عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 21-03-2023, 07:27 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,960
إفتراضي نقد كتاب الأربعون البرزخية

نقد كتاب الأربعون البرزخية
المؤلف هو السيد مراد سلامة وهو بدور حول إثبات عذاب القبر وفتنته والسؤال فيه وفتنته وفى مقدمة الكتاب اعتبر المؤلف من ينكرون عذاب القبر أنصار الشيطان فقال
"في الحقبة الأخيرة نبتت نابتة شيطانية تنكر الإيمان بالغيب وينكرون الإيمان بعذاب القبر وانتشرت تلك النابتة عبر الشاشات والفضائيات تبث وتنفث سمومها في أبناء الأمة لتزعزع عقيدتها وتشككها في إيمانها بل وصل الأمر إلى الاستهزاء والسخرية من منكر ونكير ومما أخبر به البشير النذير (ص) "
بالقطع عندما تريد أن تناقش موضوع ما فلابد من أن تناقشه دون اتهام لهذا أو ذاك قدم البراهين على صحة ما تقول واترك الأمر لمن يريد أن يصدقك أو يكذب
عذاب القبر أمر لم يذكر فى القرآن ولو مرة واحدة ولا توجد آية واحدة تقول بوجوده ومع هذا فكل ما يستدل به القوم على وجوده هو روايات ظنية مليئة بالتناقض مع بعضها ومع القرآن
الثابت فى كتاب الله هو العذاب والنعيم بعد الموت وهو عذاب البرزخ كما قال تعالى
"حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلى اعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون"
وما فى القرآن هو أن العذاب والنعيم هو فى الجنة والنار الموعودتين فى السماء حاليا وفى هذا قال تعالى
" وفى السماء رزقكم وما توعدون"
والموعود هو الجنة والنار كما قال تعالى
"وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات "
وقال
"وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم "
والدليل الأخر أن الرسول(ص) رأى الجنة فى السماء عند سدرة المنتهى فى رحلة الإسراء أى المعراج كما قال تعالى
" عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى"

والميت يدخل الجنة عند الموت أو يدخل النار كما قال تعالى
"الذين تتوفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين"
وقال
"الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون"
إذا المتوفى وهو الميت بدخل الجنة أو النار وهى جهنم والقبر ناره لا تسمى جهنم كما أن نعيم القبر ليس الجنة معرفة بالألف واللام
قلت هذه البراهين الواضحة فى القرآن بدلا من تكرارها 40 مرة فى 40 حديثا ذكرهم سلامة فى كتابه وما سوف أتعرض له فقط هو الأخطاء الأخرى غير وجود عذاب أرضى للميت
والآن لأحاديث الكتاب وهى
الفصل الأول الإيمان بعذاب القبر
الحديث الأول
عن عائشة قالت دخلت علي عجوزان من عجز يهود المدينة فقالتا إن أهل القبور يعذبون في قبورهم قالت فكذبتهما ولم أنعم أن أصدقهما فخرجتا ودخل علي رسول الله (ص)فقلت له يا رسول الله إن عجوزين من عجز يهود المدينة دخلتا علي فزعمتا أن أهل القبور يعذبون في قبورهم فقال صدقتا إنهم يعذبون عذابا تسمعه البهائم قالت فما رأيته بعد في صلاة إلا يتعوذ من عذاب القبر"
الخطأ سماع البهائم وحدها للعذاب وهو ما يخالف أن البهائم غير مخيرة كالإنس والجن ومن ثم سماعها أصوات المعذبين ليس له فائدة لها حتى تسمعه فلا هى تعصى الله حتى ترتجع عما تعمل ولا هى ستنقل للبشر سماعها ذلك لانعدام وسيلة الاتصال
ونلاحظ هنا أن عدد النساء اثنتين من اليهوديات وهو ما يناقض أنها امرأة واحدة فى الروايات الثانية والرابعة
كما نلاحظ أن الرسول(ص) صدق اليهوديات على الفور فى الرواية وهو ما يخالف أنه كذبهما فى الرواية الثانية ثم صدقهما بعد التكذيب
الحديث الثاني
عن عائشة أن يهودية كانت تخدمها فلا تصنع عائشة إليها شيئا من المعروف إلا قالت لها اليهودية وقاك الله عذاب القبر قالت فدخل رسول الله (ص)علي فقلت يا رسول الله هل للقبر عذاب قبل يوم القيامة؟ قال «لا وعم ذاك؟» قالت هذه اليهودية لا نصنع إليها من المعروف شيئا إلا قالت وقاك الله عذاب القبر قال «كذبت يهود وهم على الله عز وجل أكذب لا عذاب دون يوم القيامة» قالت ثم مكث بعد ذاك ما شاء الله أن يمكث فخرج ذات يوم نصف النهار مشتملا بثوبه محمرة عيناه وهو ينادي بأعلى صوته «أيها الناس أظلتكم الفتن كقطع الليل المظلم أيها الناس لو تعلمون ما أعلم بكيتم كثيرا وضحكتم قليلا أيها الناس استعيذوا بالله من عذاب القبر فإن عذاب القبر حق»
الحديث اتهام للرسول (ص) بأنه يتقول على الله بلا علم فقد نفى أولا حسب قولهم وجود عذاب فى القبور فقال" لا عذاب دون يوم القيامة" ثم أثبته بعد ذلك بقوله" عذاب القبر حق" وهو لن ينفعل ذلك قبل أن ينزل الوحى عليه نافيا أو مثبتا
الحديث الثالث
عن البراء بن عازب «أن رسول الله (ص) قرأ {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت}قال نزلت في عذاب القبر»
الخبل فى الرواية أن تثبيت الله للمسلم بالقول الثابت فى عذاب القبر والمفترض أنه فى نعيم الجنة لأن العذاب يكون فى عدم التثبيت كما أن الآية تقول "يثبت الله الذين أمنوا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا وفى الأخرة" فهى تتكلم عن الآخرة
وعذاب القبر دنيوى كما يقولون والحديث الأخر المعارض لعذاب القبر الدنيوى هو قولهم" القبر أول منازل الآخرة"
الحديث الرابع
أن عائشة قالت دخل علي رسول الله (ص)وعندي امرأة من اليهود وهي تقول إنكم تفتنون في القبور فارتاع رسول الله (ص)وقال إنما تفتن يهود وقالت عائشة فلبثنا ليالي ثم قال رسول الله (ص)إنه أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور قالت عائشة فسمعت رسول الله (ص)بعد يستعيذ من عذاب القبر»
هنا كان رد الرسول(ص)وهو أمر لم يحدث أن الفتنة هى لليهود فقط وهو ما ينافى أنه كذب أمر الفتنة للكل فى قولهم فى الرواية الثانية" كذبت يهود وهم على الله عز وجل أكذب لا عذاب دون يوم القيامة
الفصل الثاني التعوذ من عذاب القبر
الحديث الخامس
عن أبي سعيد الخدري قال حدثنا زيد بن ثابت قال بينما رسول الله (ص)في حائط لبني النجار على بغلة له ونحن معه فجارت به فكادت تلقيه وإذا أقبر خمسة أو أربعة فقال من يعرف أصحاب هذه الأقبر؟ فقال رجل أنا فقال متى مات هؤلاء قال ماتوا في الإشراك فقال إن هذه الأمة ستبلى في قبورها فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم عذاب القبر الذي أسمع منه ثم أقبل علينا بوجهه فقال تعوذوا بالله عز وجل من عذاب النار قلنا نعوذ بالله من عذاب النار قال تعوذوا بالله عز وجل من عذاب القبر قلنا نعوذ بالله من عذاب القبر قال تعوذوا بالله تعالى من الفتن ما ظهر منها وما بطن قلنا نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن قال تعوذوا بالله من فتنة الدجال قلنا نعوذ بالله من فتنة الدجال» "
هنا الرسول(ص) نسبوا له سماعه العذاب فى القبور وهو ما يناقض أن من يسمعه فى الرواية الأولى هم البهائم فى قولهم " إنهم يعذبون عذابا تسمعه البهائم"
ولعدم الإطالة لن نتحدث عن كذبة الدجال
الحديث السادس
عن أبيه عن عائشة أن النبي (ص)كان يقول اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم والمغرم والمأثم اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار وفتنة النار وفتنة القبر وعذاب القبر وشر فتنة الغنى وشر فتنة الفقر ومن شر فتنة المسيح الدجال اللهم اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد ونق قلبي من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب»
الخطأ هنا هو غسل الخطايا بالماء والثلج والبرد وهو ما يناقض أنها تغسل أى تزال بالحسنات كما قال تعالى
"إن الحسنات يذهبن السيئات"
ولو صدقنا هذا لكان فرعون مغفورا له لأن ماء البحر غسله وهو يموت
الحديث السابع
قال محمد بن أبى عائشة أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله (ص) «إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر فليتعوذ بالله من أربع من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر المسيح الدجال»
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس