عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 08-12-2023, 07:54 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,001
إفتراضي

والنظرية من حيث الهجرات ذات ألأعداد الكبيرة تناقض القرآن فالله آباد كفار الأقوام وهى الممالك والدول القديمة كلها ولم يتبق سوى عدد قليل من الناس وهو رسول القوم ومن آمنوا برسالته وهم من كانوا يهاجرون من منطقة الهلاك قبل حدوثه كما قال تعالى :
"فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا"
وقال :
"ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين"
وقال :
"أو لم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون يمشون فى مساكنهم إن فى ذلك لآيات أفلا يسمعون"
وتحدث عن شىء لا وجود له وهو العرق السامى وهو مصدق له والغربيين مصدقين بوجوده فقال :
" و مهما حاول علماء التاريخ الغربيين التدليس حول أصل الأقوام السامية الا ان الفرضية المنطقية الوحيدة هي انهم هاجروا من جنوب الجزيرة العربية فلا يعقل ان يكونوا أتوا من مصر عبر سيناء فالفراعنة كانوا حاميين و لم يكونوا ساميين و لا يعقل ان يكونوا اتوا من جهة الشرق أو الشمال أي إيران و تركيا فهذه المناطق كانت تسكنها قبائل و شعوب هندو - أوربية و لا يبقى الا خيار الجنوب اوان يكونوا أتوا من كوكب أخر!!"
قطعا لا وجود للساميين ولا للحاميين واليافيثيين لأن نوح (ص) مات ابنه الوحيد غرقا كما قال تعالى :
"قال سآوى إلى جبل يعصمنى من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين"
وبنو إسرائيل وهم أشهر شعوب العرق المزعوم لم يكونوا من ذرية نوح(ص) وإنما هم ذرية من كانوا معه فى السفينة وفى هذا قال تعالى :
"وأتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبنى إسرائيل ألا تتخذوا من دوني وكيلا ذرية من حملنا مع نوح"
وتحدث عن عاد فقال :
" واحدى أشهر القبائل العربية المنقرضة هي عاد والتي ذكرها القرآن الكريم:
فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُواشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ {15} فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُم عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ {16} سورة فصلت
وعاد كانت مساكنهم في الجهة الجنوبية من الربع الخالي اي شمال حضرموت وقد كانوا في غنى و ثراء فاحش وهذه ليست أسطورة فالثروة لم تهبط عليهم من السماء و لكن بسبب تحكمهم بتجارة اللبان العربي (العلكة) التي كانوا يصدرونها الى الشام و مصر عبر طرق تجارية كانت تمر في صحراء الربع الخالي و كانت لهم عدة مدن كبيرة ربما تكون أشهرها هي "عبار" اوارم ذات العماد "ذات الألف عمود" و قد ورد ذكرها في الكتابات التاريخية القديمة في اليمن و بعض الكتب القديمة للمؤرخين الإغريق و هو ما يؤكد صحة وجودها و قد اختفى قوم عاد من على وجه السطيحة فجأة في حوالي القرن الرابع قبل الميلاد واختفت مدنهم المزدهرة معهم ولم يتبقى منهم سوى قصص أسطورية تناقلتها الألسن اعتبرها علماء التاريخ مجرد خرافات لا أساس من الصحة لها "
قطعا تحدثنا فيما سبق عن مدن عاد لم تختفى وأن الناس فى عهد الرسول الأخير(ص) كان يمرون عليها كما قال تعالى :
" وقد تبيكم لكم من مساكنهم"

والتاريخ الذى ذكره وقيام غناهم على اللبان كلام بلا أى أساس كما أن حكاية ألف عمود وأرم تتعارض مع تضاريس المنطقة الحالية لأنهم كانوا يبنون المصانع وهى الحصون أى القلاع على جبال ولا توجد جبال فى تلك الصحراء الحالية وفى هذا قال تعالى :
"أتبنون بكل آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون"
وتحدث عن صور مزعومة للمنطقة بالأقمار الصناعية حيث قال :
"لكن ما حدث في ثمانينيات القرن المنصرم جعل هذه الخرافات تتحول الى حقيقة ماثلة للعيان فقد رصدت الأقمار الصناعية طرق القوافل القديمة التي كانت تمر عبر الربع الخالي باتجاه الشمال وعندما تتبع العلماء مسير هذا الطريق المؤدي من الجنوب الى سلطنة عمان وصلوا الى واحة صغيرة و بالقرب منها شاهدوا بقايا حصن قديم في البداية ظنوا ان الحصن حديث البناء يعود الى عدة قرون خلت لكن عندما بدءوا ينقبون في الموقع اخذوا يكتشفون أواني و جرار فخارية إغريقية و رومانية و فرعونية تعود الى ألاف السنين و بدئت تنتابهم الحيرة هل اكتشفوا "عبار" المدينة الضائعة؟ كانت جدران الحصن سميكة و بارتفاع ثلاثة أمتار مع ثمانية أبراج ضخمة للمراقبة و يبدو ان الحصن او المدينة الصغيرة لاقت نهاية مأساوية في زمن ما بعد ميلاد المسيح بقرن او قرنين لقد خسفت الأرض بها اذ يبدوانها بنيت فوق طبقة صخرية كلسيه تغطي تحتها كهف مائي ضخم كان السكان والقوافل تستعمل مياهه للشرب لكن حدث ان جف او قل منسوب المياه في هذا الخزان المائي الطبيعي مما أدى الى ان تخسف الأرض بالحصن على حين غرة و رغم أهمية هذا الاكتشاف الا ان اغلب العلماء اليوم لا يعتقدون بأن هذا الحصن هو بقايا مدينة "عبار" او "إرم ذات العماد" بل يذهبون الى انه كان مجرد استراحة للقوافل أثناء مرورها بالصحراء وان ارض شعب عاد كانت تحتوي على العديد من الحصون والمدن شأنها في ذلك شأن جميع الحضارات العظيمة وان اغلب هذه المدن العظيمة لازالت قابعة تحت أطنان من رمال الصحراء بانتظار من ينتشلها من هناك و لا يعلم سوى الله ما تخبئه من كنوز واسرار "
وهذا الكلام عن أن عاد هلكت بالخسف يتناقض مع أن سببها هلاكهم كان الريح العقيم كما قال تعالى :
"وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية فهل ترى من باقية"
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس