عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 20-03-2023, 01:43 PM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,962
إفتراضي

- الأصم كثير النسيان، وإذا سئل عن كلمة التوحيد لا يتذكرها لا كتابة ولا إشارة فهل يؤاخذ بذلك؟ وهل يلزمه أن يتعلمها في كل مرة نسيها؟
- الذي يلزمه العلم بمعناها والإيمان به. أما إذا نسي إشارتها المصطلح عليها عند الصم، أو نسي كتابتها فلا يضره ذلك ما دام يؤمن بما تدل عليه، ويلزمه إن كان نسى مدلولها أن يتعلمه، لأن الأصم إذا علم أنه مسلم وأن محمدا رسول الله، ومعنى الإسلام فالغالب أن هذا المعنى يبقى عنده ولا ينساه.
- إذا نطق الأصم بكلمة تناقض التوحيد، أو أشار بها، وهو يعلم أنها تناقض التوحيد، فهل يؤاخذ بذلك؟
- الأصم البالغ العاقل يؤاخذ بما يؤاخذ به غيره حسب علمه ومعرفته، فإذا كان يعلم أن هذه الكلمة التي نطقها أو أشار بها تناقض توحيده وإسلامه ونطقها عالما عامدا ذاكرا؛ فإنه ينتقض توحيده، ويجب عليه التوبة والإنابة.
هل يلزم الأصم اعتقاد ما يعتقده السوي في صفات الله الذاتية والفعلية؟
- لا يكلف من الإيمان بأسماء الله وصفاته إلا بما يستطيع، مثل أن يفهم أن الله يسمع كل شيء، ويرى كل شيء ويعلم كل شيء.
- إذا علم الأصم هذا الاعتقاد وجاء بما يناقضه إشارة أو كتابة، كأن يشير بأن الله لا يسمعه فهل يؤاخذ كما يؤاخذ السوي؟
إذا كان بالغا عاقلا عالما بمعنى يقوله أو يشير به عالما بخطورته العقدية ومناقضته للاعتقاد الصحيح؛ فإنه يؤاخذ بما يؤاخذ به السوي، كأن يفعل معصية مختفيا عن الناس، ويعتقد أن الله لا يراه، أو لا يعلم بمعصيته ... الخ.
عند شرح صفات الله تعالى للصم يتحرج المعلم كثيرا مخافة التجسيم، مثلا في شرح (أن الله سميع) يشير المعلم إلى السماء ثم إلى أذنه فيفهم الطالب أن الله سميع، وفي شرح ( .. فإنه يراك) يشير المعلم للسماء ثم لعينيه ثم للطالب أمامه، فيفهم الطالب أن الله يرى. لكنه يفهم مع ذلك التمثيل.
ومثل ذلك في الصفات الفعلية. كالنزول والمجيء والاستواء، لا يفهمها الطالب إلا مع شيء من التمثيل.
- أهل السنة والجماعة يثبتون الله تعالى ما أثبته لنفسه وما أثبته له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الأسماء والصفات، وينفون ما نفاه الله عن نفسه ونفاه عنه رسوله - صلى الله عليه وسلم - من غير تشبيه، ويثبتون المعنى الذي دلت عليه اللغة، ولا يتكلمون في الكيفية. مثلا في صفة السمع يثبتون لله هذه الصفة، ومعناها معروف في اللغة، لكنه سمع ليس كسمع المخلوقين، ولا تدركه عقولهم، فإذا أشار معلم الصم إلى أذنه أمام طلابه فإن هذا بمثابة الدلالة اللغوية، فهي في مقابل كلمة (السمع) عند الناطقين، فكما أنه يجب أن يقول أمام الناطقين: (سمعا يليق بجلاله وعظمته) فكذلك يجب أن يشير هنا أمام الصم إشارة تزيل ما يعلق بأذهانهم من فهم التشبيه، فيشير إلى أنه سمع عظيم كبير ليس كسمع المخلوقين ولا يخفي عليه أي صوت .. وهكذا في الرؤية وغيرها.
- والصفات الفعلية كالنزول والمجيء أصعب في توضيحها للطلاب الصم دون تشبيه، فإذا استطاع المعلم المتقن لإشارة الصم أن يفهم المعنى دون تشبيه وإلا فلا.
- يصعب أحيانا تفهيم الصم أن الحكمة من خلق العباد هي العبادة، فيفهم غير ذلك أو يدخل معها شيئا آخر. كان يعتقد أنه خلق للعبادة وطلب الرزق، أو العبادة والزواج. هل يؤاخذ على المعتقد؟
- تبين لهم هذه الحكمة، وأن هذه الأشياء تعين العباد على القيام بهذه الوظيفة، وتعينهم على البقاء.
- أثناء تعليم الصم للقرآن يقرأ بعضهم قراءة معوجة ومكسورة تحيل المعنى في كثير من الأحيان فهل يستمر معهم بحجة التعلم واستقامة اللسان، أو تترك القراءة؟
- يكون عند بعض الصم بقايا سمع ويستطيع مع طول التدريب أن يقيم قراءته، فهذا يستمر معه، ولا يضر تكسيره للحروف واعوجاج قراءته ما دام في مرحلة التعلم. أما الأصم صمما كليا فإن التدريب لا يغني معه شيئا، وإن قرأ بعض الكلمات أو الجمل سليمة فهذا شيء مؤقت سوف ينساه قريبا، وينبغي على المعلم أن يوجه جهده لتدريب الأصم على أشياء أخرى تفيد الطالب الأصم.
- يتم حفظ بعض السور من الأصم عن طريق الكتابة. فهل يلزم بكتابة السور كرسم المصحف أو يكتفى بأن تكون صحيحة إملائيا؟
- يكتفى أن تكون صحيحة إملائيا.
- هل يجوز لبعض المعلمين أثناء شرح معاني القرآن أن يوضح بعض الكلمات لأقصى درجة لتحمل معنى مقبولا عند الطلاب، وقد يخل ذلك بالمعاني الجزئية علما بأن الطالب يفهم المراد العام من الآية.
- توضيح كلمات وجمل القرآن هو الواجب على معلم الصم حتى يفهموا المراد، وإذا استعصت عليه بعض الكلمات والجمل كتلك التي تحمل مجازات واستعارات فيعطيهم المعنى العام للآية، لكن يجب عليه أن يتقي الله في ذلك، ويكون فاهما معنى الآية فهما صحيحا، وليراجعها في كتب التفسير.
- يكثر عند الصم الأخبار عن العبادات التي يقومون بها. فهل يؤثر هذا عليها؟
- حالهم هنا كحال الناطقين، ومرجع ذلك للنية. لكن بعلم الطالب ويدرب على عدم الإخبار عن العبادات التي ينبغي إسرارها. ويكرر عليهم معنى الإخلاص لأن الصم كثيرو النسيان.
في الطهارة والصلاة
- ما حكم التسمية عند الوضوء للأصم؟
- الراجح في حكم التسمية عند الوضوء قول الجمهور (الحنفية والمشهور عند المالكية والشافعية وأظهر الروايتين عند أحمد .. ) أنها سنة لا واجبة. وإذا كان المتوضئ أصم فإنه يسمي بقلبه. ويشير بالتسمية بأصبعه أو برأسه استحبابا
- بعض الصم يترك بعض الصلوات بحجة أنه نسى فهل يؤمر بقضائها؟
- نعم كحال غيره. لعموم قوله - صلى الله عليه وسلم -: «من نام عن صلاة أو نسيها، فليصلها إذا ذكرها».
- إذا كان الأصم عاقلا وبالغا فهل يترك وليه أمره بالصلاة أو إيقاظه لصلاة الفجر بحجة أنه لا يسمع الآذان؟
- لا، بل هو مسؤول عنه لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «وكلكم مسئول عن رعيته».
- إذا كان ولي الأصم يأمره بالصلاة ولكنه يتكاسل عنها وأحيانا يحتج بأنه لا يعرف كيفية الصلاة فماذا يصنع معه؟
- أما التكاسل فالواجب على الولي الصبر والاجتهاد في اختيار الطريقة المثلى التي تحبب هذه العبادة للأصم كما ننصحه أن يكرر عليه معاني الآيات والأحاديث التي ترغب في الصلاة وترهب من تركها؛ لأن الأصم كثير النسيان.
- وأما عدم معرفة الصلاة فيجب على الولي تعليم الأصم الصلاة، وليبذل في ذلك جهده وطاقته ولا يمل حتى يعذر عند الله.
- هل يجوز للأصم أن يصلي في البيت ويحتج بأنه لا يسمع الأذان؟
- لا؛ لأن هناك وسائل أخرى غير السمع تبين للأصم أن وقت الصلاة قد دخل، فإن كان مع أهله فأهله يعلمونه ذلك، وإن لم يكن معه أحد فباستطاعته أن يتابع أوقات الصلوات بالساعات والتقاويم المنتشرة، ولا يكلفه ذلك شيئا.
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس