عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 23-04-2007, 01:14 AM   #4
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

جيران العرب/ إريتريا:

كان من المفترض أن لا توضع إريتريا، تحت باب جيران العرب، لأنه منذ منتصف القرن العشرين، عاشت القضية الإرتيرية في أذهاننا كقضية عربية مثلها مثل فلسطين والأحواز والإسكندرونة والجزر العربية الثلاثة .. لكن من باب احترام إرادة شعبها، فإننا وضعناها تحت باب جيران العرب ..

المساحة والسكان :

تبلغ مساحة إريتريا حوالي 120ألف كم2، وسكانها يزيدون عن 4 ملايين، يدين 78% منهم بالديانة الإسلامية، ويتوزع الباقي على 8 ديانات مختلفة، من بينها المسيحية التي تبعت للكنيسة القبطية في مصر.. ويتواجد معتنقوها في الهضبتين الرئيسيتين، ويعمل حوالي ثلاثة أرباع سكان إريتريا بالزراعة، وهم سكان الريف، وتنقسم إريتريا الى ثمان أقاليم أو محافظات، (حماسين ومركزها أسمرة عاصمة إريتريا) و (إكلي قوزاي ومركزها مدينة عدي قيح) و (سراي ومركزها عدي وقري) و (كرن و مركزها كرن) و (الساحل ومركزها نقفه) و (أغردات ومركزها أغردات) و (البحر الأحمر ومركزها مصوع) و (دنكاليه ومركزها عصب) ..

ويتبع لإريتريا 126 جزيرة، وطول سواحلها على البحر الأحمر، 1000كم، ويحدها من الشرق، في حين يحدها السودان من الشمال والغرب، ومن الجنوب تحدها إثيوبيا و جيبوتي ..

وتسمية إريتريا بهذا الاسم تعود لإرادة ملك إيطاليا عام 1890 الذي حاول إحياء الاسم الروماني القديم لتلك المنطقة، في حين كان اسمها قبل ذلك(بحر مدر) أو (ميدري بحر) .. وكان حكامها يحملون لقب (بحر بخش) أو (بحر نقاش) .. أي ملك البحر .. وفي العهود العثمانية، أطلق عليها اسم (بلاد البوغوص) ..

اللغة:

اللغة السائدة في إريتريا هي العربية، حسب دستور البلاد قبل الاستقلال (1962)، والى جانبها لغة أخرى هي (التيقري) وهي لغة سامية حديثة يتم التخاطب بها، دون أن تكتب، كما أن هناك 8 لهجات محلية تندرج تحت ثلاث فروع رئيسية هي السامية، والحامية الكوشية، واللغات النيلية الإفريقية..

نبذة تاريخية :

كانت إريتريا بحكم موقعها الجغرافي الحساس، معبرا لحركة الشعوب المتباينة في هجراتها الكبرى عبر فترات تاريخية مختلفة، فأثر هذا الاختلاط على أجناس شعبها .. كما كان لتلك الخاصية خضوع البلاد لحكومات مختلفة ..

وقد خضعت البلاد للحكم الإسلامي لغاية القرن الحادي عشر الميلادي، وقد عرفت البلاد ببلاد الطراز الإسلامي أو إقليم (باضع) .. أما بعد القرن الحادي عشر فقد تفتت الى حكومات محلية ضيقة، وبقيت كذلك الى أن احتل الأتراك ميناء (مصوع) ثم بسطوا نفوذهم على كل البلاد بعد أن طردوا البرتغاليين الذين سبقوهم باحتلال (مصوع) عام 1520.. وفي عام 1866 ألحقت الدولة العثمانية إريتريا بحكم خديوي مصر .. وانتهى الحكم المصري عام 1885، عندما احتلت إيطاليا ميناء (مصوع) بتشجيع بريطاني لمواجهة النفوذ الفرنسي هناك ..

في عام 1943، وبعد انهزام إيطاليا بالحرب العالمية الثانية، آلت إدارة إريتريا الى الحكومة البريطانية.. التي حاولت عام 1949 تقسيم إريتريا بين إثيوبيا والسودان. في حين ثار الشعب الإريتيري من أجل نيل استقلاله، رغم تتابع بعثات الأمم المتحدة، واقتراح مندوبيها اقتراحات مختلفة، اقتراح تبناه مندوب النرويج بإلحاقها بإثيوبيا، وكانت أمريكا هي وراء هذا الاقتراح.. حتى صدر قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة برقم 390أ الذي يوصي باتحاد فيدرالي بين إريتريا وإثيوبيا ..

وبعد عامين من القرار السابق، استمر الصراع الذي قدم فيه الإريتيريون الكثير من الشهداء في سبيل استقلالهم، وبنفس الوقت كانوا يتفحصون كل القرارات التي تصدر من الأمم المتحدة، ويرفضون ما يكون منها في غير صالحهم، حتى أنزل العلم البريطاني من فوق قصر الحاكم الإنجليزي في أسمرة في 15/9/1952 لتدخل إريتريا في اتحاد فيدرالي مع إثيوبيا ويستمر هذا الاتحاد حتى عام 1962, وفي تلك الفترة بانت نوايا الإثيوبيين في إلغاء كل أشكال الاتحاد والحقوق التي نص عليها قرار الأمم المتحدة، بل وإن إمبراطور إثيوبيا قد تجاوز ذلك كثيرا حيث فتح أبواب إريتريا أمام النشاط الصهيوني ومنح الأمريكان حق في إقامة قاعدة (كانيو ستيشن) قرب أسمرة.. كما تم طرد الصيادين العرب الإريتريين من سواحل البحر الأحمر، وترك حق الصيد بل وحصره بالصيادين الصهاينة .. ثم تصاعدت التصريحات الرسمية في أنه (ليس هناك مشكلة في إريتريا .. بل وليس هناك شعب غير إثيوبي فيها!) حتى تم ضمها بشكل نهائي لإثيوبيا في14/11/ 1962.

اندلاع الثورة الإريترية

لم تبدأ نويات الحركة الثورية الإريترية في 14/11/1962 بل سبقتها بكثير، عندما أحس الشعب الإريتري بنوايا الإثيوبيين، فقد كان النضال يأخذ طابعا سياسيا منذ عام 1953 واستمر الى عام 1961.. لكن في عام 1961 تم تأسيس جبهة التحرير الإريترية وقد أطلق المناضل (حامد إدريس عواني) رصاصتها الأولى في 1/9/1961في المنطقة الغربية للبلاد لوعورتها وصعوبة ملاحقة الثوار فيها وبعدها عن أسمرة التي تتكدس فيها القوات الإثيوبية .. أما القيادة السياسية فكانت في منطقة (كسلا) بالسودان، وقد عقدت أول مؤتمر لها في شهر ديسمبر/كانون الأول من عام 1962، وانتخبت (محمد عمر عبد الله) المعروف ب (أبو طيارة) قائدا للقوات المسلحة، واختير لعضوية القيادة كل من إدريس محمد آدم وولد أب ولد مريام وعثمان صالح سبي السفير الجوال للجبهة

في عام 1965 اعتمدت الجبهة الأسلوب الجزائري بالثورة فقسمت البلاد الى خمس مناطق عسكرية لتشمل كل أنحاء إريتريا.. وتصاعد الأداء المسلح فتم اختطاف مجموعة من الطائرات الإثيوبية في فرانكفورت وكراتشي والخرطوم وعدن .. وكان الهجوم على المعسكرات الإثيوبية مستمرا حتى عمت الفوضى والعصيان صفوف الجيش الإثيوبي فتمرد 10آلاف جندي من الفرقة الثانية وحدها وتم اعتقال قائد العصيان الجنرال آبي هايل مريام .. وأدى التمرد الى سقوط الإمبراطور (هيلا سي لاسي)

في عام 1977 جاء حكم منغستو هيلا مريام الذي قطع علاقاته مع أمريكا، وقوى علاقاته مع الاتحاد السوفييتي ، لكن لم تتغير النظرة الاستعمارية تجاه إريتريا الذي واصل شعبها ثورته حتى نال استقلاله في 25/5/1991
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس