عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 16-05-2022, 07:27 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,946
إفتراضي قراءة في كتاب غنيمة المجالس

قراءة في كتاب غنيمة المجالس
في مقدمة الكتاب الذى ألفته مجموعة من المؤلفين تحدثوا عن انقسام المجالس لمجالس غنيمة خير ومجالس شر فقالوا :
"أما بعد: أخي .. لا شك أن لك مجالس ترتادها .. واجتماعات تحضرها .. مع ذويك وأقربائك .. أو إخوانك أو رفقائك .. فهل تأملت يوما في حصادها؟ وهل فكرت فيما يعود عليك من خيرها أو شرها؟
فمن المجالس- أخي- مجالس حسرة .. تعود على أصحابها ندامة وأسفا يوم القيامة .. وهي كل مجلس خلا من ذكر الله ..
ومن المجالس مجالس غنيمة .. يرتع أصحابها في خيرات عظيمة .. يذكرون الله .. ويتواصون على الحق .. فتلك التي جاءت النصوص بتعظيمها فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «غنيمة مجالس الذكر الجنة» [صحيح الترغيب برقم: 1507]"
ومجالس الغنيمة هى مجالس الذكر وغنيمتها الجنة وقد سميت في حديث أخر رياض الجنة وهو قولهم:
وقال - صلى الله عليه وسلم -: «إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قالوا: وما رياض الجنة؟ قال: حلق الذكر» [رواه الترمذي].
فها هنا حديثان جليلان فيهما دلالة عظيمة تحمل بشرى عظيمة لأهل المجالس الإيمانية .. الذين يجتمعون في الله سبحانه .. يتلون كتاب الله .. ويتدارسون سنته ودينه .. ويتواصون على الدعوة إلى سبيله .. والثبات على دينه .. فهل أنت - أخي - ممن يرتع في هذه الرياض؟"
وبالقطع لا يوجد في الإسلام ما يسمى مجالس الذكر فالله لم يطلب أن نردد جملا ترديدا متكررا وإنما الذكر في كتابه يقصد في الغالب هو :
طاعة كتاب الله
وفى بعض الأحيان يقصد به :
قراءة القرآن في الصلاة كما قال تعالى :
"إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله "
وقال في سبب بناء بيوت الله وهى المساجد أنها ذكر اسمه وهو قراءة وحيه وهو القرآن فقال :
" في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه"
وحدثونا عن فوائد الاجتماع على ذكر الله فقالوا|:
"غنائم الاجتماع على ذكر الله:
أخي .. وهي غنائم ما تأملها مؤمن صادق إلا أوجب له تأمله
ثلاثة أمور:
أولها: حسرته على ما فاته من الغنم والفضل والثواب العظيم.
الثاني: فرحه إذا كان قد وفق للاجتماع على ذكر الله والمجالسة فيه لما يراه من عظيم الثواب.
الثالث: رغبته وشوقه إلى انتهاز فرصة المجالس الإيمانية متى يسر له ذلك."
وهذا الكلام وهو التحسر يخالف ما قاله الله من عدم التحسر في قوله :
"لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم "
وتحدثوا عن بقية الفوائد فقالوا:
"ومن غنائم مجلس الذكر ما يلي:
1 - نيل المغفرة وإجابة الدعوة: فالمجتمعون على ذكر الله هم أهل الغفران، وأهل عطاء الرحمن، يعطيهم ما سألوا، ويجيرهم ما استجاروا .. ويغفر لهم سيئاتهم بل ويبدلها حسنات .. في الحديث قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله عز وجل لا يريدون إلا وجهه، إلا ناداهم مناد من السماء: أن قوموا مغفورا لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات» [صحيح الترغيب رقم: 1504].
أخي .. فتأمل في هذه الثمرة العظيمة التي قل أن تجدها في أشجار القربات .. شأنها عظيم .. وأجرها كبير .. لكن عملها سهل يسير .. فمجالستك للصالحين وحضورك لحلق الذكر .. والمذاكرة في الله تؤهلك لشرف الغفران .. بل وتجعل من سيئاتك حسنات .."
والحديث باطل فما سمع أحد ممن في مساجد الذكر المزعومة صوت مناد من السماء يقول قوموا مغفورا لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات والقول يخالف كتاب الله في كون الثواب هو عشر حسنات كما قال :
"من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
ثم قالوا:
2 - حضور ملائكة الرحمن: فمن عظم شأن هذه المجالس أن خلق الله لها ملائكة خاصة بها .. سيارة في الأرض .. تلتمس مجالس الذكر .. فإذا وجدت مجلسا قعدت ..
ففي الحديث الصحيح قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن لله تبارك وتعالى ملائكة سيارة فضلا يبتغون مجالس الذكر، فإذا وجدوا مجلسا فيه ذكر قعدوا معهم، وحف بعضهم بعضا بأجنحتهم حتى يملؤوا ما بينهم وبين السماء، فإذا تفرقوا عرجوا وصعدوا إلى السماء، قال: فيسألهم الله عز وجل وهو أعلم: من أين جئتم؟ فيقولون: جئنا من عند عبادك في الأرض، يسبحونك ويكبرونك ويهللونك، ويحمدونك، ويسألونك. قال: ما يسألوني؟ قالوا: يسألونك جنتك. قال: وهل رأوا جنتي؟ قالوا: لا، أي رب! قال: وكيف لو رأوا جنتي؟!. قالوا: ويستجيرونك؟ قال: ومم يستجيرونني؟ قالوا: من نارك يا رب! قال: وهل رأوا ناري؟! قالوا: ويستغفرونك. قال: فيقول: قد غفرت لهم وأعطيتهم ما سألوا، وأجرتهم مما استجاروا. قال: يقولون: رب فيهم فلان عبد خطاء إنما مر فجلس معهم. قال: فيقول: وله غفرت، هم القوم لا يشقى بهم جليسهم».
فتأمل رحمك الله في شأن مجلس الذكر .. وانظر إلى شأن، المجتمعين على ذكر الله .. كيف يحاور الله جل وعلا فيهم ملائكته .. يتفقد حالهم .. وهو الأعلم بهم .. وفي هذا دلالة قوية على شأن هذه المجالس عند الله .. ولقلب المؤمن الصادق معني باستشعار عظمة هذا الحديث وما فيه من دلالة عظيمة على ملازمة الأخيار الذين ينتقون أطايب الكلم .. ويجتمعون على الفضيلة والخير .. يلتمسون الأجر والمثوبة"
والحديث المبنى عليه الكلام باطل فالملائكة لا تنزل الأرض في مجالس الذكر ولا في غيرها لأنها متواجدة في السماء لعدم اطمئنانها في الأرض فقال:
" وكم من ملك في السموات "
وقال :
"قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
وعرف المؤلفون مجلس الذكر فقال:
"أخي .. واعلم أن مجلس الذكر .. كل مجلس يوقر فيه الله جل وعلا .. ويذكر فيه سبحانه سواء كان مجلس وعظ ونصح أو مجلس علم وفتيا .. أو محاضرة فيه الدلالة على الخير، أو مذاكرة في أحوال المسلمين وهمومهم .. أو غير ذلك من المجالس التي يحبها الله ويرضاها .. فكلها تفيض بالغنائم العظيمة .. وكلها تحضرها الملائكة .. وكلها من موجبات الجنة"
وتحدثوا عن المنزلة والقرب من الله :
"3 - المنزلة والقرب من الله: ويدل على ذلك مباهاة الله جل وعلا ملائكته بعباده المجتمعين على ذكره.
وقد مر رسول الله على قوم يذكرون الله فسألهم: «ما أجلسكم؟» قالوا: جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومن به علينا قال: «آلله ما أجلسكم إلا ذلك؟!». قالوا: آلله ما أجلسنا إلا ذلك قال: «أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة» [صحيح الترغيب رقم: 1503]"
والباطل في الحديث هو مباهاة الله للملائكة بالناس وهذا جنون حيث يصور الله مثل المخلوقات يباهى غيره وهو ما يخالف قوله "ليس كمثله شىء "
زد على هذا أن المباهى يهدف لإغاظة من يباهيهم والملائكة هنا ليست أعداء لله أو منافسين له حتى يغيظهم وهو ما لم يحدث ولن يحدث لأنه لعب عيال
ثم قالوا :
"وقال - صلى الله عليه وسلم - أيضا: «ليبعثن الله أقواما يوم القيامة في وجوههم النور، على منابر اللؤلؤ، يغبطهم الناس، ليسوا بأنبياء ولا شهداء».
قال: فجثا أعرابي على ركبتيه فقال: يا رسول الله! صفهم لنا نعرفهم.
قال: «هم المتحابون في الله من قبائل شتى، وبلاد شتى يجتمعون على ذكر الله يذكرونه»."
والباطل في الحديث الذى لم يقله النبى(ص) هو تغبيط الأنبياء والشهداء للمتحابين فى جلال الله وهو تخريف لأن الشهداء والمجاهدين ومنهم الأنبياء هم أفضل المسلمين مصداق لقوله تعالى "فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة "
وتحدثوا عن التره على الناس بسبب عدم الذكر فقالوا :
"أخي .. فهذه بعض غنائم الاجتماع على الذكر .. فهل فكرت كيف تجنيها؟ .. هل وظفت جهدك وفراغك لاكتسابها؟ ..
ما أرى بينك وبينها إلا خطوات .. تخطوها إلى بيت الله .. ففيه حلق التحفيظ تزخر بها الغنائم العظيمة .. وفيها الدروس والمواعظ ..
أخي .. تذكر أن مجالسك إما غنائم مشهودة، أو حسرات موعودة، ففي الحديث قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من قعد مقعدا لم يذكر الله تعالى فيه كانت عليه من الله ترة، ومن اضطجع مضجعا لا يذكر الله فيه كانت عليه من الله تره» [سلسلة الأحاديث الصحيحة: 78].
ومعنى الترة: الحسرة والندامة والتبعة يوم القيامة"
وقطعا الذكر الكلامى ليس مطلوبا وإنما المطلوب هو طاعة أحكام الله في القعود والرقود والقيام كما قال تعالى :
"الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم"
وطالب المؤلفون المسلم بمحاسبة نفسه فقال :
"هل حاسبت نفسك وتأملت في نوع مجالسك ومجالسك؟!
هل جلساؤك أهل ذكر ونصح أو أهل غيبة ونميمة وفضح؟
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس