عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 14-02-2010, 01:30 PM   #13
المصري
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2009
المشاركات: 362
إفتراضي

الصفة الأولى : الصدق والامانة
كان رسول الله ( ص ) ملقبا فى قومه بالصادق الامين والصفة الاساسية التى اتصف بها اى نبى ورسول هى الصدق والامانة

بل روى الامام احمد ان رسول الله ص قال " يطبع المؤمن على الخلال كلها الا على الخيانة والكذب
وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم " أيكون المؤمن جبانا ؟ قال نعم ، قيل له : أيكون المؤمن بخيلا ؟ قال : نعم قيل له : أيكون المؤمن كذابا ؟ قال لا
لماذا بدأنا اول الصفات المؤهلة بالصدق والامانة ؟
ان الصدق والامانة بمثابة الاساس الذى سنؤسس عليه عملية الاتصال مع الاخرين باكملها ، ومنذ الآن الى نهاية هذا الباب تذكر دائما الصدق والامانة ، وان اى شئ ستفعله فى اتصالك مع الناس عليك بداية ان تكون صادقا معهم امينا لهم
فحينما نتكلم عن التقدير مثلا تقديرك للشخص الاخر عليك ان تكون صادقا فى تقديرك له وفى الصفات الحميدة فيه ، لا كما يظن البعض ان التقدير يعنى عبارات مدح جوفاء وتملق ليس له علاقة بالحقيقة , وكذلك كن امينا فى تقديرك تقدر الشخص وتثنى عليه بما ينفعه ويعطيه الثقة فى نفسه ، فلا تسرف مثلا فى الثناء والمدح حتى يصاب الشخص بالعجب والغرور
يقول ديل كارينجى : فما الفرق اذن بين التقدير والتملق ؟
الامر بسيط الأول نقى خالص والاخر يصدر عن اللسان ، الاول مجرد من الانانية ، والثانى قطعة من الانانية ، الاول مرغوب فيه من الجميع ، والاخر مغضوب عليه من الجميع

الصفة الثانية : العدل
العدل مأخوذ من العدالة وهى احدى شقى حمل البعير ، فالعدالة هى تعادل شقى حمل البعير وتوازنها لذا فالعادل هو الذى عدل حمكه وسوى بين طرفى القضية
وقد جاء الامر بالعدل فى آيات كثيرة فى كتاب الله وفى احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتأى ذى القربى " النحل ، وقال تعالى : " يأيها الذين امنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على انفسكم او الوالدين والاقريبن ان يكن غنيا او فقيرا الله اولى بهما فلا تتبعوا الهوى ان تعدلوا وان تلو او تعرضوا فان الله كان بما تعملون خبيرا " النساء 1325
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ان المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين الذين يعدلون فى حكمهم وأهليهم وما ولوا
فحتى تنفذ امر الله وتفوز بمنابر من نور عليك ان تحقق العدل فى اتصالك مع الناس
وكما ذكرنا فان العدل موازنة بين طرفين وهكذا فان اتصالك مع الناس يجب ان يكون متوازنا بين طرفين وهما :
طرف السلبية × طرف العدوانية
فالشخص السلبى هو : الذى يقسم نفسه على انها اقل اهمية من الاخرين ويتنازلوا عن حقوقهم وأرائهم ومشاعرهم دائما امام حقوق الاخرين
اما الشخص العدوانى فهو على العكس تماما فهو يقيم نفسه على انها اكثر اهمية من الاخرين ودائما ما يستبد برأيه وحقوقه ومشاعره على حساب حقوق الاخرين
اما الشخص العادل فهو : ان تدرك ان احتياجاتك وحقوقك وآراءك ومشاعرك ليست اقل او اكثر اهمية من تلك التى تخص الاخرين ، وانها تتساوى معها فى الاهمية ، ولذا ففى ظلال العدل فانت تطالب بحقوقك واحتياجاتك وتعبر عن آراءك ومشاعرك فى قوة ووضح وفى الوقت ذاته تحترم وجهة نظر الاخرين وتستمع اليها وتتقبلها .
وهذا يضمن لك انك لن تخرج من المواقف وانت تشعر بعدم الارتياح من نفسك او تترك الاخرين يشعرون بعدم الارتياح
حتى تحقق العدل فى تعاملك مع الناس اتبع الخطوات الاتية :
1 – قرر ما تريد
2 – وضح هذا بصورة واضحة
3 – فكر فى اكبر عدد ممكن من طرق التعبير عن قرارك على قدر استطاعتك
4 – انصت الى الآخرين واحترام آراءهم
5 – تقبل النقد من الاخرين وناقشه وعند انتقادهم انتقد اعمالهم لا شخصيتهم
6 – لا تتردد فى قول لا اذا ما احتجت اليها
الامام على رضى الله عنه يضر لنا مثالا فى العدل
فقد سقط منه درعه فى معركة صفين فبينما يمشى فى سوق الكوفة يمر امام يهودى يعرض درعه للبيع ، فقال لليهودى : " هذه درعى ( يعبر عن حقوقه فى قوة ووضوح ) فقال اليهودى بل
هى درعى وامامك القضاء ( يعبر عن حقه ايضا ) فيذهب الامام على للقاضى شريح ويقف هو واليهودى امام شريح القاضى
فقال شريح : البينة على من ادعى فقال على : ان الدرع درعى وعلامتها كيت وكيت ، وهذا الحسن بن على شاهدى على ذلك ( يستخدم اكبر قدر من طرق التعبير عن رأيه ) فيقول شريح : يا أمير المؤمنين انى اعلم انك صادق ولكن ليس عندك بينة وشهادة الحسن لا تنفعك لانه ابنك وقد حكمنا بالدرع لليهودى ( يحترم الامام على النقد ويقدر وجهة نظر الاخرين ) ومن خلال هذا الموقف الرائع فى العدل وفى الاتصال الصحيح يدرك اليهودى ان هذا هو دين الحق فيقول : والله ان هذا الدين الذى تحتكمون اليه لهو الحق الناموس الذى انزل على موسى وان الدين حق الا ن الدرع درع امير المؤمنين ، وانى اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله .
المصري غير متصل   الرد مع إقتباس