الموضوع: أكل لحوم البشر
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 01-03-2024, 09:35 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,992
إفتراضي أكل لحوم البشر

أكل لحوم البشر
شاعت فى العصر الحالى كتابات كثيرة عن وجود قبائل تأكل لحوم الناس الموتى وقد أشار القرآن إلى النفس البشرية تكره أكل لحوم البشر فقال تعالى :
" ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه"
ومن ثم تكره البشرية جمعاء هذا الفعل المقيت ولكت الكتابات الحديثة من خلال الغزاو القتلة من أوربا ألفت الكثير من الحكايات عن أن بعض القبائل فى بلاد القارات المختلفة التى احتلوها كانت تأكل لحوم الموتى
من ألأمثلة على ذلك :
قبائل الماورى فى نيوزيلنده وهى صاحبة البلد التى غزاها الأوربيين فقد أشاع الهولنديين ومن أتى بعدهم من الإنجليز أن تلك القبائل أن تلك القبائل من أكلة لحوم البشر وما هذا سوى افتراء لتبرير عزوهم واحتلالهم لتلك البلاد وفى ذلك قال إياد العطار فى مقاله الرءوس الموشومة:
"الكابتن كوك أعاد اكتشاف نيوزيلندا عام 1769 ثم أخذ المستوطنين البيض يتدفقون على الجزر , في البداية كانت العلاقة بين البيض والسكان جيدة وارتبطوا بعلاقات تجارية بسيطة قائمة على أساس المقايضة , لكن مع مطلع القرن التاسع عشر أصبحت العلاقة متشنجة بين الطرفين بسبب استيلاء البيض على الأراضي وتشييدهم المزيد من المستعمرات. كان هناك قتال ووقعت مذابح , أشهرها مذبحة بويد عام 1809 حيث هاجم الماوري الغاضبون سفينة انجليزية راسية في ميناء وانغاروا وقتلوا جميع من على متنها ما خلا خمسة أشخاص , فعلوا ذلك انتقاما لقيام قبطان السفينة بجلد أبن زعيم إحدى قبائلهم. هذه المذبحة بثت الرعب في قلوب البيض , لاسيما مع انتشار القصص حول التهام الماوري للحوم القتلى من البيض , كان الرعب شديدا لدرجة أن الرحلات إلى نيوزيلندا توقفت تماما لعدة سنوات.
الرؤوس الموشومة
أكل لحوم البشر كان شائعا بين شعوب جزر المحيط الهادئ .. هنا صورة حقيقية لسكان جزيرة فيجي الأصليين وهم يحضرون الجثث من اجل طبخها .. الصورة تعود لعام 1890 ..
لكن المستوطنون عادوا بعد بضعة سنوات بخطط جديدة قائمة على إذكاء روح المنافسة والنفخ في نار الأحقاد بين قبائل الماوري , ولم يكونوا بحاجة لبذل جهود كبيرة لتحقيق هذه الغاية , ذلك أن الأحقاد والمشاكل كانت موجودة أصلا ومتجذرة بين القبائل , لكنهم ساهموا في مد الأطراف المتنازعة بالأسلحة النارية الفتاكة , الأمر الذي أدى إلى مذابح ومجازر وحروب إبادة انخفض جراءها تعداد السكان الأصليين بمقدار الربع , وتمكن البيض من الاستيلاء على مساحات شاسعة من الأراضي بأسعار بخسة نتيجة قيام زعماء الماوري ببيعها للحصول على أسلحة يستخدمونها في صراعاتهم الداخلية."
وفى مقال لحسين سالم عبشل عن طب أكله لحوم البشر حكى عن أن الرومان كانوا يعتقدون أن شرب دماء جروح المصارعين أو أكل أكبادهم يشفى من مرض الصرع فقال :
"فالرومان كانوا يعتقدون أن شرب الدماء الحارة المتدفقة من جروح المجالدين تساعد في الشفاء من الصرع، و لهذا كان المصابون بالصرع يتوافدون بأعداد كبيرة على تلك الساحات من اجل شرب دماء المجالدين المهزومين و هم في النزع الأخير، و ربما أنقض هؤلاء على المجالد المهزوم لكي يشربوا الدماء من جراحه الدامية مباشرة، و من بين الأطباء الرومان الذين اقترحوا هذا هو الطبيب الروماني سكريبونيوس لارجس (Scribonius largus) الذي كان الطبيب الخاص للإمبراطور الروماني كلاوديوس، ومن بين وصفاته الغريبة أن يلتهم المريض بالصرع أكباد المصارعين، و لهذا كان المرضى بالصرع يجلسون بأطراف المسرح و عندما يسقط المجالد و هو يلفظ أنفاسه الأخيرة فأنهم ينقضون عليه بخناجرهم الحادة لأستأصل كبده و التهامها نيئة.
والطبيب الروماني سكريبونيوس لارجس صاحب هو فكرة أكل أكباد المجالدين لشفاء الصرعواستمر هذا الوضع حتى تم منع تلك الرياضة الدموية عام 400 ميلادية، بعدما اعترض الرهبان على تلك الممارسات الدموية، أما في أوروبا فقد انتشرت عادات شرب الدماء باعتبارها تشفي من الإمراض و تجدد الصحة و الشباب حسب ما أعلن عنه العالم و الفيلسوف الايطالي مارسيليو فيسينو (Marsilio ficino) الذي زعم بأن شرب دماء الشباب ذوي الصحة السليمة تجدد الشباب لدى الشيوخ و تجعلهم بصحة أفضل.
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس