عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 30-08-2007, 12:52 AM   #7
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

زائير


تقع جمهورية زائير عند خط الاستواء، وتجاور الوطن العربي من خلال مجاورتها للسودان، كما يجاورها من الدول الأخرى كل من (إفريقيا الوسطى، الكونغو، أنجولا، زامبيا، تنزانيا، بوروندي، رواندا،وأوغندا) .. وزائير تقع على حوض نهر الكونغو، الذي يعتبر ثاني أكبر نهر في العالم بعد الأمازون وتعيش فيه الغابات الاستوائية التي لا تزال مناطق داخلها مجهولة حتى اليوم، ويتواجد داخلها الأقزام ..

تبلغ مساحة زائير 2.345.409كم2 وهي بذلك ثالث قطر في إفريقيا من حيث المساحة بعد السودان والجزائر. كما يبلغ عدد سكان زائير حوالي 50 مليون نسمة، وأهم مدن زائير (كينشاسا 4مليون نسمة وهي العاصمة) ومدن (لوبومباشي حوالي مليون نسمة) و(ليكازي) و(كيزانغاني)..

نبذة تاريخية:

تدل الآثار الموجودة عند حوض نهر الكونغو على وجود قديم للإنسان فيه، يعود الى فترة ما قبل التاريخ. وسكان هذه المنطقة ينحدرون من شعوب (بانتو Bantou) التي فاضت من الهضاب المحيطة بمجرى نهري النيجر وبنويه الى حوض نهر الكونغو مضطرة لشتى الأسباب.

ووجدت في بعض المواقع أن أهل عُمان قد حكموا تلك البلاد وكانوا يطلقون عليها اسم (أندلس عُمان الإفريقية) وذلك قبل دخول الأوروبيين لها ولم أجد لتلك المعلومة سندا في الموسوعات الجغرافية والسياسية ..

وبقي تاريخ تطور تلك الشعوب مجهولا، حيث تعذر الوقوف على مسار تطورهم، وبقي الحال كذلك لحين وصول الملاح البرتغالي (ديغو Diego Cao) ومقابلته لملك الكونغو وتوطدت العلاقة فيما بينهما، وبقيت جيدة حتى أحس الملك بنوايا البرتغاليين في تجارة العبيد .. وفي القرن السابع عشر رفض الملك الكونغولي (أنطونيو الأول) تجديد حقوق استثمار المناجم للبرتغال، ولكنه لم يصمد أمام الجيش البرتغالي فبدأ عصر الانحطاط في الكونغو .. وبالرغم من أن البرتغاليين كانوا أول الناس في دخول تلك البلاد في القرن الخامس عشر، فإن الكثير من المناطق الداخلية لم تُكتشف إلا في القرن التاسع عشر، وعلى يد الإنجليزي (هنري مورتون ستانلي) بين عامي 1874و 1877 حيث طاف في معظم الأجزاء الداخلية، ورأى كم بها من الثروات وطلب من حكومته التدخل لاستثمار تلك المناطق، ولكن حكومة إنجلترا لم تستمع له فاستمع إليه ملك بلجيكا (ليوبولد الثاني) الذي استطاع عام 1885 أن ينتزع من مؤتمر برلين اعترافا دوليا بملكيته للكونغو! وبقيت كذلك حتى عام 1908 عندما نزع عن الملك تلك الصفة، وأصبح اسم البلاد (الكونغو البلجيكي) وبقي كذلك مزدهرا بفعل استثمار أكثر من 800 شركة عملاقة عالمية لثروات البلاد الطائلة مثل المطاط والكاكاو والقطن والأرز والنحاس والذهب والماس والقصدير الخ .. وقد استطاعت بلجيكا بعشرة آلاف موظف موزعين على الجيش والإدارات العامة وسبعة آلاف رجل دين .. أن يطوع تلك البلاد..

اللغة والدين والسكان

اللغة الرسمية للبلاد هي الفرنسية، وهناك لغات محلية عديدة منها: كيكونغو وكينغاوا، ولينغالا، وسواحلي و تشيلوبا الخ ..و يتكون سكان زائير من أكثر من مائتي مجموعة عرقية معظمها من زنوج البانتو ، ثم من الشعوب النيلية ، ومن الأزندي ، والأقزام ، وجماعات مهاجرة من سواحل شرقي افريقيا ، وهي الجماعات التي نقلت الإسلام إلى حوض نهر زائير وصلها الإسلام من شرقي أفريقيا ، من دولة زنجبار أيام ازدهارها . لذلك تتعدد اللغات واللهجات ، والفرنسية لغة البلاد الرسمية وإلى جانبها عدة لغات مثل اللينجالا في كنشاسا والكنغو الأدني والتشيلويا في كاساي وغيرهما من اللغات المحلية ، وإلى جانب هذا تسود السواحلية في بعض المناطق مثل شرقي زائير ، وفي هضبة شابا ، كالغة بالبلاد ويقدر عدد المسلمين في ز ائير بحوالي 10ملايين نسمة، في حين يدين 20 مليونا بالمسيحية الكاثوليكية و10ملايين بالبروتستنتية والباقي من أصل 50 مليون يدينون بديانات محلية ..

الاستقلال :

عرفت الكونغو الديمقراطية (وهو اسم زائير في أكثر من مرحلة معاصرة) برفضها لحضارة الرجل الأبيض، وقد غذت تلك النزعة معتقدات دينية تدعو الى المحافظة على التقاليد والعادات المتوارثة.. ففي القرن السابع عشر ظهر رجل يدعي النبوة اسمه (فرنسيسكو كسولا) وبشر بطرد الإرساليات التبشيرية المسيحية.. كما اعتقدت سيدة تدعى (دونا بياتريس) بأنها مرسلة من الله وطالبت بطرد المسيحيين فاعتقلت وتم إحراقها .. واستمرت أشكال تلك الدعوات حتى عهد ما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية .. فقد ظهر عام 1921 رجل اسمه (سيمون كيمنغو) وادعى بأن الله قد زاره، وأمره بالعمل على طرد البيض من الكونغو فاعتقل وبقي بالسجن حتى مات عام 1951

عشية الاستقلال

ظهر في الكونغو تيار يعتنق المبادئ اليسارية يقوده المناضل (باتريس لوممبا) الذي أصبح أول رئيس وزراء في 30/6/1960 .. لكن تم اغتياله بظروف غامضة في 17/1/1961، فاهتزت البلاد، وكادت أن تنقسم ، فتدخلت الأمم المتحدة، ووضعت يدها على البلاد وأشرف الأمين العام (داغ همرشولد) على وضعها .. لكنه لاقى الموت بظروف غامضة هو الآخر ليخلفه البورمي (يوثانت) .. وظل الاضطراب قائما حتى استلم قائد الجيش (موبوتو سيسي سيكو) الحكم منهيا انقساما عالميا حول وضع البلاد، ففي حين كان الاتحاد السوفييتي يتبنى ويدعم الخط الذي كان يتزعمه (لوممبا) والذي أقام الاتحاد السوفييتي جامعة للصداقة مع العالم سماها باسمه ..
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس