عندما بدأت الولايات المتحدة تطلق التصريحات النارية على صدام حسين وتمطر العراق
بوابل من التهديدات كلما طاب لها وذلك أثناء حربها على طالبان والقاعدة في أفغانستان
كان النقاش بيني وبين أصدقائي يدور حول هل ستدخل أمريكا إلى العراق أم لا ..
كنتُ من القلائل الذين راهنوا على أن أمريكا ستهاجم العراق عاجلاً أم آجلاً .. وكنت على
اقتناع تام بأن دخول أفغانستان لم يكن سوى بداية المشروع الاستعماري الجديد ..
وليلة اندلاع الحرب كنت وحيدا في غربتي متمسمرا أمام نشرات الأخبار .. ورغم اتضاح
الصورة تماما بأن الحرب قادمة لا محالة .. شرعت أدعو الله أن يُـخسرني رهاني ويسلم
العراق وأهله من ويل حرب لن تبقي ولن تذر ..
وبدأت السماء تمطر قنابلها على أرض العراق فيتفجر قلبي بشظايا الحزن والأسى ..
ليلتها حاولت أن أصمد أمام الحزن فلم أجد ما أقاتل به أسايَ سوى القلم .. فكتبت كلمات
أودعتها بعضا من علقم الفاجعة وهول الأسئلة.. ( وطالما تذكرتها الآن فسأنشرها قريبا باذن
الله في هذه الخيمة ) ..
تابع سردك أخي العزيز محمد .. تابع فقلوبنا المتصحرة بحاجة شديدة لغيث الدموع ...
أجمل تحية .
|