عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 15-08-2022, 07:59 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,964
إفتراضي قراءة فى كتاب العنف ضد المرأة

قراءة فى كتاب العنف ضد المرأة
المؤلف تحدث فى البداية عن أسباب الظاهرة والمترتب عليها فبين شيوع الظاهرة فقال :
الأسباب والنتائج
"رغم الجهد الرئيس الذي تقره الأديان والمذاهب الإنسانية في تأكيد الرحمة والرأفة والرفق بين بني الإنسان، ورغم حجم الأضرار التي تكبدتها الإنسانية جراء اعتماد العنف كأداة للتخاطب والتمحور، ورغم أن أي إنجاز بشري يتوقف على دعائم الإستقرار والسلام والألفة .. رغم هذا وذاك ما زالت البشرية تدفع ضرائب باهضة من أمنها واستقرارها جراء اعتماد العنف كوسيلة للحياة.
إن رواسب المنهج الهمجي العدواني ما زالت عالقة في أذهان وسلوكيات البعض منا في التعاطي والحياة وذلك على أرضية منهج العنف المضاد للآخر والفاقد للسماحة والرحمة، وإنها مشكلة قديمة جديدة لا تلبث أن تستقر في ساحتنا الإنسانية كل حين لتصادر أمننا الإنساني وتقدمنا البشري، فرغم التطورات الهائلة في الذهن والفعل الإنساني بما يلائم المدنية والتحضر .. إلا أنه ما زلنا نشهد سيادة منهج العنف في تعاطي بني البشر وبالذات تجاه الكائنات الوديعة كالمرأة، وإنه توظيف مقيت ذلك الذي يوظف مصاديق القوة لديه ليحيلها إلى تجبر وسيطرة من خلال العنف القسري الممارس ضد الأضعف.
إن دراستنا هذه تسلط الضوء على ظاهرة العنف ضد المرأة كأسباب ونتائج لإشاعة الوعي الإنساني والوطني تجاه مخاطر هذه الظاهرة وإفرازاتها الكارثية، سيما وأن المرأة العراقية كانت وما زالت المتضرر الأكبر من العنف السياسي الذي جسده نظام الطاغية صدام حسين سواء تمثل بعنف التصفيات المباشرة للنساء المعارضات أو بسبب استخدامهن كوسيلة للضغط على ذويهن أو بسبب أنماط العنف الإجتماعي والإقتصادي والقيمي الذي وقعت ضحيته المرأة العراقية طوال عهود الاستبداد"
وقد عرف المؤلف وهو عراقى العنف فقال :
"العنف سلوك أو فعل إنساني يتسم بالقوة والإكراه والعدوانية، صادر عن طرف قد يكون فردا أو جماعة أو دولة، وموجه ضد الآخر بهدف اخضاعه واستغلاله في إطار علاقة قوة غير متكافئة مما يتسبب في إحداث أضرار مادية أو معنوية لفرد أو جماعة أو طبقة اجتماعية أو دولة أخرى."
وهذا التعريف لا يفرق بين نوعين من العنف :
الأول هو العنف المباح وهو:
1- رد الاعتداء كما قال تعالى :
" فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم"
2- الضرب التأديبى للمرأة والأطفال عند الإصرار على عصيان الله ومنها إتيان أمور تضر النفس أو الغير وفيها قال تعالى :
" فاضربوهن"
وهو ضرب مؤلم غير جارح ولا كاسر
الثانى العنف المحرم وهو ارتكاب ما حرمه الله من جرح وقتل وضرب وما سواهما مما جعله الله جرائم
وتحدث الكاتب عن تقرير منظمة الصحة العالمية مبينا أن الظاهرة مكلفة ماليا فقال :
"لقد أوضح آخر تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية أن العنف يكبد الدول خسائر مادية ضخمة، وتشير الإحصائيات إلى أن الإصابات التي تنجم عن العنف تكلف الدول ما لا يقل عن 4% من الناتج المحلي الإجمالي وذلك بالإضافة إلى المعاناة الجسدية والنفسية المريرة، وقد جاء في التقرير الذي صدر بمناسبة اختتام مؤتمر لمكافحة العنف استمر 4 أيام في فيينا أن نحو 1.6 مليون شخص يموتون سنويا بسبب إصابات ناجمة عن العنف، كما يصاب ملايين آخرون بإصابات نفسية وجسدية مختلفة.
وتشير الدراسة إلى أن العنف هو من أكثر العوامل المسببة للوفيات للفئة العمرية ما بين 15 و 44 عاما، وتتفاوت النسب بين الذكور والإناث حيث تبلغ لدى الذكور 14% أما الإناث فتبلغ 7%. كما توضح الدراسة أن الذكور عادة ما يتم قتلهم بواسطة أشخاص غرباء، أما النساء فغالبا ما يتعرضن للقتل على أيدي أزواجهن أو شركائهن. لقد أشار التقرير إلى التكاليف الطبية والقانونية والقضائية والأمنية الباهظة بالإضافة إلى الأضرار النفسية وفقدان القدرة على الإنتاج، وجاء فيه: إن السلفادور تنفق 4.3% من ناتجها الإجمالي القومي على التكاليف الطبية المرتبطة بالعنف بينما تنفق البرازيل 1.9% وبيرو 1.5%.
أما في الدول الصناعية فالتكلفة مرتفعة للغاية، ففي أستراليا مثلا تتكبد الدولة خسائر مالية لا تقل عن 837 مليون دولار سنويا، أما في الولايات المتحدة فتبلغ الخسارة 94 مليار دولار سنويا."
وعرف الرجل العنف ضد المرأة فقال :

"العنف ضد المرأة:
سلوك أو فعل موجه إلى المرأة يقوم على القوة والشدة والإكراه، ويتسم بدرجات متفاوتة من التمييز والإضطهاد والقهر والعدوانية، ناجم عن علاقات القوة غير المتكافئة بين الرجل والمرأة في المجتمع والأسرة على السواء، والذي يتخذ أشكالا نفسية وجسدية متنوعة في الأضرار."
وهذا التعريف كما فى تعريف العنف العام مطاط غير محدد لا يفرق بين المباح فى الإسلام وبين المحرم ومن ثم فالعنف المحرم :
هو استخدام القوة ضد المرأة فى غير ما أباح الله
وذكر أنواع العنف حسب العدد فقال :
"ويتنوع العنف ضد المرأة بين ما هو فردي (العنف الأنوي) ويتجسد بالإيذاء المباشر وغير المباشر للمرأة باليد أو اللسان أو الفعل أيا كان، وبين ما هو جماعي (العنف الجمعي) الذي تقوم به مجموعة بشرية بسبب عرقي أو طائفي أو ثقافي والذي يأخذ صفة التحقير أو الإقصاء أو التصفيات، وبين ما هو رسمي (عنف السلطة) والذي يتجسد بالعنف السياسي ضد المعارضة وعموم فئات المجتمع."
وتحدث عن الآثار النفسية التى تقع للضحية فقال :
"وحينما تقع المرأة ضحية الاضرار المعتمد جراء منهج العنف فإنها تفقد إنسانيتها التي هي هبة الله، وبفقدانها لإنسانيتها ينتفي أي دور بناء لها في حركة الحياة إن من حق كل إنسان ألا يتعرض للعنف وأن يعامل على قدم المواساة مع غيره من بني البشر باعتبار ذلك من حقوق الإنسان الأساسية التي تمثل حقيقة الوجود الإنساني وجوهره الذي به ومن خلاله يتكامل ويرقى، وعندما تهدر هذه الحقوق فإن الدور الإنساني سيؤول إلى السقوط والاضمحلال، والمرأة صنو الرجل في بناء الحياة وإتحافها بالإعمار والتقدم، ولن تستقيم الحياة وتؤتي أكلها فيما لو تم التضحية بحقوق المرأة الأساسية وفي الطليعة حقها بالحياة والأمن والكرامة، والعنف أو التهديد به يقتل الإبداع من خلال خلقه لمناخات الخوف والرعب الذي يلاحق المرأة في كل مكان."
وتحدث عن وجوب قوانين تحرم العنف بأنواعه فقال :
"إن العنف على تنوع مصاديقه كالعنف الشخصي والمنزلي وعنف العادات والتقاليد الخاطئة وعنف السلطة وعنف الحروب .. يتطلب تشريعات قانونية وثقافة مجتمعية تحول دون استمراريته لضمان تطور المجتمع بما في ذلك الحق في اللجوء لسبل الإنصاف والتعويض القانوني، والحصول على التعليم والرعاية الصحية، والحماية من الدولة ومؤسسات المجتمع المدني."
وكل هذا الكلام يدل على الجهل بوحى الله فالعنف جعل الله الكثير منه محرم وذكر أنه جرائم تستوجب عقوبات لو طبقت فستحد من الظاهر إلى أقل درجة ممكنة ولكن البشر يبتعدون عن تطبيق شرع الله حتى يظل الظلم ومنه العنف قائم
وتحدث المؤلف عن اليوم العالمى للقضاء على العنف فقال :
"اليوم الدولي للقضاء على العنف والواقع الفعلي
أعلنت الجمعية العامة يوم 25 تشرين الثاني/نوفمبر اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، ودعت الحكومات والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية إلى تنظيم أنشطة في ذلك اليوم تهدف إلى زيادة الوعي العام لتلك المشكلة (القرار 54/ 134 المؤرخ 17 كانون الأول/ديسمبر1999).
وقد درج أنصار المرأة على الاحتفال بيوم 25 تشرين الثاني/نوفمبر بوصفه يوما ضد العنف منذ عام1981، وقد استمد ذلك التأريخ من الإغتيال الوحشي في سنة 1961 للأخوات الثلاث ميرابال اللواتي كن من السياسيات النشيطات في الجمهورية الدومينيكية، وذلك بناء على أوامر الحاكم الدومينيكي روفاييل تروخيليو 1936 - 1961."
وأيام الأمم المتحدة تذكرنا باختراع الصوفية لأيام الموالد فهى مجرد احتفالات يأكل المسئولون ويشربون ويلقون كلمات تافهة ثم ينصرفون كما يأكل الصوفية اللحوم فى الموالد ويلقون قصائد أو يذكرون بعض الكلمات
وتحدث الكاتب عن انتشار الظاهرة فى دول العالم المختلفة فقال :
"ورغم التطورات الكبرى التي شهدها واقع المرأة دوليا منذ ذلك التأريخ، إلا أنه ما زال العنف يلطخ جبين الإنسانية باعتباره وصمة عار في سجل المدنية الإنسانية، فواقع الإنسانية يقول: إن من بين كل ثلاث نسوة في العالم تتعرض واحدة على الأقل في حياتها للضرب أو الإكراه على الجماع أو لصنوف أخرى من الاعتداء والإيذاء!! وهناك أكثر من 60 مليون أنثى حرمن من الحياة فأصبحن كالنساء (المفقودات) في العالم اليوم من جراء عمليات الإجهاض الانتقائية الرامية إلى التخلص من الإناث وجرائم قتل البنات في المهد!! ولا يمر عام إلا وتتعرض الملايين من النسوة للإغتصاب على أيدي الأخلاء أو الأقرباء أو الأصدقاء أو الغرباء أو أرباب العمل أو الزملاء في العمل أو الجنود أو أفراد الجماعات المسلحة!! وقد شاعت أعمال العنف ضد المرأة إبان الصراعات المسلحة حتى صارت كالوباء المتفشي، وأصبح المدنيون وبالأخص النساء أهدافا رئيسة يستهدفها المقاتلون المسلحون، ففي جمهورية الكونغو الديمقراطية التي مزقتها الحرب شاع الإغتصاب الجماعي وصار يمارس بصورة منهجية ووحشية إلى حد أن الأطباء باتوا الآن يصنفون (التدمير المهبلي) باعتباره جريمة حرب.
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس