عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 13-11-2009, 03:11 PM   #1
ماهر الكردي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية لـ ماهر الكردي
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2009
الإقامة: iRAQ
المشاركات: 1,456
إفتراضي أحلى الأوقات للضياع


التلفزيون وأقات تضيع بل وسنوات من الضياع...التلفزيون یشاھده الأوروبیون بمعدل 21 ساعة في الأسبوع... یشاھده الأمریكیون بما معدلھ
20-15 ساعة في الأسبوع... أما في منطقتنا، فیصل المعدل الى 35 ساعة... سبب ھذا الإختلاف الكبیر ھو عدم وجود خیارات كثیرة أمام مواطنینا لقضاء وقت الفراغ، فدرجات الحرارة المرتفعة تشكل عائقاً، العادات و التقالید تشكل عائقاً آخراً، و غیاب ھوایة القراءة كعادة أساسیة یشكل ھو الآخر عائقاً.
خلال مشاھدتنا للتلفزیون، نستمر في تغییر المحطات حتى إن لم یكن ھناك
شيء محدد نرغب في متابعتھ... و نستمر في البحث حتى نتوقف أمام برنامج أو فیلم أو مسرحیة؛ لیس لأننا نرغب بمشاھدة ما وجدناه – بل لأننا لم نجد أي شيءآخر...
ھل وصلنا لمرحلة الإدمان على الشاشة؟

ھل تعتقدون أن الشاشة تسرق منكم الوقت؟
في الحقیقة 16 عاماً من عمرنا في مشاھدة - نحن نمضي ما معدلھ 14
التلفزیون... في بعض الأحیان، یضیف ما نشاھده الى معلوماتنا و ثقافتنا؛ لكن في معظم الأوقات الحال مختلف.
لقد تجاوزنا المرحلة التي كان البعض یقول فیھا "التلفزیون لیس موجود في كل بیت"... فالحقیقة أنھ أصبح من أساسیات كل المنازل؛ الفقیرة قبل الغنیة... لقد وصلنا الى مرحلة
وجود جھاز واحد في كل غرفة : حسب آخر الإحصائیات،
فالتلفزیون موجود في غرفة الجلوس بالنسبة ل 45 % من المنازل، و في المطبخ بنسبة 30 %، و في غرفة النوم بنسبة
%14 ... لقد أصبح ھذا الجھاز، بدون أدنى شك، الأسلوب المفضل للتسلیة و تمضیة الوقت للجمیع. إلا أن أسلوب التسلیة المفضل ھذا قد تجاوز الحدود المعقولة للبعض؛ ھناك من یؤكد أنھ غیر قادر على التخلي عن مشاھدة التلفزیون حتى لو كان ھذا ھو ما یریده...
ربما الوضع ھنا یشابھ ما یحدث في حالة الإدمان على الكحول أو
التدخین ... یقول عدد من علماء النفس أن الحالة ھي بالتأكید كالإدمان: تتم تمضیة أوقات طویلة أمام الشاشة، ربما أطول مما ھو طبیعي، یتم إھمال نشاطات اجتماعیة أخرى لھذا السبب، و حین یحاول شخص ما التوقف عن مشاھدة التلفزیون بشكل كامل تظھر علیھ الأعراض التي تمت مراقبتھا فیمن یرغب في التحرر من
إدمان ما.
في أبحاث تم اجراؤھا قبل أكثر من خمسة و أربعین عاماً، وجد العلماء أن العائلات التي تعاني من انقطاع التیار الكھربائي أو من تعطل جھاز
التلفزیون، یعاني أفرادھا من ردود فعل ھستیریة لعدة أیام...
في العام 2001 ، قام قاض أمریكي
بتخفیف حكمھ على أحد الأشخاص لأن الكثیرین اعتبروا الحكم شدید القسوة: الإقامة الجبریة في
منزل بلا تلفزیون لستة اشھر.
لكن توجد طرق أخرى لإستثمار وقت الفراغ كقراءة كتاب أو حضور ندوة ثقافیة أو دينية....لماذا تمتلك شاشة التلفزیون ھذه القدرة المسیطرة علینا؟
الإجابة ھي وجود ردة فعل غریزیة أزلیة في الإنسان و الحیوان باتجاه المؤثرات المرئیة و المسموعة (في الماضي حیوان مفترس، الیوم "من سیربح الملیون")... ردة الفعل ھذه تظھر في الشھور الأولى للحیاة؛ فالموالید الجدد یدیرون رؤوسھم باتجاه الشاشة المضیئة... لھذا السبب، التلفزیون بارع في لفت انتباھنا و في "استعبادنا" حیثما وجد... یمكننا
ملاحظة ھذا الأمر بوضوح عند وجودنا مع أصدقاء لنا و انھماكنا معھم في حدیث مھم؛ إذا وجد في نفس الغرفة
جھاز تلفزیون، فإن الشاشة ستجبرنا على استراق النظر من وقت لآخر.
الحقیقة ھي أن الآثار التي یجب علینا دراستھا، و السلبیات التي تجب معالجتھا لیست خاصة ب "جھاز
التلفزیون" بل بالبرامج التي نشاھدھا باستخدام ھذه الأداة... فالجھاز لیس أكثر من أداة نتائج عملھا یعتمد على الإنسان و اختیاراتھ في المشاھدة.
بكل الأحوال، علینا دائماً مراقبة أنفسنا و مراقبة عاداتنا في ھذا الشأن، و ربما یكون توجھنا بشكل أكبر نحو القراءة
و النشاطات الریاضیة و الإجتماعیة أكثر فائدة لنا.
المصدر/ مجلة آفاق العلم أكتوبر2007

ماهر الكردي غير متصل   الرد مع إقتباس