عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 16-06-2008, 11:50 PM   #15
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

الخـَريف






هربَـتْ ســـنينـُكَ واسْــتبـدَّ زمـانُ

والبئرُ جَفَّ ودَلـْوُكَ العطشــــــانُ

أحلى الورودِ نفتـْكَ عنْ أطيـابـِهــا

وغـفـَتْ وأغـلـقَ بابَـهُ البســــــتانُ

وبقيتَ تحتَ الشمس لمْ ترحَمْكَ إذ ْ

حرَمَتـْكَ طيبَ ظلالِها الأغصـــانُ

تمشـي على رمل ٍ وعَصْفٌ لاهبٌ

وأمامَــكَ الكثبـانُ ........والكثبانُ

بالأمس كنتَ على الرياض مَليكـَهُ

يُجبى إلـيكَ العـطـرُ والألـــــوانُ

كمْ قبَّلـَتْ شــفتـاكَ وردا ً بـاســــما ً

أسْــكرْتـَهُ فـإذا هــوَ النشـــــوانُ!!

أنّى الـتفتَّ تـَرَ الحدائـقَ تزدهـي

ويَشـــــــيعُ فيهـا الحُبُّ والألحـانُ

ما كـنتَ تظمأ ُ فالعيــونُ بَريقـُهــا

إنْ يَهوَ تـَســــــبَحْ فوقـَهُ الشـــطآنُ

كانَ الربيعُ يَفيضُ حولـَكَ حُسـْنـُهُ

فكلاكما المـفتـونُ والـولـْهــــــانُ

وجنـانـُهُ قـدْ صـيَّرَتـْكَ مُصَــوِّرا ً

فـي قـلـبهِ يسْـــــــتيقـظ ُ الـفـنـّانُ

إنْ مَـرَّ حـيـنٌ تـاهَ فيـهِ جـمـالـُـــهُ

جـاءَتْ ويُثقلـُهـا الهــــوى أحيـانُ

* * *

صـادقـتَ ألـفَ حمـامـةٍ وحمـامـةٍ

لمْ تدْر ِ قبلـَكَ ما هــــوَ الطيرانُ ؟

لمْ تدْر ِ قبلـَكَ أينَ تبني عشَّـــهـا ؟

فإذا بحضْنِكَ عشُّـها النعســــــــانُ

قدْ كنـتَ صيّادا ًوســهمُكَ لمْ يطشْ

ولديكَ مِنْ صَـيدِ الهــــوى غزلانُ

وأسَـــرْتَ ألـْفَ فـراشـــةٍ تـَيّـاهـةٍ

ألـوانـُهــا وجـمـالـُهـــــا الـفـتـّــانُ

كنتَ الأثيرَ لدى أزاهـيـر ِالهـــوى

ولديـكَ كانَ الحُكمُ والســـــــلطـانُ

والآنَ لا طـيـرٌ يُغـرِّدُ صـــادحـا ً

لا مِنْ شــــــذا تـَندى بـهِ الأردانُ

سَــطـَّرْتَ في كتبِ الغرام ِفصولـَهُ

ضـاعَتْ وأقفرَ بعدَهــا العنــــوانُ

مـا ظـلَّ مَـيـدانٌ تـَتـيـهُ بزهــــوهِ

ماتَ الهوى واســــتوحشَ الميدانُ

* * *

لاتـرْجُ للزمـن الـجميـل ِربيـعَـــهُ

قـدْ شــــــــيَّعـتـْهُ وناحَتِ الأحـزانُ

النـارُ قـد شــــبَّتْ فـلا تـَكُ قربَهــا

وابعـدْ فقـدْ خنقَ الـمكـانَ دُخـــــانُ

واحملْ بقايــاكَ الجريحـة َوالتحِفْ

بالصـوفِ ، تحدو ركبَكَ الرُهبانُ

وانـدُبْ ربيعَـكَ وَردَهُ وطـيــورَهُ

قـُتِلَ النســـــيمُ وشــــابَتِ الأفنـانُ

ومضى الزمانُ المُطمئِـنُّ مُخلـِّفـا ً

آهــاتِ حزن ٍ مـا لهــا اطمئنــــانُ

هذا الخريفُ وقدْ تعرّى جوعُــــهُ

وأتـاكَ وهـــوَ العـابسُ الظـمـــــآنُ

يا حرقة َالحَسَـراتِ قدْ ماتَ الصِبا

مـاتَ الحنـانُ ، فمـا لــَهُ أحضـانُ

تشرين الاول 2006



السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس