عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 10-02-2009, 12:42 AM   #1
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي أنهم يعملون لخدمتنا ؟!!

أنهم يعملون لخدمتنا ؟!!





لابد لي من الاعتراف بأن طريقة تعامل الشخص الذي يستلم وظيفة معينة وخاصة إذا كانت ( خدمية ) تثير غيظي ، وأن فضاعته في استخدام تلك الطريقة والأسلوب تتجلى بشكل خاص في تعامله مع المواطنين ... ففي الدوائر الرسمية نجد الشخص الذي يمتهن مهنة موظف استعلامات أو حارس أو مفتش امني أو منظف خدمات وأكرر تحديداً المهن التي تكون خدمية ، وأيضا رجال ( السيطرات ) الذين منتشرين في مختلف الطرق ومفترق الشوارع لحمايتنا وقيامهم بعملية تفتيش المركبات المارة ، تحديداً هؤلاء ، يبدو لي أنهم ليس بموظفين كانت الغاية من تعيينهم خدمة المواطن ، لا بل هم مدراء علينا فهم يتصرفون بطريقة همجية واستفزازية لكل مواطن وكأنهم نسوا أنهم يعملون لخدمتنا ، وكم يغيظني وأنا أراه يتعدى على رجل مسن أو يحاول استفزاز زوج مع زوجته ليرد عليه فيبرز بدوره عضلاته أمام تلك المرآة ( زوجة الرجل ) على أنه شجاع وحمش ( وزينة الرجال ) ، وكم أشعر بالغيظ لإطلاق كلمة ( في خدمتكم ) التي لا علاقة لها بتصرفاتهم لأنهم يزعجوننا فعلاً يزعجوننا ...

في البلاد الأجنبية هذه الكلمة لها حرمتها وهي لا تطلق إلا بعد الأخذ باعتبارات نفسية فكرية وأخلاقية صارمة المقاييس ، فهناك الكثير من الشخصيات في العالم لا يمكن وصف أخلاقهم ووسع قلبهم وهم يمتهنون نفس المهنة ، المهم تسمية الأشياء بالاسم الحقيقي لها دون تحميل ذلك أي ضمن أخلاقي لها ، وبعبارة أخرى موظف الاستعلامات وحارس الأمن ورجل السيطرة ليس بالضرورة أن تكون أخلاقه هي مقياس لواجبهُ وليس بالضرورة أن يكون غير محترم حتى في عمله ، فمن الممكن أن يكون في أدنى مستوى للتعامل الإنساني بعيداً عن وقت ارتدائه لبدلته العسكرية التي تحمل راية الوطن ، أن مهنته ببساطة هي خدمتنا وهو يرتدي تلك الملابس فأن كان محترم أو غير محترم وأن كان لا يمتلك لأي أخلاق في تعاملهُ مع المواطنين فليحاول أن يجتث نفسه من ذلك ساعة إيداء عملهُ ، أنه يحاول حتى بنظراته شتيمة المواطنين وتقوم الدنيا ولا تقعد أن تصرف أحدهم سهوا أو أجابه بأي عبارة ليكون رده " إذا لم يعجبك تكلم " ، كأنه تهديد مدفن للمقابل ونزعة عدوانية مملوءة بالعنف ، حقيقة أنا أذكر قبل هذه الفترة وتحديداً فترة الصراع التي مررنا بها كان هؤلاء يتصرفون بطريقة ثانية وبأسلوب أخر مخالف ، يا ترى ما سببه ؟؟ هل هي تركيبة الفرد النفسية عندما يشعر بالراحة يطغى حتى على نفسهُ ؟؟ أم أن ما ولده لنا العنف في تلك الفترة السابقة فأنتجت نزع عدوانية ؟؟ لكن ما دخل ذلك بالأخلاق ؟؟ فهناك الكثير من أبناء شعبنا مر بظروف قاهرة ومريرة ولم تتغير أخلاقه على الأقل في التعامل مع الغرباء لنقل ...

أحياناً أفكر لماذا لا تطلق كلمة فضيحة على الخطيئة العلنية وتطلق على (الخطيئة السرية ) وإذا قلنا أن سوء الأخلاق لا يعتبر فضيحة فأنا أعارض بشدة لهذا القول ، فسوء ألا خلاق فضيحة وفضيحة كبيرة للذين يمتهنون مواقع خدمية ، فشرط أساسي أن يكون على خلق ودبلوماسية عالية في التعامل مع عامة الناس ، وهل يكون عمل رجل الاستعلامات في المؤسسات الخاصة والأهلية يحمل كفاءة عالية في التعامل ويكون على خلق كبير أما في المؤسسات العامة والخاصة بالدولة ، فلا يهم فهل هي ملكنا ...

ليظل السؤال لماذا نتهرب من أعادة النظر بمثل هذه الموضوعات ؟ وكيف تبلغ الجرأة بإنساننا المعاصر أن ينظر إلى حقيقة القمر بلا أوهام ، ولا يجروا على إعادة النظر في داخلهُ وفي حقيقته بلا أوهام ، ليعيد النظر في مفهومه الأخلاقي في التعامل مع الآخرين ويعيد النظر في مفهوم الفضيحة من حيث هو منكر علني ، واحتجاجه على العلنية فيها لا على ( المنكر ) فسوء الأخلاق منكر ومنكر كبير ...

القضية هنا ليست قضية معرفتنا لمفهوم الفضيحة الخاطئ ولكن القضية في نظري هي قضية الإنسان المعاصر الذي ما يزال سجين تخلف فكري أخلاقي حول حتمية وجوده في هذا العمل أو هذه الوظيفة ومن خلاله يقاس في مجتمعاتنا كافة ...

سوء التعامل مع الآخرين في مثل هذا الوضع جعلت من الإنسان جريئاً ومزق كل المفاهيم والقيم الحقيقية الصادقة ومن الصعوبة عليه مواجهة حقيقة النفس البشرية التي هي من تراب والى التراب ...

مفاهيمنا كلها يجب أن تتبدل أو تعاد مبايعتها ، فإعادة النظر أمراً صار واجباً تحتمه ضرورات العصر أن لم أقل ضرورات العدالة الإنسانية والصدق مع الآخرين ...





إبتهال بليبل

إعلامية ومحررة

ebtehalooo@yahoo.com

http://amwogh.blogspot.com/

http://aewn.blogspot.com/
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس