عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 09-08-2008, 11:17 AM   #1
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي (تحيين) المجلوبة

(تحيين ) المجلوبة

يقال في لغة أسواق (الحلال)، فلان جلب بقرته أو حصانه للسوق، وفلان غش من اشترى بقرته (بتحيينها)، و(التحيين) هنا: هو الامتناع عن حلب بقرة قليلة الحليب ليومين، لكي يتجمع الحليب في ضرعها وتبدو كبيرة الضرع غزيرة الإنتاج. وقد يكون (تحيين) مأخوذ من (الحين) أي الى حين!

إن معظم حالات البيع هذه يحدث بعدها مشاكل يعجز أقوى القضاة عن حلها. فقد يعود من اشترى البقرة بعد أسبوع، يقود البقرة وراءه ومقطب الحاجبين يصر عينا ويفتح الأخرى، وينتفض شعر شاربيه ليبدو كأنه شوك قنفذ. فيتلقاه من باعها مبتسما وقد تهيأ لهذا الموقف مسبقا، أو قد يكون مر بهذا الموقف عدة مرات.

خير يا صاحبي؟ يستقبل من اشترى البقرة.
يجيبه الشاري: خير؟ من أين سيأتي الخير؟ ألا تخاف الله؟ (تُحَيِن) بقرتك وتبيعها لي، وقد علقت على شراءها آمالا في تغذية أبنائي؟
يجيبه البائع بمكر: تريث يا صديقي ولا ترمي التهم جزافا، فقد يكون قد اختلف عليها المكان أو العلف، وما أن تتعود عليه ستعود الى إنتاجها الغزير.

لا تتوقف عمليات التحيين على الأبقار والخيل والسيارات والأجهزة المستعملة، فكل ذلك معروف، يجري توظيبه و تحضيره بأحسن صورة لغايات جذب المشتري (أعمى القلب). بل تتعداها الى تحيين الإنسان، ذكرا كان أم أنثى.

توصيه والدته أن يلتزم الصمت، ويبقي جلسته معتدلة وابتسامته مشرقة، ويطرق بنظره الى الأسفل ليبدو وديعا خجولا (القطة تأكل عشاه). أو توصيها والدتها أن تظهر بكامل زينتها أمام الخطابين، وأن لا تبدو متلهفة على هذا الزواج، حتى تنتهي الأمور على خير!

وأي خير هذا؟ سينكشف أمر ذلك (التحيين) بعد حين. في جلسات المكاشفة تجد والدة العروس تصرخ بوجه والدة العريس: ابنك يبقى لوجه الصبح (يتسرمح) وابنك كذا. ووالدة العريس: تصرخ: ابنتك تبقى نائمة (لعز الظهر)، ولا تنتبه لطلبات زوجها.. ويكثر الجدال ويبقى الكثير مما لم يقال!

لعن الله التحيين في كل أشكاله، فهو غش مقنن، ومن غشنا فليس منا.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس