عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 04-01-2009, 10:05 AM   #3
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

من معاني النصر

النصر في اللغة هو إعانة المظلوم على الظالم، والاستنصار: هو طلب المعونة من المناصرين لصد العدو، وانصر أخاك ظالما أو مظلوما، أي امنع الظلم إن كان خصمه هو من فعله أو إن كان أخوك هو من فعله.

والنصر، بالمعنى المتداول الآن هو الفوز، والفوز يكون عندما يحدد فرد أو جماعة هدفا أو أهدافا، ويحققها فإن تم له ذلك فقد فاز وانتصر، وإن لم يحققها فإن انتصاره ناقصا أو يُعد مع الفشل، فالطالب فوزه بنجاحه وتجاوزه الامتحان بدرجات تقرر نجاحه، فإن أخفق بالوصول للحصول على علامات النجاح، فهو فاشل، حتى لو كان تقديره في كل المواد ممتازا، وفشل في واحدة فإنه لن يُحسب مع الناجحين. وكذلك هو فريق كرة القدم الذي يبهر الجمهور بلعبه ولكن تسجيل الأهداف يكون لصالح خصمه، فلن يحسب مع الفائزين.

بالمقابل، فإن إعاقة المعتدي عن تحقيق أهدافه، تعتبر انتصارا للطرف المدافع، كما هي الحالة في الذود عن العرض، فإن دافع رب البيت عن زوجته وأخواته وبناته، ومنع المعتدي من الوصول الى هدفه فإنه وإن كان ثمن هذا الدفاع هو حياته أو حياة أحد أبناءه، فيُعد ـ في موازين الشرف ـ أنه المنتصر.

حسنا، ما هي أهداف الكيان الصهيوني من الاعتداء على غزة؟

التوقيت:

للتوقيت أهمية كبرى في التعرف على نمط الأهداف التي كانت وراء العدوان على غزة، فالتحضيرات لهذا العدوان بدأت منذ شهر أبريل/ نيسان 2008. لتكون في هذه الأيام، فالتعقيدات التي تمر بالمنطقة والعالم، قد لا تسمح بالعدوان كما هي اليوم، للأسباب التالية:

1ـ استغلال مرحلة الخلخلة المتعلقة بانتقال إدارة الحكم في الولايات المتحدة.
2ـ محاولة ترميم الصورة التي نجمت عن عدم تحقيق انتصارا واضحا في العدوان على لبنان، وما لهذا الأمر من علاقة فيما تؤول إليه نتائج الانتخابات الصهيونية المقبلة.
3ـ استغلال حالة التقعر العربي(الرسمي) وامتعاضها من نتائج العدوان على لبنان، وتخوفها من انتشار نموذج الرفض خصوصا بعد التغيرات السياسية المتوقعة في عام 2009 بعد انسحاب الولايات المتحدة من العراق.
4ـ محاولة جر أكثر من طرف إقليمي في المعركة لتنفيذ ضربات جوية موجعة من قبل الجيشين الأمريكي والصهيوني، وهو الأمر الذي سيتعذر تنفيذه في فترة الحكم الجديدة في الولايات المتحدة.

بناء عليه فإن الأهداف كانت:

1ـ تغيير الواقع في غزة بأحد الاحتمالات التالية:
أ ـ التخلص من إدارة حماس المزعجة للكيان الصهيوني والأنظمة العربية الرسمية المسمية بالمعتدلة.
ب ـ في حالة عدم تحقيق الهدف الأول، سيكون هدف استقدام قوات دولية، ومرابطتها في الجزء الشمالي في قطاع غزة للحيلولة دون إزعاج المستوطنين الصهاينة.
ج ـ إعادة تقديم الكيان الصهيوني للدول الاستعمارية بأنه هو القوة الإقليمية التي لا يمكن الاستغناء عنها، لصرف النظر عن التفكير بتركيا أو إيران.

بوادر النصر الأولية

لم يكن أحد يتوقع من حماس وشعب غزة، أن تكون بإمكاناتها المتواضعة أن تلحق هزيمة ساحقة بالكيان الصهيوني (الجيش الرابع في العالم)، لكن تفوق أهل غزة على معايير القوة المتعارف عليها عالميا أفرز النتائج التالية:

1ـ التفاف شعبي عربي سريع، قل نظيره، مع فضح حالة العجز العربي الرسمي بصورة لم يسبق لها مثيل. ففي استبيان قامت به قناة الجزيرة شمل ربع مليون مشترك، كان 91.5% من المشتركين يسخرون من النتائج التي ستنتج عن مؤتمر قمة عربي (فيما لو عقد).

2ـ التفاف وتعاطف إسلامي واسع، كان بليغا لدرجة كافية لقلقلة الراحة الرسمية في تلك الدول.

3ـ تزامن النقمة العالمية مما يحدث على صعيد الأزمات الاقتصادية المتتابعة والتي سببتها الإدارات الإمبريالية الليبرالية العالمية. مما فجر حالات الغضب الشعبي العالمي ضد إدارات الدول المتحكمة بالقرارات الدولية، ولم تسلم الحكومات العربية من سخرية صحافيي العالم في البرازيل وبريطانيا ودول أخرى، التي وصفت حكام العرب بالتراكض الى مجلس الأمن رغم معرفتهم بالتاريخ الطويل الذي لم ينصفهم فيه.

يتبع
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس