عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 03-07-2022, 07:41 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,962
إفتراضي

والخطأ هنا هو اعتبار الدعاء هو الاسم ولكنه حكم الرسول المنزل عليه فعو ليس كآراء الناس يؤخذ بها أو لا يؤخذ وإنما حكم الرسول وهو دعاءه مطاع لقوله تعالى :
" وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله"
ثم قال :
"ولهذا يدعى الناس يوم القيامة بآبائهم فلان ابن فلان كما ثبت الحديث بذلك عن ابن عمر عن النبي (ص): " إن الغادر يرفع له لواء يوم القيامة يقال هذه غدرة فلان ابن فلان " رواه البخاري وترجم عليه بقوله" باب ما يدعى الناس بآبائهم""
وهذا الكلام خطأ فلا يوجد أنساب في القيامة كما قال تعالى :
" فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون"
وتحدث عن حسن اختيار الاسم فقال :
"الأصل الخامس في حسن الاختيار
يجب على الأب اختيار الاسم الحسن في اللفظ والمعنى في قالب النظر الشرعي واللسان العربي فيكون حسنا عذبا في اللسان مقبولا للأسماع يحمل معنى شريفا كريما ووصفا سابقا خاليا مما دلت الشريعة على تحريمه أو كراهته مثل لوثة العجمة وشوائب التشبه والمعاني الرخوة
ومعنى هذا أن لا تختار اسما إلا وقد قلبت النظر في سلامة لفظه ومعناه على علم ووعي وإدراك وإن استشرت بصيرا في سلامته مما يحذر فهو أسلم وأحكم
ومن الجاري قولهم حق الولد على والده أن يختار له أمة كريمة وأن يسميه اسما حسنا وأن يورثه أدبا حسنا"
وأما الاسم الحسن فلا خلاف عليه وأما كون الأسماء رتب ومنازل فخبل قالب فيه:
"والأسماء المشروعة رتب ومنازل وإليك بيانها في الأصل الآتي :
الأصل السادس في مراتب الأسماء استحبابا وجوازا
هي في الاستحباب والجواز رتب ومنازل على الترتيب الآتي :
1 - استحباب التسمية بهذين الاسمين عبدالله وعبدالرحمن وهما أحب الأسماء إلى الله كما ثبت الحديث بذلك عن النبي (ص)من حديث ابن عمر الذي رواه مسلم وأبو داود وغيرهما وذلك لاشتمالهما على وصف العبودية التي هي الحقيقة للإنسان
وقد خصهما الله في القرآن بإضافة العبودية إليهما دون سائر أسمائه الحسنى وذلك في قوله : ( وأنه لما قام عبد الله يدعوه ) وقوله سبحانه( وعباد الرحمن ) وجمع بينهما في قوله : (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى) وقد سمى النبي (ص)ابنه عمه العباس عبدالله
وفي الصحابة نحو ثلاثمائة رجل كلا منهم اسمه عبد الله وبه سمي أول مولود للمهاجرين بعد الهجرة إلى المدينة عبدالله بن الزبير
2 - ثم استحباب التسمية بالتعبيد لأي من أسماء الله الحسنى مثل عبدالعزيز عبدالملك وأول من تسمى بهما ابنا مروان بن الحكم
والرافضة لا تسمي بهذين الاسمين منابذة للأمويين وهذا محض عدوان واعتداء ( وهذا شأنهم في مجموعة من الأسماء منها سائر أسماء بني أمية مثل معاوية ويزيد ومروان وهشام وقد حرموا أنفسهم من التسمي باسم عبدالرحمن لأن قاتل علي بن أبي طالب هو عبدالرحمن بن ملجم )
وأسماء الله توقيفية بدليل من كتاب أو سنة وسترى جملتها في حرف العين من دليل الأسماء الآتي في آخر الكتاب إن شاء الله وقد ذكر ابن تيمية أن الهروي قد سمى أهل بلده بعامة أسماء الله الحسنى قال وكذلك أهل بيتنا
3 - التسمية بأسماء أنبياء الله ورسله لأنهم سادات بني آدم وأخلاقهم أشرف الأخلاق وأعمالهم أزكي الأعمال فالتسمية بأسمائهم تذكر بهم وبأوصافهم وأحوالهم
وقد أجمع العلماء على جواز التسمية بها إلا ما يؤثر عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب من أنه كتب" لا تسموا أحدا باسم نبي " رواه الطبري
وهذا النهي منه لئلا يبتذل الاسم وينتهك لكن ورد ما يدل على رجوعه عن ذلك كما قرره الحافظ ابن حجر
والتسمية ببعضها منتشرة في صدر هذه الأمة وسلفها وقد سمى النبي (ص)ابنه باسم أبيه إبراهيم فقال (ص)" ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم (ص)" رواه مسلم
وبه سمى (ص)أكبر ولد أبي موسى وعن يوسف بن عبدالله بن سلام قال " سماني النبي (ص)يوسف " رواه البخاري في "الأدب المفرد " والترمذي في " الشمائل " وقال ابن حجر" سنده صحيح "
وأفضل أسماء الأنبياء أسماء نبينا ورسولنا محمد بن عبد الله (ص)وعلى إخوانه من النبيين والمرسلين أجمعين
وبعد الإجماع على جواز التسمية باسمه (ص)اختلف العلماء في حكم الجمع بين اسمه وكنيته محمد أبو القاسم
قال ابن القيم " والصواب أن التسمي باسمه جائز والتكني بكنيته ممنوع منه والمنع في حياته أشد والجمع بينهما ممنوع منه ":
وهاهنا لطيفة عجيبة وهي أن أول من سمى أحمد بعد النبي (ص)هو أحمد الفراهيدي البصري والد الخليل صاحب العروض والخليل مولود سنة ( 100هـ)
4 - التسمية بأسماء الصالحين من المسلمين فقد ثبت من حديث المغيرة بن شعبة عن النبي - (ص)-" أنهم كانوا يسمون بأسماء أنبيائهم والصالحين من قبلهم " رواه مسلم"
وهذا الكلام لا فائدة منه والأسماء وهى الألفاظ واحدة المكانة لا فرق بينها فلا عبد الله أحسن من محمود ولا حسن أفضل من نعمان فكلها مباحة طالما لم تخالف أى حكم من أحكام الله
والغريب أن كل أسماء النبياء في المصحف ليس منها أى واحد يبدأ بعبد فلو كانت الأسماء المعبدة أحسن لطالب الله رسله(ص) بتغييرأسمائهم وبدلا من أن يسمى آدم باسمه كان سماه عبد الله
وذكر أبو زيد فائدة تناقض كلامه عن وجوب أن تكون اسماء المسلمين عربية حيث ذكر أن معظم أسماء الرسل(ص) أعجمية فقال :
"فائدة:
أسماء الأنبياء كلها أعجمية إلا أربعة آدم وصالح وشعيب ومحمد فهذه الأربعة عربية أما ما سواها من أسماء الأنبياء فهي معربة لكونها منقولة إلى العربية في عصر الاستشهاد ولهذا نرى قول علماء اللغة بعد اللفظ المعرب" وقد تكلمت به العرب "
وذكر أبو زيد أن المسلمين قد يختارون اسماء أولادهم طبقا لحبهم لبعض الأشخاص فقال :
"وقد كان لصحابة رسول الله (ص)نظرا لطيفا في ذلك فهذا الصحابي الزبير بن العوام سمى ولده - وهم تسعة - بأسماء بعض شهداء بدر وهم عبدالله المنذر عروة حمزة جعفر مصعب عبيدة خالد عمر
وهكذا يوجد في المسلمين من سمي أولاده بأسماء الخلفاء الأربعة الراشدين عبدالله ( أبو بكر ) عمر عثمان علي ومن سمى بناته بأسماء أمهات المؤمنين زوجات النبي (ص) وهكذا
وهى قاعدة موجودة حيث يكرر الناس أسماء بعض أباءهم وأمهاتهم واخوتهم وأخواتهم ممن يحبونهم
وحدثنا أبو زيد عن شروط التسمية فقال :
"الأصل السابع في شروط التسمية وآدابها
من نصوص السنة أمرا ونهيا ودلالة وإرشادا وبمقتضى قواعد الشريعة وأصولها يتبين أن اسم المولود يكتسب الصفة الشرعية متى توفر فيه هذان الشرطان :
الشرط الأول أن يكون عربيا فيخرج به كل اسم أعجمي ومولد ودخيل على لسان العرب
الشرط الثاني أن يكون حسن المبنى والمعنى لغة وشرعا ويخرج بهذا كل اسم محرم أو مكروه إما في لفظه أو معناه أو فيهما كليهما وإن كان جاريا في نظام العربية كالتسمي بما معناه التزكية أو المذمة أو السب بل يسمى بما كان صدقا وحقا"
وكما سبق القول فإن التسمية العربية مخالف للفائدة التى ذكرها أبو زيد من كون أسماء معظم الرسل(ص) أعجمية
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس