــــه *** لم يَبْـقَ في الدّهرِ عينٌ منهُ أو أثــــــــرُ
إلاّ مدينــةُ بتــراءٍ وأعمــــــــــــــدةٌ *** شابَ الزّمانُ وما شابُوا وما كَبِــــــــرُوا
مُدَلَّهـونَ بِحُـبٍّ ليسَ يبرحُهُـــــــــمْ *** مُوَلَّهـونَ بخُلْـدٍ ليـسَ ينـدثــــــــــــــــــــرُ
وتلكَ بتراءْ قد دانَ الوجـودُ لهـــا *** أمامَها كلُّ أهْلِ الكِبْرِ قد صَغُــــــــــــــروا
مدينــةُ الوردِ والألوانِ ما فتئـــتْ *** يُضفـي عليها سنىً تاريخُها النَّضِــــــــرُ
شقائقٌ من نسيجِ الشّمسِ لُحْمَتُها *** أمّـا سَـدَاها فمَمّا ينسِجُ القمــــــــــــــــــرُ
قد طرّزتهـا يَدَا "عشتارَ" أرديـــةً *** غـلائـلاً لعـذارى زانها الخفــــــــــــــــــرُ
بناتُ نَبْـطٍ وشعري بعضُه غَـــــزَلُ *** يليـقُ تسمعُـهُ غِزلانُـها العُفُــــــــــــــــــرُ
هُنَّ الحِسانُ كَسَوْنَ العيدَ بهجتَـــهُ *** غنّـتْ لهــنَّ قِيـانٌ أنجمٌ زُهُـــــــــــــــــــرُ
يُبْدينَ من روعةِ الإنشادِ ما قَبَسَتْ ***عنـه فصاحتَـهُ لمـا نَمَتْ مُضَــــــــــــــــرُ
مثقّفاتٌ حفظنَ الشّعْـرَ من كُتُـــــبٍ *** شُبّـانُ بتـراءَ من إلهامِها سَطَـــــــــروا
يَضْرِبْنَ بالدُّفِّ موسيقـى مُؤلّهـــةً *** بيـنَ المعابـدِ لم يحلُـمْ بها بَشَــــــــــــــرُ
حتى غدا كل خَصْـرٍ في رشاقتِــــهِ *** يهتـزُّ والخَصْرُ يحلو حينَ يُخْتَصَـــــــرُ
كمْ ساعـدٍ لفَّ من خَصْرٍ وطوَّقَـــهُ *** لطفـاً وليناً وخَصْـرٍ باتَ ينتظـــــــــــــرُ
وكمْ شِفـاهٍ محا التقبيلُ حُمْرَتَهـــا *** على شفـاهٍ رحيقَ التّوتِ تعتصِـــــــــــرُ
هي الحياةُ يُلبّي الصّبْـحُ دعوتَها *** إذا دعتْـهُ كذاكَ الليلُ والسّهَـــــــــــــــــرُ
وجَنّةُ الصخـرِِ في بتراءَ وارفـــةٌ *** يا بؤْسَ قومٍ بها مرّوا وما شَعَــــــــرُوا
كأنّهم ما رأوا أشجـارَ رونقِهـــــا *** مُنَمْنَماً وعليهــا أينـعَ الثّمَــــــــــــــــــــرُ
والحارساتُ على أبوابها وَقَفَــتْ *** والرّمحُ والصّبحُ والهيجاءُ والظّفَــــــرُ
والخيـلُ والليـلُ أنداءٌ معطَّــــــرةٌ *** والرّيحُ والشّيحُ غنَّى بوحُه العَطِــــــــرُ
فإنْ بكيْتُ علـى أعتابِها طَرَبــــــاً *** فإنّما بالنّدَى يبكي الضّحَى الزَّهَــــــــــرُ
وإنْ شَكَـوْتُ على آمالِهـا ألمـــــاً *** فغيـرُ وِزْرِيَ للبتــــــــــــــــــــــراءِ لا أزِرُ
قُمْرِيّةُ الشّـدوِ فيها رُحْتُ أسألُها *** هل من عبيدةَ أو من حارثٍ خبــــــــــــرُ
قالتْ نِعِمّا وغنّتْ فوق "خزنتِها" *** لحنـاً شجيّاً له الجُلْمـودُ ينفطــــــــــــــرُ
كأنّما نَفْحَـةُ القَيْصُـومِ نغمتُهـــــا *** أو العَـرَارِ سَقَـى أنساغَهُ المَطَـــــــــــــــرُ
وجدْتُ في حزنِها حزني وحرقتَها *** في حرقتي ولدينا الوَجْـدُ مستعـــــــــرُ
نبكي على الأهلِ مذْ بانُوا فوا أسفا *** فهلْ يكونُ لِقــاءٌ بعدَما هجـــــــــــروا
ونحنُ صِنْوانِ حُبُّ الأرضِ يجمعُنا *** بها ارتبطْنا وسـاوَى بيننا القَـــــــــدَرُ
إني لألثمُ أرضـــاً داسَها قَــــــــــــدَمٌ *** من ربّةِ الخِصْبِ حيثُ الطّيبُ ينتشـــرُ
والأرضُ مذْ أنشأتني طينـةٌ جُبِلَـتْ *** بالحُبّ كالأمِّ نِعْمَ الصّـدْرُ والــــــــــــدِّرَرُ
والأرضُ لي فإذا ما القَسْـرُ جرّدَني *** منهــا أقولُ : بإنّ القَسْـرَ يُقْتَسَــــــــــرُ
من يأخذِ الناسَ بالسّيفِ الغريرِعلى *** حينٍ من الغَرِّ يأخذْ شخصَـهُ الغَــــــرَرُ
ولي من الأرضِ ما للطّفلِ من حُلُـمٍ *** لي الشقيقانِ منهـا البَحْـرُ والنّهَـــــــرُ
ولي الأنيقانِ منهـا الطّلُّ والسَّحَــرُ *** ولي الصديقانِ منها الشِّعْرُ والصُّـــوَرُ
ولي الطريقانِ منها السّهْـلُ والوَعَرُ *** ولي الطليقانِ منهـا الظّبي والسَفَـــرُ
ولي الرّشيقانِ منهـا البـازُ والنّمِـــرُ *** ولي البريقانِ منهـا الفِكْـرُ والعِبَــــــرُ
ولي العميقانِ منها الصّمْتُ والحـذَرُ *** ولي الرفيقانِ منهـا السّهْمُ والوَتَــــرُ
ولي الرقيقانِ منها الخَمْـرُ والأشَـــرُ *** ولي العشيقانِ وجهُ الحسْنِ والنّظَـــرُ
ولي الليالي وليلَى ثمّ لِيْلِي وليْ وليْ *** والناسُ أجمعُ إنْ غابوا وإن حضروا
أهـلي ورائيَ في بتـراءَ هل سمعــوا *** أهلي أمـاميَ في كنعانَ هل خَبَــــــرُوا
فإن شربْــتُ حُمَيّا كأسِهِمْ ظَمَـــــــــــأً *** فقد عَرَانـيَ مـن بترائِهِـمْ سَكَــــــــــــــرُ
فَصِحْتُ والوَجْـدُ لا يألو يحاصرنــي *** حتى حَسِرْتُ وأعيا منطقي الحَصَــــــرُ
ردّوا صِبايَ جديـداً كي أحاسبَـــــــهُ *** فإنّ عُمْـراً بـلا لُقيـاكُمو هَــــــــــــــــــدَرُ
فإنْ شَقَقْتْ عليكم ثـوبَ عاطفتـــــي *** فقد عَصَفْتُ فلا أُبقـــــــــــــــــي ولا أذَرُ
أنا حنيـنٌ أنـا شـوقٌ أنا أمَــــــــــــلٌ *** أنا جُــذورٌ أنا تُـرْبٌ أنا شَجَــــــــــــــــــرُ
أنـا مَثَـارٌ ولي ثـارٌ سآخـــــــــــــــذُه *** أنـا انفجـارٌ أنا نــارٌ أنا سَقَـــــــــــــــــــرُ
يا تقبـروني ! أناديكُـمْ أنا شَغَــــفٌ *** ألاّ أمـوتَ وأنتمْ نَسْلُ من غَبَــــــــــــرُوا
أريدُ خُلْـداً وما أشتــاقُ أعلنُـــــــــهُ *** في غيِر بتـــراءَ لا أشتاقُ أنقبــــــــــــــرُ
أمُّ الصّخـورِ وقد لانتْ ملامسُهــــا *** كما الحريــرِ فلا وَخْزٌ ولا إبَـــــــــــــــــــرُ
وهيَ السّكينـةُ أغفو في رفارفِهــا *** لا ضَجَّـةٌ في حَناياها ولا ضَجَــــــــــــــــرُ
هنـاكَ تحتَ ظلالٍ من شواهقِهــــا *** ترتاحُ روحـي ولا مَنٌّ ولا كَــــــــــــــــــدَرُ
عمّــانُ والحُبّ سِرُّ المرءِ يحفظُـهُ *** وربّما شَفَّ عنـه الشّطْحُ والهـــــــــــــــذَرُ
عمّـانُ قومي إلي بتراءَ وأعتذري *** عنّي وعنكِ وخيرُ القوم من عــــــــذروا
فلا يليـقُ عُقـوقُ الأمِّّ إنّ لهــــــــــا *** فَضْـلاً عظيماً وللفجّار ما فَجَــــــــــــــرُوا
فَلْنُنْجِـزِ الوعدَ في بَعْـثٍ تجــــــدّدُهُ *** روحُ الحضارةِ في إيصال ما بَتَـــــــــرُوا
وَلْنَبْنِ من صَخْرةِ البتراءِ نهضةَ من *** شدّوا العزيمةَ في الجُلَّى وقد صبــروا
فإَنّ من يبتنـي بالصّخـرِ نهضتَــــهُ *** مُؤاخياً عزمَـهُ والصّـدقَ ينتصـــــــــــــرُ

*****

صباح الخير من اردن الشموخ والكبرياء والعز
صباح الرمان والتين والزيتون والعنب واللوز
صباح الزعتر والقيسوم
صباح النرجس والجوري
صباح الخير


__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...

آخر تعديل بواسطة النسري ، 26-12-2007 الساعة 10:37 AM.
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس