عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 13-05-2022, 09:10 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,960
إفتراضي

العصيان وركوب طريق الغواية."
والرجل هنا يقر بأن جيل الشباب الصالح يرتكب أخطاء وذنوب ولكن يجب تشجيعهم على العمل الصالح وليس تثبيطهم لأن هذا يدفع بالأمة كلها نحو الهاوية
وتحدث عن إيجابيات الجيل فقال :
طإيجابيات هذا الجيل المبارك:
الأول : أنه من أسعد الناس بتحقق طائفة من الأوصاف الشرعية :
ومن ذلك قوله (ص):"يأتي على الناس زمان القابض فيهم على دينه كالقابض على الجمر" ، رواه الترمذي وأحمد وأبو داود .
إن هؤلاء قد استقاموا على طاعة الله تبارك وتعالى وابتعدوا عن الشهوات في عصر يعج بالفتن والشهوات، في عصر يدعوهم إلى ركوب الغواية، لا شك أنهم كالقابضين على الجمر.
وهم من أسعد الناس بقوله (ص):"بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء" وفسر النبي (ص)الغرباء بأنهم الذين يصلحون إذا فسد الناس، وأنهم أناس صالحون في أناس سوء كثير، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم"
وحديث غربة الإسلام باطل لأن الإسلام كان دين آدم(ص) وزوجته وأولاده ومن ثم فلم يكن هناك سواه وإنما من بدأ غريبا هو الكفروفى هذا قال تعالى :
"ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم منى هدى فمن اتبع هداى فلا يضل ولا يشقى"
وتحدث عن أجر الدعوة فقال :
" فهنيئا لكم يا شباب الإسلام، وقد أخذتم على عاتقكم الدعوة إلى الله تبارك وتعالى، فأنتم بين إحدى الحسنيين؛ إن استجاب لكم الناس وأطاعوكم فأنتم من أسعد الناس بقوله (ص) "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا"، وإن عصاكم الناس وأعرضوا عن دعوتكم فأنتم سعداء بقوله (ص) "أناس صالحون في أناس سوء كثير، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم""
وحديث أجور الدعوة وأخذ الداهية أجر وأجر من هداهم يتناقض مع أن الثواب وكذلك العقاب فردى كما قال تعالى :
"كل نفس بما كسبت رهينة"

فاهتداء المدعوين أجره لهم وليس للداعية وكرر حديث الظل فقال:
" وهذا النشء المبارك من أسعد الناس بقوله (ص) "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : الإمام العادل وشاب نشأ في طاعة الله …"الحديث.
الثاني : استقامتهم على الدين في وسط يحتقر الدين والتدين :
إن العالم الإسلامي اليوم قد فتن بصورة من صور الردة عافانا الله وإياكم، صورة احتقار الدين واحتقار المتدينين، حتى أصبح بعض من المسلمين يستحي حين يصلي مع أقرانه، يستحي حين يعمل طاعة من الطاعات، يستحي حين يمتنع عن معصية من المعاصي، ولئن تفاوتت الدرجات أو الدركات حول هذه الخطيئة التي عمت في بلاد المسلمين، فإن مجتمعات المسلمين تشترك في أن لها نصيب وافر من احتقار الدين وأهل الديانة والتدين، ووصفهم بأقبح الأوصاف وأحطها، واتهامهم بهذه التهم، ومع ذلك يسير هؤلاء الشباب ويستقيمون على طاعة الله تبارك وتعالى ويحتملون ما يواجهونه من احتقار الناس، ولعلهم من أسعد الناس بقول الله تبارك وتعالى : { إنه كان فريق من عبادى يقولون ربنآ ءامنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الرحمين*فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكرى وكنتم منهم تضحكون*إنى جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفآئزون } . وقوله تبارك وتعالى: { إن الذين أجرموا كانوا من الذين ءامنوا يضحكون*وإذا مروا بهم يتغامزون*وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين*وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضآلون*ومآ أرسلوا عليهم حافظين*فاليوم الذين ءامنوا من الكفار يضحكون*على الارآئك ينظرون } .
قال ابن عبد البر :وقد دأب أهل العلم على الاحتجاج بما نزل من الآيات في الكفار على من تشبه بأعمالهم ولو كان من المسلمين .
أيها الشباب المبارك لا يهولنكم أن يسخر الناس بكم ما دمتم تعتزون بدين الله تبارك وتعالى، لقد أخبر الله عز وجل عن طائفة من المنافقين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات فقال تبارك وتعالى عنهم : { الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم } . وأخبر تبارك وتعالى عن حال الذين يقولون لشياطينهم إنا معكم إنما نحن مستهزئون فقال : { الله يستهزىء بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون } أي منزلة أعلى وأكمل من أن يسخر الله تبارك وتعالى بأولئك الذين يسخرون بعباده الصالحين، وأن يستهزئ بالذين يستهزئون بهم، وأي خسارة وبوار لأولئك حين يتعرضون لسخرية الجبار، وأن يستهزئ بهم تبارك وتعالى .
إن استقامة هؤلاء الشباب وثباتهم في هذا الوسط الذي يحتقر الدين والمتدينين، ويعد من صفات القصور والنقص في المرء؛ أن يكون متدينا، إن هذا من أعظم الإيجابيات، ومن أعظم جوانب الإنجاز التي حققها هؤلاء .
الثالث :انتصاراتهم على شهواتهم في وسط مجتمع يعج بالفتن والشهوات:
إنها قضية أيها الأخوة ليست بحاجة إلى تمثيل، ليست بحاجة إلى بيان، وأنتم جميعا لستم بحاجة إلى أذكركم بما تعج به مجتمعات المسلمين من مظاهر الإغراء والرذيلة، تلك المظاهر التي تدعو الشباب وتدعو الفتيات إلى مواقع الرذيلة والفساد، حتى صارت الرذيلة تلاحق الشاب والفتاة، في الشارع وفي السوق، بل في منزله، ومع ذلك ينتصرون على شهواتهم ويسيرون في طريق العفة، بإذن الله
الرابع : أن هذا النشء المبارك قد أحيا سنة حفظ كتاب الله تبارك وتعالى
لقد كنا قبل سنوات في مجتمعنا يندر أن نرى إماما يصلي بالناس وهو حافظ لكتاب الله تبارك وتعالى، فضلا عن أن نجد شابا حافظا، حتى صار يقال :إن في بني فلان شاب أو رجل يحفظ كتاب الله، بل إنه كان من النادر أن تجد من يتقن تلاوة كتاب الله عز وجل ولو كان المصحف بين يديه.
أما الآن فها نحن نرى هذا الجيل المبارك، ها نحن نراه يتوافد ويقبل على كتاب الله تبارك وتعالى، ...وبحمد الله لا تكاد ترى شابا من هؤلاء الشباب المتدينين إلا وقد بدأ بحفظ كتاب الله وشرع فيه، حتى أولئك الذين قعدت بهم همتهم وقعد بهم كسلهم وفتورهم لا نزال نراهم يتساءلون في كل مناسبة : كيف أحفظ كتاب الله ؟ما الطريق إلى حفظ كتاب الله عز وجل، وهي صورة أوضح وأظهر من أن نشيد بها وأن نتحدث عنها .
الخامس: العلم الشرعي والعناية به وإحياؤه :
لقد مرت على مراكز العلم وحلقه ودروسه حالة من الجفاف، حالة من الفقر، كادت الأمة فيها أن تنسى العلم الشرعي ..إذا أردت مصداق ذلك فاذهب يمنة ويسرة وتأمل في حلق العلم، من هم روادها ؟ من هم الذين يثنون ركبهم في حلق العلم، في وقت يتوافد أترابهم وأقرانهم على أماكن اللهو والمتعة واللعب...وهانحن نرى بحمد الله الدراسات الشرعية والكليات الشرعية، تشهد إقبالا واسعا منقطع النظير من هذا الجيل بعد أن مرت بالأمة مرحلة يستحي الطالب فيها أن يقول أنه يدرس في كلية شرعية، وكان المسلمون يرون أنه من العيب والنقص في الشاب أن يدع سائر التخصصات ويقبل على العلم الشرعي.
إن رواج حلق العلم والإقبال على التخصصات الشرعية، ورواج الكتاب الإسلامي وانتشاره إن هذا دليل على إقبال الناشئة على العلم الشرعي، وهو بلا شك أمارة وعلامة على أن الأمة سائرة نحو المنهج الحق..
السادس : الدعوة إلى الله تبارك وتعالى وحمل هم الإصلاح:
إن هذا الجيل وهذا النشء المبارك قد أخذ هذه الدعوة على عاتقه، هانحن نراه يصعد المنبر يخطب الناس أو يقف أمامهم واعظا أو داعيا بأي وسيلة من الوسائل، هانحن نراه يحيي الدعوة بمدرسته، في جامعته، في حيه، بل هانحن نرى هؤلاء هم أبرز الناس وأكثرهم حملا للدعوة
لقد أصبح هم الإصلاح وهم التغيير في مجتمعات المسلمين يسيطر عليهم بل يشغلهم عن سائر الهموم التي يهتم بها أقرانهم..
السابع :مساهمة كثير منهم في إصلاح بيوتهم:
كثيرة هي البيوت التي صلحت بدعوة شاب ربما لم يبلغ الحلم، أو لم يجاوز العشرين من عمره، وكثير من الآباء والأمهات الذين أصلحهم الله تبارك وتعالى واستقاموا وصلحت بيوتهم؛ فزالت منها المنكرات، واستقامت على طاعة الله تبارك وتعالى بسبب جهد شاب صالح أو فتاة صالحة من هذا النشء وهذا الجيل المبارك.
وطائفة ممن لم يستطيعوا إصلاح بيوتهم والتأثير عليها، قد بذلوا الجهد في ذلك؛ فهم كثيرا ما يتساءلون عن وسائل إصلاح بيوتهم، ويحدثونك بأن بذلوا هذه الوسيلة وتلك، وعملوا هذا الأمر، لكنهم لم يوفقوا ولم يستطيعوا، والنتائج بيد الله عز وجل.
الثامن : النفع للناس في أمور دنياهم :
إن هذا الجيل المبارك من الشباب والفتيات الصالحين قد أخذ على عاتقه حمل قضية الدعوة والإصلاح، وقد شعر أن قضية الناس الكبرى والأساس هي القضية التي خلقوا من أجلها، لعبادة الله تبارك وتعالى { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } ، وشعر أن أعظم خير ونفع يقدمه للناس هو أن يدعوهم إلى عبادة الله تبارك وتعالى وطاعته؛ فأخذ على عاتقه هذا الهم، ومع ذلك لم يكن ذلك مشغلا له عن أن يقوم بالواجب الآخر : أن ينفع الناس في أمور دنياهم، وهو أمر ظاهر بحمد الله، من هم الذين يتصدرون للإحسان إلى المحتاجين والفقراء؟ من هم الذين يقومون ويسهرون على المبرات الخيرية والمؤسسات الاجتماعية؟ ويجهدون في نفع المسلمين في أمور دنياهم، في مسح دمعة يتيم، أو إطعام جائع في مسغبة، أو التخفيف عن مصاب في مصيبة؟
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس