عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 10-08-2022, 08:09 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,964
إفتراضي

4- ألا يتجاوز إجمالي حجم العنصر المحرم استثماراً كان أو تملكاً 15 من إجمالي موجودات الشركة
5- أن يقوم مالك الأسهم بالتخلص من مقدار الربا الموجود في الأرباح
وليس معنى هذا القول إباحة الربا ولو قلّ ، بل إن المسؤولين القائمين على الشركة الذين يتخذون قرار الإقراض أو الاقتراض بالربا آكلون للربا، آثمون بهذا الفعل
وننبه إلى وجود شركات من هذا القسم يكون أصل نشاطها مباحاً ، لكن الربا فيها كثير ، يزيد على ثلث أموالها ، وهذه الشركات محرمة حتى عند الذين يجيزون هذا القسم ، لعدم تحقق الشروط فيها
وبعد عرض هذا الخلاف أقول: لا شك أن الأبرأ لذمة المسلم أن يجتنب المتاجرة بأسهم الشركات المختلطة ، ومثلها صناديق الاستثمارِ الموجودةِ في البنوكِ التجارية ، وإذا وقعَ أحياناً دون علمٍ بشراءِ أسهمٍ لهذه الشركاتٍ ، فليتخلص منها سلامة لدينه وقد يتعلل البعض بوجود بعض الهيئات الشرعية في بعض البنوك والصناديق، فأقول: الواقع أن هذه الهيئات مع تقديرنا لأعضائها ، يبقى فيها إشكالان:
الأول: أنها تتبنى القول بجواز شراء أسهم الشركات المختلطة ، بل هي أشهر من نصر هذا القول وقرره ، مع ما فيه من مخالفة جماهير الفقهاء والمجامع والهيئات الفقهية
الثاني: أنها تفتقرُ إلى الرقابةِ الشرعية التي تتولى التدقيقَ على ما يقومُ به البنكُ من عملياتٍ تجارية، ومن هنا تحدثُ المخالفاتُ التي تُخالف فتوى الهيئاتُ الشرعية
فنصيحتي لكل مسلم استبرأ لدينك؛ واحتط لنفسك ، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام
على مجالس إدارات الشركات مسؤليةٌ عظيمة في البعدِ عن المكاسب المحرمة ، وتخليصِ الشركات من الربا، والتماسِ منفعة المساهمين ، والتزامِ الوضوح والشفافية في التقارير والقوائم المالية
على الوكلاء والوسطاء اتقاءُ الله تعالى في أموال الناس ، وحفظ حقوقهم، وعدم طلب الربح الفاحش بالسمسرة وليحذروا من إعطاء الوعود الكاذبة ، أو ضمان الربح أورأس المال
ينبغي أن تستغل كثرةُ الأموال في أيدي الناس وتسهيلاتُ البنوك في إنشاء شركات نافعة بدلا من مضاربات لا تحقق للبلد كبير فائدة, وهذا يحقق لنا تشغيلَ هذه الأموال في البلد وعدمَ تصديرها للخارج ، والقضاءَ على البطالة بتوظيف الشباب في هذه الشركات "
وكل هذا الكلام بعيد عن أصل الكلام وهو أن البورصة كنظام مالى محرم فلا يجوز التعامل مع أى شركة تدخل نفسها فى نظامه حتى ولو كانت شركة رٍأسمالها حلال وتتعامل فى الحلال لأنها أدخلت نفسها فى نظام الخداع العالمى ونظام المقامرة وتضييع أموال الناس وأكل حقوقهم
إن ألأصل فى التجارة هو أن تتعامل فى إنتاج أو تبادل تجارى يخدم الناس يؤدى لربح وأما أن تكسب مالا دون سبب أو تخسر مالا دون سبب فهذا هو نوع من القمار
وحاول الحمود أن يضع ضوابط للتعامل فى مجال الأسهم فقال :
"أخي الكريم :
إذا دخلتَ مضمارَ الأسهم فعليكَ بالأمانةِ في التعاملِ مع الناسِ، والنصحِ لهم ، فالنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((من غشنا فليس منا)) رواه مسلم
وفي حديث حكيم بن حزام - رضي الله عنه - قال - صلى الله عليه وسلم - : ((البيعانِ بالخيارِ ما لم يتفرقا، فإنْ صدقا وبينا بُورك لهما في بيعهما، وإنْ كتما وكذبا مُحقت بركةُ بيعهما)) متفق عليه ومن المؤسف أن ترى بعض الناس يكذبون في نقل أسعار الأسهم، أو يفترون على بعض الأشخاص، وربما حلف بعضهم كاذباً في مواقع الانترنت ومنتديات الأسهم، وهذه يمينٌ غموس تغمس صاحبها في النار عياذاً بالله
إياك والتهور ، واستفد من أهل الخبرة ، فإن المال أمانة بيدك ، لا يحل تبذيره بغير حق ينبغي عدم التسرع في المساهمات، واستشارة الثقات، فإذا ساهمت فعليك بالصبر وعدم تعجُّلِ الربح ، فإن هذا يؤدي إلى الخلل في اتخاذ القرار ، وبالتالي الخسارة
لا تخاطر بالمغامرة بكل ما تملكِ من المال؛ فقد ساهم بعض الناس بمبلغٍ قليل في أول الأمر ، ثم طمع فزاد رأس المالِ ؛ حتى باع بيته من أجلِ الفوزِ بمكاسبَ ضخمةٍ في وقتٍ قياسي؛ فلم يشعر بنفسِه إلا وقد أصبح من المفلسين، ولا حول ولا قوة إلا بالله !! إذن ليس من الحكمةِ أن تضعَ البيضَ كلَّهُ في سلةٍ واحدة، فتخسره جملة واحدة
ولا مانعَ أن تشترك مع إخوانك بل يجوز أن يشترك اثنانِ أحدُهُما يُساهُم باسمهِ والآخرُ بماله ويكون الربحُ بينهما على حَسَبِ الاتفاق ؛ ولكن الذي لا يجوز هو أن تبيعَ الاسمَ للمساهمةِ به في الشركات؛ كما أفتى بذلك أهل العلم
توكل على الله فالرزق من الله تعالى لا من الناس (( إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ))
ومن أفضل الأدعية في كسب الرزق المداومة على الدعاء بقول : (( اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك ))
الأسهمُ والمكاسبُ المالية، لها بريقٌ ولمعان؛ فإياك أخي أن تصدُّك عن ذكرِ الله تعالى وعن الصلاة قل لي بربك؟ ماذا تنفعك الأموالَ الطائلة وقد ضيعتَ صلاتَك، وفرطتَ في طاعةِ ربك؟!
ماذا ينفعُك حرصُك على الأسهمِ واللهثِ وراءَها إذا أوقفتَ بين يدي الله تعالى، وبدأتَ تبحثُ يمنةً ويسرةً عن حسنةٍ واحدةٍ تُنجيك من عذاب الله تعالى فلم تجد؟!!فيا جامِعَ الدُّنيا لِغَيرِ بَلاَغِهِ / سَتَتْرُكُهَا فانظُرْ لِمَنْ أنْتَ جَامِع
وَكم قد رأينا الجامِعينَ قدَ اصْبَحَتْ/لهم بينَ أطباقِ الترابِ مَضاجع"
الحمود هنا يحاول أن يجمل السوء فهمها التزمنا بأحكام من أفسلام فنحن سندخل فى مجال المكسب والخسارة الحرام
إن أى اقتصاد عادل يعتمد على زيادة الإنتاج أو على زيادة الخدمات للحصول على الربح الحلال ولكن البورصة لا تعتمد على العدالة وإنما تعتمد على الخداع كأصل فى تعاملاتها ومن ثم نجد مكسب بلا زيادة حلال ممثلة فى زيادة إنتاج او زيادة فى الخدمات ومن ثم ندخل فى باب الميسر
وتحدث الحمود عن أن البورصة تشغل الناس عن الصلاة وعن طاعات الله ألأخرى حتى أن الإنسان ينشغل بهذا الهراء حتى لحظة موته فقال :
"ومن القصص المحزنة أن إحدى الأخوات أرسلت برسالة ذكرت فيها أنها رأت عمها وهو يَحْتَضِر كان لا يهتم بالصلاة ، ويتعامل بالربا ، ثم دخل في تجارة الأسهم قبل وفاته بسنة ، وبعد ما حصل له حادث جلست هذه الأخت فوق رأسه تذكره بالشهادة فبدأ يردد: لا تتركوا الأسهم ، لا تبيعوا الأسهم ، فكانت آخرَ كلمة قالها: لا تبيعوا الأسهم
أخي الحبيب ، أين أنت ممن قال الله فيهم : ((رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ))
اعلم أخي أنك إذا حافظتَ على صلاتِك، وداومتَ على طاعةِ ربك، فتحَ لك الرزاقُ الكريم أبوابَ فضلِه، وجاءكَ الخيرُ من حيثُ لا تحتسب، يقول الله تعالى: ((وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا))
وتحدث الرجل عن زكاة الأسهم فقال :
"ومن المسائل الهامة المتعلقة بالأسهم وهي الوقفة الحادية عشرة:
زكاة الأسهم: فيجب عليك أخي المساهم أنْ تُخرِجَ زكاة أسهمك، لأنك أنتَ المطالبُ بذلك وزكاة الأسهم فيها تفصيل : 1]فأما إن كنت اشتريت الأسهم بقصدِ الاستثمار وجنيِ الأرباح كلَّ سنة: فإن كانت الشركة تزكي فلا زكاة عليك ، وإن كانت لا تزكي فتزكيها بحَسَب مال الشركة من حيث الحول و النصاب و مقدار الواجب 2] وأما إن كنت مضارباً في صالات الأسهم قد اشتريت الأسهمَ بقصدِ المتجارة: فزكاتُها زكاةُ عُروضِ التجارة، فإذا مضت سنة كاملة والأسهم في ملككَ، زَكَّيتَها بقيمتِها الحاليةِ في السوقِ لا بقيمة شرائك لها، وإذا لم يكنْ لها سوقٌ زَكَّيتَ قيمتَها بتقويمِ أهلِ الخبرة ، فتُخرِجُ ربعَ العشرِ من القيمةِ والربحِ ، إذا كان للأسهمِ ربح
وإذا باعَ المساهمُ أَسهُمَه في أثناءِ الحولِ ضمَ ثمنَها إلى مالِه وزكَّاه معه، عندما يجيءُ حولُ زكاته "
والأسهم كأسهم الشركات التى لا تدخل فى البورصة يجب أخذ الزكاة منها بواسطة دولة المسلمين وأما شركات البورصة فيجب مصادرتها لصالح المجتمع حرصا على عدم ضياع أموال المسلمين وذهابها للكفار
وتحدث عن التصدق من مال شركات الأسهم فقال :
"أخيراً ، الصدقة مطهرة للمال من الشبهات كما قال سبحانه: (( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا)) ، وعن قيس بن أبي غرزة - رضي الله عنه - قال قال - صلى الله عليه وسلم - : (( يا معشر التجار، إن البيع يحضره اللغو والحلِف، فشُوبوه بالصدقة )) رواه أصحاب السنن وصححه الترمذي والألباني
وكان عثمان رضي الله عنه يتصدق كثيراً، مع تورُّعه في تجارته، وجاءت تجارة له يوماً، فقال: من يساومني عليها، فأعطي الضعف يعني 100% فلم يرضَ، فزِيد، فلم يرضَ، حتى قال: إني أعطيت فيها عشرة أضعاف يعني1000 % ، فتعجبوا، وقالوا: نحن تجار المدينة، ولم يسبقنا أحدٌ إليك فمن أعطاك ؟ فقال: الله أعطاني ، فتصدق بها لوجه الله تعالى فالبركة تُلتمس بالصدقة، وأكل الحلال ، وهذا أمر مجرَّب بحمد الله "
والتصدق أمر مطلوب فى الشرع يطهر النفس ويطهر المال
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس