عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 01-02-2010, 02:23 PM   #3
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي


الخوف والحسد والتخلف، صفات يأخذها الناس على وجه السرعة أنها صفات نقيضة للشجاعة والرضا والتقدم، وقد تكون كذلك في كثيرٍ من الأحيان، لكن لو تناولنا تلك الصفات من زاوية أخرى فإننا سنلاحظ أشياء قد سُكِت عنها ولم يتم الإفصاح عنها.

فالطفل الذي عمره عدة شهور، لو تم قذفه للأعلى من باب المداعبة والملاعبة، سيجد من قذفه (لو انتبه لذلك) أن هناك من الأطفال من يصرخ خوفاً، وقد يكون خوفه نابعاً من سعة خياله المبكر، وعدم ثقته بقدرة من قذفه على التقاطه أو قد يشكك في نوايا من قذفه، وطفل آخر يضحك ويطلب المزيد، ليلعب فقط، أو هكذا يبدو للوهلة الأولى لمن يضع فرضيات معينة.

في الحسد، يتصارع جانب الإيمان والرضا مع جانب سعة الخيال والاحتجاج، فقد يكون من يتسم بالحسد له صفة أخرى هي (الاعتداد بالنفس) ويلاحظ أن زميلاً له كان في المدرسة والجامعة موضع سخرية واستهزاء من الجميع ولكنه بعد تخرجه قد فُتحت عليه أبواب الرزق والعز، فيتساءل الحاسد (المُعتد بنفسه): لماذا لم أحظَ بما حظي هذا (الفطير: الذي لا يتمتع بذكاء)، ثم قد يضيف بعض الأمثال: (يُعطى اللحم لمن ليس له أسنان الخ).

وطالما تنبت الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية (غير العادلة) مثل تلك الحالات، فإن النظر لتلك النماذج لن يقتصر على عصام أو غيره، بل أنها ستنتشر بكثرة، وهي هنا برأيي تعبيراً عن الاحتجاج مغلف بالحسد.

التعبير عن التقدم، أحياناً يأخذ شكل التقليعة أكثر من أن يكون امتداداً لتطور حالة التذوق بالجمال ومعاني الحضارة، فلا يُشترط بكل الناس أن تتذوق (الجوافة) أو (الكيوي) أو (نانسي عجرم) بنفس الدرجة، فهذا قد يرتبط بالتشوهات الاقتصادية والثقافية، وقد يرتبط بأشياء أخرى.

فعليه، إن كنا (أو أنا على الأقل) نطالب بالاعتراف مما نحن فيه، ثمناً لاعترافاتكم، فإنه من الأسهل أن نشارككم صفاتكم التي تؤرقكم، عدا الحسد بمقياس أخف.

موضوع به من الحميمية أكثر من السخرية

احترامي و تقديري
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس