عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 10-08-2022, 08:09 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,949
إفتراضي نظرات فى خطبة حمى الأسهم

نظرات فى خطبة حمى الأسهم
الخطيب هو سامى الحمود وموضوع الخطبة هو تداول أِهم الشركات فيما يسمى البورصة وقد استهل الخطبة ببيان الأمراض والضغوط النفسية التى يتسبب فيها مؤشر البورصة فقال :
"هبوطٌ بالقلب، وارتفاعٌ في الضغط ، وسكتةٌ قلبية ، وهوسٌ وجنون ، كل ذلك يجري من أجل هبوط المؤشر في الأسهم المالية !! وما بين لحظةٍ وأخرى يسقط أقوامٌ صرعى على الأسرةِ البيضاء ، وربما انتقل آخرون من هذه الدارِ إلى دارٍ أخرى، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم
لو نظرت إلى الشباب وكبار السن وهم خارجون من صالة تداول الأسهم ، لوجدت أحدهم يمشي بلا وعي ، وربما يتعرض لخطر الدهس في الشارع ، وآخرَ منكسٌ رأسه ، وآخرَ يحدث نفسه
وفي تداول يوم الأربعاء قبل يومين ، توقف نظام تداول الأسهم ، فكادت بعض القلوب أن تتوقف عن الحياة "
الحمود هنا يصور حالة اللهاث والقلق التى يعيشها حملة الأسهم يوميا لأن ما يتعاملون فيه لا اساس له وإنما مجموعات من ضربات الحظ والجنون مع ان المال فى الشرع يسير فى خطوط واضحة لا تؤدى للقلق وإنما تؤدى لحالة من الطمأنينة لأن العرض هو الحفاظ على المال واستثماره فيما يفيد وفى أحوالهم قال :
"هكذا حال بعضُ إخواننا اللهثين وراء الأسهم ، تَرى أحدَهم في صالاتِ التداول، وخلفَ شاشاتِ الحاسبِ الآلي ، يُحْدِقُ بعينيه في أسعارِ الأسهم، وقد يبيع كلَ ما يملك من xxxxٍ ودار من أجلِ الفوزِ بأعلى المكاسب، وأسرعِ المرابح
وإذا فتح باب الاكتتاب في هذه البلاد أوالدول المجاورة رأيت التزاحم والتدافع ، والأنانية والأثرة، في أحوال هي للاكتئابٌ ، أقربُ منها للاكتتاب؟"
وتحدث الحمود عن كون نظام البورصة نظام مبنى على الكفر من خلال التعامل بالربا وغيره من التعاملات المحرمة فقال :
"إنها حمى الأسهم ، ولنا معها عدة وقفات:
منشأ سوقِ الأسهمِ وفكرةِ البورصة أنموذجٌ غربي، مبنيٌ على فلسفةِ الاقتصادِ الرأسمالي المؤسسِ على الربا، المشوبِ بالقمار والاحتكار، فالواجب على المسلمين أن يجردوهُ من هذه الشوائبِ المحرمةِ قبلَ ولُوجهِ واستيراده
ولا تزال الآليةُ التي تُدار بها السوق؛ تُعاني من إشكالاتٍ شرعية، تدورُ حولَ الربا الذي تتمولُ به بعضُ الشركاتِ المساهمةِ، وما يحصلُ من خداعٍ وكذبٍ وغش، وتسريبٍ لمعلوماتٍ خاطئة داخل السوق، علاوةً على وجود فئات لا تخافُ الله تعالى ولا الدارَ الآخرة، يتحكمون في السوق ، ويتلاعبون بالأسعار لقد رأينا اليوم تداعيَ فئامٍ من الناسِ إلى الأسهم ، وانصرافَهم عن المشاريعِ الإنتاجيةِ الفاعلة ، ركضاً وراءَ الأرباحِ العاجلة ؛ فقلي بربك: ألا يعدُ هذا ضرراً على المجتمع ؟!"
وتحدث الرجل عن مضار البورصة على المجتمع فقال :
"ألم تتراكمْ الأموالُ في البنوك دون أن يكون لها أثر في تطوير البلد، وإنشاء المصانعِ وإقامة المشاريع ؟
ألم تتعطل المصالح والارزاق والناس يجرون خلف وهم الاسهم ألم يتسرب كثير من الموظفين إلى صالات التداول أو شاشات الانترنت ، بل ترك البدوي إبله وغنمه ليشارك في سوق الاسهم
وإنا والله لنخشى أن نرى النتائج الكارثية لهذا الأمر كما وقع في بلدان أخرى من العالم
(فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) يجب على كل مسلم قبل الولوج في الاكتتاب أو شراء الأسهم ، أن يسأل أهل العلم ويتأكد من جواز عمله، لئلا يقع في المحظور الشرعي "
البورصة كنظام مالى يقوم على التلاعب بأموال الناس فتجد أسهم شركة خسرت رغم أنها شركة منتجة لا يمكن أن تخسر ونجد أسهم شركة وصلت أسهمها إلى عنان السماء فجأة دون أن يكون لها أصول مالية أو تنتج شىء مفيد ونجد أسهم شركة تخسر لأن صاحبها مريض ونجد أسهم شركة تكسب نتيجة إطلاق إشاعات عن جودة منتجاتها
مكاسب وخسائر بلا سبب واضح سبب مما نعرفه فى عالم الاقتصاد الشرعى
إن البورصة مجموعة من المخالفات الكبرى للشرع أهمها أنها تستعمل الميسر والربا وخداع الآخرين ومنذ نصف قرن دفع الغربيون رجال ألأعمال العرب عن طريق خطة محكمة إلى تضييع ملايين أو عدة مليارات تساوى عدة تريليونات من خلال عملية شراء الفضة حيث قاموا بشراء معظم الفضة العالمية مما أدى إلى ارتفاع سعرها ثم أوحى بعض عملاؤهم إلى بعض رجال الأعمال العرب بشراء الفضة وأنهم سيكسبون مليارات لأن السعر سيرتفع ويرتفع وبلع القوم الطعم واشتروا تقريبا كل ما فى السوق من الفضة وفجأة بعد شهر أو أكثر هبط السعر الفضة إلى أدنى مستوى له وخسر العرب ملياراتهم نتيجة تلك الخدعة
هذا فى أيام لم تكن هناك بورصات فى بلاد العرب وأما حاليا فأدخل كفار أقصد حكومات العرب البورصات للنظام المالى المرتبط بالنظام العالمى وهكذا صارت نقود النفط تضيع بسبب تلك المضاربات والشراءات وبدلا من ان تصبح تلك البلاد منتجة صارت أكبر سوق فى العالم للترفيهيات المستوردة والكماليات
وحذر الحمود الناس من التعامل مع الشركات الربوية فقال :
"أيها المسلم إياك والتعاملَ مع البنوك والشركاتِ التي تتعاملُ بالربا ، فالربا إعلانٌ للحربِ على الله ورسوله، كما قال الله جل جلاله: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ)) ، وعن عبد الله بن حنظلة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( درهم ربا يأكلُّه الرجلُ وهو يعلم ؛ أشدُّ من ستةٍ وثلاثين زنية)) رواه أحمد وصححه الألباني
وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((الربا ثلاثٌ وسبعون بابا ؛ أيسرُها مثلُ أن ينكحَ الرجلُ أمه )) رواه الحاكم والبيهقي وصححه الألباني "
وأحاديث الربا المذكورة باطلة فالسيئة عند الله هى سيئة كما قال تعالى :
" وجزاء سيئة سيئة مثلها"
وليس بسنة وثلاثين أو أكثر من السيئات
وحديث الربا73 باب لم يبين تلك الأبواب والمثال الوحيد المذكور فى الحديث لا علاقة له بالربا فى المال وهو أصل المعنى
وتحدث الحمود عن تجنب الحرام فقال :
"فاتق الله في نفسك ولا تعرضْ نفسَك وأهلكَ لأكلِ الحرام فإن لأكل الحرام عقوباتٍ في الدنيا من الاكتئاب، والقلق، والضيق، والأمراض النفسية والاجتماعية وأما في الآخرة، فيقولُ - صلى الله عليه وسلم - كما صح عند أحمد والطبراني: (كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به) "
والحديث باطل فمن يدخل النار هو النفس وليس الجسد كما قال تعالى :
" كل نفس بما كسبت رهينة "
والحديث لو طبقناه لكان معظم الرسل(ص) فى النار فمثلا جسد إبراهيم (ص) فى طفولته وشبابه الأول نبت من السحت وهو مال بيع أبيه للأصنام وموسى(ًص) نبت جسمه من مال فرعون الحرام
زد على هذا ان جسم الإنسان تتغير خلاياه عدة مرات خلال عمره بحيث أنه لا يتبقى شىء مما ولد به طبقا للعلم الطبى وهو ما نعاينه من خلال الجروح حيث تتبدل الجلود القديمة وتنمو جلود جديدة وكذلك الأظافر والشعور التى تطول تقص وينبت غيرها
وتحدث عما يجوز شراؤه من أسهم شركات البورصة فقال :
"وههنا سؤال هام: ما هي الشركات التي يجوز شراء أسهمها؟
إذا نظرنا إلى شركاتِ المساهمة في السوق المحلية ، نجدها على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: أسهم البنوك الربوية ، وشراء هذه الأسهم محرم بإجماع أهل العلم لأن المساهم شريك في هذا البنك الربوي
ومثل البنوك الربوية في التحريم ، أسهم الشركات التي تمارس نشاطاً محرماً أصلاً كتصنيع الخمور أو تربية الخنازير ، وهذه الشركات غير موجودة في السوق المحلية لكنها موجودة في السوق الدولية عن طريق محافظ البنوك الربوية أوالأنترنت ، فهذه لا يجوز شراء أسهمها باتفاق أهل العلم
القسم الثاني: أسهم شركاتٍ نشاطُها مباح وجائز كالبنوك الإسلامية والشركات الزراعية والصناعية ،ولا تتعامل بالربا لا أخذاً ولا عطاءً ، وهي المسماة بالشركات النقية ، ويبلغ عددها في السوق المحلية بضعاً وعشرين شركة فقط ، فهذه الشركات تجوز المساهمة فيها
القسم الثالث: أسهم شركاتٍ أصلُ نشاطِها مباح وجائز, ولكنها تتعامل بالربا أخذاً أو عطاءاً ، وهي المسماة بالشركات المختلطة
وهذا القسم من الشركات اختلف العلماء في حكم المساهمة فيها وشراء أسهمها على قولين: فذهب جمهور العلماء المعاصرين إلى تحريم المساهمة فيها لأن المساهم شريك في الربا المحرم، وهذا القول أقوى وأبرأ للذمة ، بل هو الصواب ، وعليه فتوى المجمعُ الفقهي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي بجدة والمجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة ، والهيئة الشرعية لبيت التمويل الكويتي ، واللجنةُ الدائمةُ للبحوثِ العلميةِ والإفتاءِ بالمملكةِ، وعلى رأسِها سماحةُ الشيخِ عبدُ العزيزِ بنِ باز، رحمه الله
وفي المقابل ذهب بعض العلماء وبعض الهيئات الشرعية بالبنوك إلى جواز المساهمة في هذه الشركات, واشترطوا لذلك شروطاً ، منها:
1- ألا ينص نظام الشركة الأساسيُّ على أنها ستتعاطى الربا
2- أن يكون مقدار الربا فيها قليلاً ، وحددوا القليل بألا يزيد على الربع من أموال الشركة
3- ألا يتجاوز مقدار الإيراد الناتج من العنصر المحرم 5 من إجمالي إيراد الشركة
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس