عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 24-08-2008, 02:15 AM   #4
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

المقامة العشرين والمعروفة بـ "الفارقية " فان موضوعها الموت, فلا يعرج على تفاصيله سوى بالخطبة واعظ الاعتبار (ص 147- 151).

وفي المقامة الحادية والعشرين, والمسماة بالرازية, "فان الحريري يلبس بطله أبا زيد السروجي لباس الواعظ الديني، متلبسا شخصية فخرالدين الرازي ليعظ الولاة والحكام ص ( 151- 159).

وفي المقامة الثانية والعشرين, المسماة بـ "الفراتية " يصفح الحريري عن ذكر الفولكلور،ويخصصها لصناعة الحساب والانشاء ص 151 : 161 كما أن موضوع المقامة الثالثة والعشرين والمعروفة بـ" المقامة الشعرية " لا يقرب صوب الفولكلور وينحصر في السرقات الشعرية والمناظرات الأدبية (6) راجع 166_178.

فيما يعرج الحريري في المقامة الرابعة والعشرين, والمسماة _ "القطيعية " على موضوع النزهات في الربيع, والسيران في تلك الأوقات / ص 178، كما يذكر عادة دينية - إسلامية سازالت جارية هي "القسم " بتربة الاب الميت (ص 0 18).

وفي المقامة الخامسة والعشرين والمسماة بـ "الكرجية " فانه يطرق الفقر في الشتاء، وما يحتاجه الناس, ويذكر كافاته السبعة، والتي يقول فيها:

" جاء الشتاء وعندي من حوائجه سبع

اذا القطر عن حاجاتنا حبســـا

كن وكانون وكيس وكأس طــلا

بعد الكباب وكسّ ناعـم وكســـأ"

وفي المقامة السادسة والعشرين والمعروفة باسم "الرقطاء" فانه يطرق موضوع سداد الدين وقت العوز (ص 193-202.

وفي المقامة السابعة والعشرين والمسماة _ "الوبرية " فان الحريري يتوقف مليا مع صناعات الصوف اليدوية. من جهة ومن جهة ثانية, يأتي على ذكر القافي وحركته في الظهيرة, (ص 203) وأهمية نومة القيلولة, يقول : (ص 206) "قال, هل لك في أن تقيل, وتتحامى القال والقيل, فإن الأبدان انضاء تعب, والهاجرة ذات لهب, ولن يصقل الخاطر وينشط الفاتر كقائلة الهواجر، وخصوصا في شهري ناجر"وأراد بشهري ناجي تموز وآب ». ولا ينسى الحريري اشارات الدلالة في الطرق المقفرة مثل / الايماء بالثوب (ص 207) ويسميها أهل العراق /الومي/ وهي عادة فولكلورية معروفة مازال أهل الريف يستخدمونها.

وفي المقامة الثامنة والعشرين والمعروفة _ "السمرقندية "فان الحريري, يتناول فيها الموروث الاسلامي في مسألة الاستحمام في يوم الجمعة, يقول (ص 213) "فوافيتها / يقصد سمرقنا/ بكرة عروسة _أي يوم الجمعة _بعد أن كابدت الصعوبة, فسعيت وما ونيت, الى أن حصل البيت, فلما نقلت اليه قندي وملطت قول عندي (7) عجت الى الحمام على الأثر, فأمطت عني وعثاء السفر". وعند حلوله البيت فانه يعود الى مسمياته الشعبية للآنية والحوائج, فيقول (ص 218) : «وحين انتشر جناح الظلام, وحان ميقات المنام, أحضر أباريق المدام, معكومة بالفدام " ومعكومة أي مشدودة, ما يوضع في فم الابريق ليصفي ما فيه من الفدم, وهو السد (8) وأهل العراق يستعملونه من الليف.

وفي المقامة التاسعة والعشرين, والمعروفة بـ "الواسطية " نسبة الى واسط في العراق, فان الحريري, يتناول فيها عادات الناس في البيع والشراء داخل السوق (ص 20لأل ثم يذكر كنيات العجين والخبز، وقد وردت على لسان جار للحارث بن همام حيث يقول (ص 220- 221) "حتى سمعت جاري بيت بيت, يقول لنزيله في البيت, قم يا بني لا قعد جدك ولا قام ضدك, وا ستحصب ذا الوجه البدري/ يقصد الرغيف المستدير/ وألوان الذرى / الأبيض / والأصل النقي / الحنطة الجيدة / والجسم الشقي / أي الذي كتب عليه الشقاء من الطحن والعجن والخبز في النار / الذي قبض ونشر/ أي المأخوذ من العنبار _المخزن _ونشر في الشمس / وسجن وشهر/ أي أدخل في الرحى وأخرج منها/ وسقي وفطم / أي أضيف اليه الماء أثناء العجن ثم منع منه عند الخبز/ وأدخل النار بعدما لطم أي وضع في التنور وضرب باليدين / ثم أركض الى السوق ركض المشوق, فقايض به اللاقح الملقح /يعني حجر الزناد المفسد/ المصلح يعني يحترق ويستفاد من حرقه المكمد المفرح يقصد المخزن / المهنئ المروح / أي المتعب والمبلغ الراحة /ذا الزفير المحرق / يقصد ما يخرج من النار عند قدحه له, والجنين المشرق /كناية عن الشرر المضيء واللفظ المقنع والنيل الممتع من القناعة والعطاء المريح الذي اذا طرق رعد وبرق, وباح الحرق, ونفث في الخرق / أي عملت النار به /. أنظر كيف يكني الحريري الخبز، وكيف يصفه في مراحل صنعه, وكل هذه العملية لأجل مقايضة رغيف خبز واحد بحجرة القدح / راجع ص222.

ثم يذكر المهر والزواج على أساس ما سنه الرسول محمد صلى الله علية وسلم يقول (ص 223) : "الا أنهم لو خطب اليهم ابراهيم بن أدهم أو جبلة بن الأيهم (9) لما زوجوه الا على خمسمائة درهم, اقتداء بما مهر به الرسول ثنئو زوجاته, وعقد به انكحة بناته, على أنك لن تطالب بصداق ولا تلجأ الى طلاق ".

وبعد اعداد مراسيم الزواج, ينبري أبوزيد السروجي بخطبة عصماء، يضمنها المواعظ الدينية والأمور الاعتبارية (ص 226- 227), يتم عقد الزواج بخمسمائة درهم, يلتفت الى الحارث ويقول له : "بالرفاء والبنين " ثم احضر الحلواء التي كان اعدها, وأبدى الآ بدة عندها، وكدت أهوى بيدي اليها, فزجرني عن المؤاكلة وأنهضني للمناولة ". وهذه أحدى العادات والتقاليد التي يتوجب الالتزام بها الرجل _الزوج بعد عقد القران. كما أن هناك اشارة الى زواج الضرتين (ص 229).

وعند المقامة الثلاثين المعروفة بـ"الصورية " نسبة الى "صور اللبنانية "الأن, فان الحريري يتعرض الى موضوعة الزواج ثانية, ولكن عند فئة أخرى من الناس هم "المكديون " يشرح مباهج احتفالاتهم بمصر, بعد أن رحل عن صور, يقول (ص 232- 233) : "فبينما أنا يومها بها أطوف, وتحتي فرس تطوف, اذ رأيت على جرد من الخيل عصبة كمصابيح الليل, فسألت لانتجاع النزهة, عن العصبة والوجهة فقيل أما القوم فشهود، وأما المقصد فملاك مشهود/ أي أن هناك زفة عرس "/ يستأنف الحارث بن همام قوله : "فحدثني ميعة النشاط,, على أن سرت مع الخراط Il فوز بحلاوة اللقاط /" هنا يبرز مظهر فولكلوري آخر هو نثر الملبس والحلوى والرز على العروس وهي في طريقها الى بيت العريس, وهي عادة موروثة مازالت قائمة حتى اليوم. ثم يعرض الحريري مواصفات الدار التي يتم بها الزفاف وما حوته من نمارق وأرائك منقوشة وطنافس مفروشة ومجوف مرصوفة وغيرها (ص 234). ثم يذكر خطبة الزواج - ضمن أعراف المكديين, مضمنها شرائع الدين (ص 236)، حتى يجهز بقيمة المهر عندهم, يقول : (ص 237) "وقد بذل لها من الصداق شلاقا/ هو شبه المخلاة / وعكازا وصقاعا/ هو رداء المكدي / وكرازا / هو كوز ضيق العنق /" وهنا يلاحظ أن الحريري كان دقيق المشاهدة عميقها، حيث إنه يذكر زواج المكديين ومهورهم تتم بتبادل وتهادي أشيائهم الخاصة بالشحاذة والكدية, كعرف خاص بهم, وهي التفاتة واعية ونادرة, ثم يشرح خطبة الزواج عندهم وفق عرفهم واعتقادهم, يقول (ص 237) : "فانكحوه انكاح مثله, وصلوا حبلكم بحبله, وان خفتم عليا فسوف يفنيكم آت من فضله, أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم وأسأله أن يكثر في المصاطب نسلكم, ويحرس من المعا طب شملكم, قال, فلما فرغ الشيخ من خطبته, وأبرم للحتم عقد خطبته, تساقط من النشار ما استغرق حد الاكثار، وما أغرى الشحيح بالايثار»، هذا الاستبيان يبرز مظاهر العرس وعقد النكاح وكيفية نثر الدراهم والملبس والفواكه على العروس بعد عقد القران, وهو أمر يشير الى أن مختلف الفئات الاجتماعية تحيي هذه المراسيم والعادات في مثل هذه المناسبات, وكل ضمن دائر ته ومحيطه الاجتماعي.

ولا يتوقف الحريري في المقامة الحادية والثلاثين,والمسماة _ "الرملية " عند الفولكلور. الا أنه يمر مر الكرام في المقامة الثانية والثلاثين والمعروفة بـ "الطيبة » يذكر بعض أواني الدار، ويطلق عليها اسم "أساود الدار" ص 263، وهي الآلات المستعملة كالاجانة والقدر والجفنة.

وفي المقامة الثالثة والثلاثين والمعروفة _ "التفليسية " يصفح عن الفولكلور ويتناول موضوع _ الحيلة بمرض الفالج (268-273).

وفي المقامة الرابعة والثلاثين والمسماة – "الزبيدية " يتناول الحريري موضوع بيع العبيد في سوق زبيد - باليمن - لكنه يذكر عادة فولكلورية قميئة هي (الضراط بواسطة كف اليد) وهو ما يعرف اليوم عند أهل بغداد بـ "الزيج " وأهل اليمن مازالوا يستعملونها (10) وقد وردت في "المقامات " على النحو التالي. وعلى لسان الحارث بن همام : (ص 282)"فقلت أنسيت أنك احتلت وحكت, وفعلت فعلتك التي فعلت, فأضرط بي متهازيا".

وفي المقامة ( 35الشيرازية) و(39الملطية) و(37 الصعدية), فإن الحريري يختار مواضيع مختلفة, ليس للفولكلور فيها نصيب, وكذلك المقامة (38والمعروفة بـ المروية) فإنه يتجاهل الفولكلور,لكنه يعرج على عادة الفأل وزجر الطير (ص 707.

السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس