عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 03-02-2010, 04:25 PM   #8
صلاح الدين
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: تونس ثورة الأحرار
المشاركات: 4,198
Thumbs up الله يبارك فيك

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة ابن حوران مشاهدة مشاركة
الأستاذ الأخ الفاضل صلاح الدين القاسمي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في كل مرة يغمرني أهلي وأصدقائي في هذه الخيمة، بمعروفهم الكبير ودفقات التوقير التي تفوق مساهماتي المتواضعة، وكأني أقوم بعمل استثنائي ـ خلافا لما أعتقد ـ أحس فيها بخجلٍ كبير لتفوقها على ما أعطي.
لم تكن هناك استثنائية في تلك المساهمات، التي لا تأتي بشيء جديد وإبداع لا يستطيع الغير القيام به، وإن كل ما جاء بها هي من مخزون تلك الأمة التي يشاركني فيها أخواتي وإخوتي في هذه الخيمة من زوار وأعضاء وإداريين.
أخي العزيز و أستاذي الفاضل ابن حوران : و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .
صدقا سيدي ... لم يكن أبدا من باب الوارد لديَّ عندما وثقتُ هذه الشهادة هنا أن أجامل شخصكم الكريم أو أقول فيكم ما لستم أهلا له ...!

بل لعلي شعرت أحيانا أني لم أفيكم حق حضوركم ...و مثابرتكم... و جلدكم على إلتزام خط التميز الذي رسمتوه بوضوح ...!

فعذرا سيدي إن تسببت ُ و إخواني في "إحراج " غير مقصود ، و لعل عزائي في رفع "الحرج" الذي أحس به الآن هو تواضعكم النابع من طيبة معدنكم ...بارك الله لنا فيكم .



إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة ابن حوران مشاهدة مشاركة
لا يشكل خط المطر المكون من قطرات تتوالى تِباعاً أي أثر في إخصاب أرضٍ تحتاج المزيد من الإرواء، فإن تباعدت القطرات وتباعدت خطوط المطر فإن أثرها سيتبخر ـ لا محالة ـ دون أن يظهر ما تسهم في إنباته.
إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة ابن حوران مشاهدة مشاركة

وإن كانت الخيمة تُشكل خطاً من قطرات المطر وتُشكل مساهماتنا بعض حبات هذا الخط، فإن عزاؤنا هو بالاعتقاد بأن هناك الكثير من خطوط المطر تتكون وتتشكل مستمدة عطاءها من غيوم تشكلت في فضاء هذه الأمة.
تشبيه العطاء النافع و المستمر للرقي بفكر الأمة بحبات المطر المتتالية هو تشبيه جميل و معبر جدا ...تلك الصورة تحيلنا بدورها إلى مثل شعبي عندنا و أحسب أنه موجود في بقية الأقطار ...يقول : " الدوام ينقب الرخام " ، و هو كذلك حال لسان الأثر النبوي القائل : " أحب الأعمال إلى الله أدومها و إن قل " و الآخر بنفس المعنى تقريبا : " قليل دائم و لا كثير زائل " !

و لا أخفيك سيدي الكريم ابن حوران أن عملية المراكمة ليست بالشيء الهين المحافظة عليها ...فالعربي بصفة عامة - حسب رأيي الشخصي - و خاصة في زمننا الراهن هو شخص قلق ...متوتر ...مزاجي و يتأثر سريعا و سلبا بمجريات المحيط ...فيعيق ذلك تحقيق أهدافه المعلنة و المصوغة عادة بكثير من التفاؤل و " المثالية " !!!

لعل وجود هذه المزاجية التي تطبع الأداء العربي لها مبرراتها الكثيرة و التي قد تجد جذورها في بنية العقل العربي الراهن .

و التحدي الكبير اليوم لكل المهتمين بهذا الشأن هو كيف يمكن زحزحة هذه " العقلية " من متاهات المزاج و التوتر إلى فضاءات التركيز و الصبر و المصابرة ؟!!!


إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة ابن حوران مشاهدة مشاركة
إن ما يُكثف عطاء الأعضاء والمنتسبين الجدد الذين تشدهم تلك البيئة يتمثل في تأمين أجواءٍ تجعل من عطائهم يمثل تواصلاً غير منقطع ويمكن تلخيصها بما يلي:
إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة ابن حوران مشاهدة مشاركة
1ـ حِرص الكاتب والمشرف والمعقب على استثمار نقاط الالتقاء بين المجموع مراعياً ما يلي:
أ ـ عدم المساس الشخصي بمن يقدم المساهمة ومخاطبته بأخلاقية ومهنية عالية تجعل من رده على التعقيب مُلتزما بالنقاط التي تخدم ما جاء في الموضوع ودون انجرار الى تشتيت المادة للوصول لحالة مناكفة تسخط الفكرة وتطمسها.

ب ـ عدم المساس بعرق أو قُطْرٍ أو دين أو طائفة الكاتب حتى لا ينجر الكتاب الى الدفاع عن مسائل قد لا تكون في حسبانهم، وتصبح الخيمة عندها وكأنها خليط من مكونات طبق من (السَلَطَة) مكون من حصى سهل فرزه.

ج ـ الابتعاد عن تسفيه الروافع التي تكمن وراء المواضيع، حتى وإن علمها جيدا من يريد التعقيب لأن ذلك سيدفع الآخرين الى المساجلات التي ستنتهي الى ردحٍ أكثر من أن تكون محاور جديرة في استخلاص ما يريده الحوار منها.
لقد قدمتم سيدي الكريم ابن حوران هنا مشاريع حلول عملية لما يمكن أن يؤمن استمرارية العطاء و هي لعمري جد منطقية و حكيمة خصوصا أنها تمس الأطراف المعنية بعملية الحوار و المثاقفة : الكاتب و المعقب و المشرف ...!

و شخصيا أشاطركم الرأي في كل ما ذكرتم و يبقى لدي هاجس آخر يتمثل في كيفية تأمين قيام كل طرف بمسؤولياته و احترام ما تفضلتم به من قواعد سير سليم و دائم و مستمر ؟!!

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة ابن حوران مشاهدة مشاركة
2ـ طالما انبرت نخبة تعتقد ونعتقد معها أنها جديرة على ابتكار ركائز جديدة في الارتقاء بالخيمة لتصبح رائدة في اختلاق أنماط جديدة من المثاقفة فإنها ستكون أمام طريقٍ يُحتَم فيه عليها أن تنتقي مجموعة من المواضيع يُعِد من يقدمها للنشاط الفكري المادة بشكل دقيق يتقمص فيه شخوص الزوار والأعضاء المحاورين ويكون بمثابة ندوة شهرية، مع الابتعاد عن المُسلمات التي تُحدد انحياز الكاتب سلفاً.


أستطيع أن أؤكد له بشكل يقيني أن ما تفضلتم به في هذه النقطة هو كلمة السر الحالية بين طاقم الإشراف : التركيز على جودة المواضيع المعدة بدقة و التي تحمل أفكارا تستفز الفكر و متابعتها بصبر و أناة حتى تحقق مقاصدها من التوعية و الرقي بعملية الفكر و التفكر في حد ذاته على مستوى كل متدخل ...سواء كان صاحب الموضوع أو المتابع له !

أما الأشكال التي تؤمن هذا المقصد فأعدكم قريبا جدا إن شاء الله تعالى و بعونه بتنزيل ورقة عمل للتباحث في شأنها ثم إعتمادها كما سبق لي أن أشرت إلى ذلك في مداخلة سابقة .

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة ابن حوران مشاهدة مشاركة
3ـ أن يتناوب مجموعة من القاصدين لهذا الخط التحاوري على الحضور الجيد والإعداد الجيد لحضورهم، دون غياب طويل، ودون ردود مبتسرة تحمل أكثر من تفسير يذهب بالفكرة الى التشظي والتشتيت.
إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة ابن حوران مشاهدة مشاركة
حتماً، إن هذا المنحى لن يكون سهلاً، لكن المحاولة ستذلل الصعوبات فيه مما سيجعله أسلوباً لتأدية رسالة ثقافية تخدم ما يلتقي عليه أبناء الأمة.

تقبل احترامي و تقديري
أشعر أن الجميع هنا و في هذه المرحلة بالذات واعون أن التحدي كبير ...و لكني متيقن كذلك أن هذا التحدي ليس أكبر من الهمم الموجودة و الطاقات الحالية المتوفرة في الخيمة .

بارك الله فيكم و بكم سيدي الحبيب ابن حوران ،

و لا حرمنا الله من ثاقب فكركم و جميل نصحكم و إرشادكم .

فائق تقدريري و محبتي لكم .
__________________


آخر تعديل بواسطة صلاح الدين ، 03-02-2010 الساعة 04:48 PM.
صلاح الدين غير متصل   الرد مع إقتباس