عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 14-03-2023, 07:27 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,998
إفتراضي نظرات فى مقال أساليب التخاطب والنداء في الجيوش الإسلامية الأولى

نظرات فى مقال أساليب التخاطب والنداء في الجيوش الإسلامية الأولى
تحدث الكاتب فى المقدمة عن أسس انتصارات المجاهدين فى عهد الرسالة وما بعدها مركزا على ما يسمى بالأسس العسكرية وهو ما يسمى بسياسة القتال فقال :
"مقدمة:
إن التخطيط الجيد، وتنظيم القوات، وتدريبها على فنون القتال، وقبل ذلك قوة الإيمان .. هي الأسس التي قامت عليها العسكرية الإسلامية .. وحقق المسلمون انتصاراتهم المظفرة على قوى الشرك في شبه الجزيرة العربية، ثم كانت الفتوحات المباركة في بلاد الشام ومصر والعراق، وما يليها من أمصار."
ثم تحدث عن أساليب تخاطب الجنود فقال :
"وقد كان ضمن الخطط التعبوية والاستراتيجية للجيوش الإسلامية الأولى، وسائل وأساليب مختلفة للتخاطب والنداء .. يؤكد غير مؤرخ عسكري معاصر بأنها تركت أثاراً إيجابية لدى الجند، حيث عملت على رفع معنوياتهم، وتوثيق العلاقة بينهم وبين قادتهم .. ناهيك عن أهميتها في العمليات التنظيمية السريعة للقوات، قبل وأثناء وبعد المعارك."
وتحدث عن استخدام اللغة العربية فى التخاطب فقال :
"فماذا عن أساليب النداء والتخاطب في الجيوش الإسلامية الأولى؟
نقول:
إن لغتنا العربية، وما تتميز به من مختصرات دالة، تعد الوسيلة الأفضل للتخاطب والنداء عند المسلمين، أبان خوضهم للمعارك والغزوات .. فكان إذا أراد القائد الترجل للفرسان قال: (الأرض .. الأرض). وإذا أراد لهم ركوب الخيل للهجوم قال: (الخيل ... الخيل). وإذا أراد الإرتداد للجند قال: (الرجعة .. الرجعة). وإذا أراد لهم التهيؤ للقتال خاطبهم: (السلاح .. السلاح). و (النفير .. النفير)، إذا أراد لهم الهجوم
ووجدت كثير من المصطلحات العسكرية لتحركات الجند في الميدان، منها: الميل .. الرجوع .. الاستقبال .. الانقلاب .. الاستدارة المطلقة .. اتباع الميمنة .. اتباع الميسرة .. جيش مستقيم .. جيش محدب .. رص .. حشو .. ردافة .. ترتيب بعد ترتيب."
وكل هذا الحديث هو حديث بلا دليل فالروايات لم تحكى بنا شىء إلا نادرا فى ذلك المجال فطبقا للروايات والتاريخ كانت المعارك بسيطة وأعداد المسلمين قليلة كما أن الأعداد المشاركة من الكفار كانت محدودة ألف أو ثلاثة ألاف وكانوا معروفين بالأسماء والأشكال للمهاجرين على وجه الخصوص
فمثلا معركة بدر كان عدد المسلمين طبقا للروايات ثلاثمائة وكلهم يعرف بعضهم بعضا بالاسم والشكل وميدان المعركة كانت محدودا حول بئر بدر كما أن الخيول المشاركة كانت فرسين فقط لا غير ومن ثم فالتخاطب لن يكون إلا عندما يحذر المجاهد أخاه من هجوم من خلفه أو أجنابه
وكذلك الأمر فى أحد الميدان كان محدودا والعدو معروف بالأشكال والأسماء
والعمليات كلها كانت مرتكزة على أن قوة المسلم تساوى أكثر من اثنين نظرا لحالة الضعف بينما فى حالة القوة كانت قوة الواحد أكثر من عشرة كما قال تعالى :

وفى الأحزاب لم تكن هناك معركة أساسا تستلزم تخاطبا لقوله تعالى :
" وكفى الله المؤمنين القتال "

إذا عملية التخاطب فى ظل محدودية الأعداد وفى ظل معرفة جنود العدو بالاسم والشكل وفى ظل ميدان غير واسع لا توجب تخاطبا سوى التخاطب العادى
وتحدث عما سموه الشعارات والصيحات فقال :
"إلى جانب هذه المصطلحات والمختصرات، اشتهر المسلمون أثناء قتالهم للأعداء بنداء وصيحة "الله أكبر"، التي تبث في الجند الحماس والإقدام .. وقد استخدموا التكبير في الكثير من المعارك والغزوات، كوسيلة لتجميع القوات، وتنظيم صفوفها، من ذلك ما حدث في معركة القادسية .. حين اتفق على اتباع نداءات القائد، والعمل بها فإذا كبّر سعد بن أبي وقاص التكبيرة الأولى، رد عليه الجند التكبيرة، واتخذوا مواقعهم في الصفوف .. وإذا كبر التكبيرة الثانية أسرع الجند بحمل عتادهم وهم يرددون التكبيرة .. وفي التكبيرة الثالثة ينطلق الفرسان وفق الخطة الموضوعة لهم، ويشتبكون مع العدو، وهم يرددون صيحات الله أكبر .. وفي التكبيرة الرابعة، يقوم جند المشاة بالهجوم، وهم يرددون التكبير "
وطبقا لهذا الكلام المنقول وللأسف لم أقرئه فى كتب الروايات التى قرأتها فالعملية كانت سهلة وبسيطة إلا أنها تبدو غير ممكنة من حيث لإيصال الصوت من القائد للجنود فى ظل أعداد كبيرة وخيول وغيرها من الآلات التى تجعل الصوت البشرى ليس له جدوى فى الوصول إلى الجنود فى ظل وجود مئتى ألف من الفرس مقابل ثلاثين ألفا من المسلمين فانتشار ثلاثين ألف من الجنود يتطلب على الأقل مساحة ميل طولا وعرضا وهى مسافة لا يمكن أن يصل إليها الصوت البشرى
وتحدث عن التخاطب بالرايات فقال:
"التخاطب بالرايات:
واستخدموا الرايات كوسيلة للتخاطب فيما بينهم، وتبرز دورها بشكل مؤثر أبان معركة "نهاوند"، التي جرت عام 20هـ واشتهرت باسم "فتح الفتوح"، فقد أمر القائد النعمان بن مقرن قوات المشاة وفرقة الفرسان الرئيسية، التي اتخذ أفرادها مواقع خفية عن أعين الأعداء ، باتباع إشاراته، قائلاً: (إني هازٌ لوائي ثلاث هزات. فأما أول هذه، فليتوضأ الرجل بعدها وليقضي حاجته وأما الهزة الثانية، فلينظر الرجل بعدها إلى سيفه، وليتهيأ وليصلح من شأنه وأما الثالثة، فإذا كان إن شاء الله فاحملوا، ولا يلوين أحد على أحد)."
وهذه الرواية من الروايات الساذجة التى لا تصلح للتصديق فأى معركة التى تجعل الجنود كلها يتوضئون ويصلون أو يستنجون عند الراية ألأولى لكى يستغل العدو ذلك فى القضاء عليهم لصلاتهم ووضوئهم جميعا
والقائد لكى بتخاطب بالراية لابد أن يكون فى مكان عالى يراها كل الجنود والمنتشرين على بقعة كبيرة من ألأرض لكونهم حسب الروايات ثلاثين ألفا وحتى لو افترضنا ذلك فتلك الرؤية غير ممكنة إلا من بعد كخمسمائة ذراع
وتحدث عن موقعة عمورية وغيرها فقال :
"وفي معركة عمورية، كان ثمة فرقة خاصة اشتهرت باسم الكوهبانية .. يوزع أفرادها على مشارف الطرق، وفوق المرتفعات، وهم مزودون برايات وأعلام يقومون بتحريكها حينما يرون حركة غير اعتيادية، بطريقة متفق عليها مسبقاً .
وفي المعارك البحرية، كانت تجعل المراكب ناظرة إلى مركب المقدم ، التي يكون في مكان ظاهر منها شيء واضح تراه المراكب الأخرى، فتعول على ما يعول عليه، كالبند "ويكون قد قرر معهم في أمر هذه العلاقة. أنها إذا مالت جهة اليمين يكون لهم فعل ما. وإلى اليسار فلهم فعل غير ذلك، وإذا رفعت فشيء آخر، وإذا نزلت فسوى ذلك، وإذا نفضت أو تحركت دلت على سوى ذلك كله. وإذا نقلت أو نحيت أو غيرت الألوان التي في رأس العلامة، فيجعل الأزرق أحمر، أو الأحمر أبيض، أو الأبيض أخضر، أو غير ذلك. فجميع هذه علامات لأمور قد قررت بينهم وتواضعوا عليها. ويعاين المقدم هذه الأمور بيده، ويروض المقدمين الذين تحت يده، وهم ربابنة المراكب، وأمراء قطع الأسطول، عليها. حتى تعرف لهم معرفة جيدة .. فترى أنه كان لهم في ذلك نوع من أرقى أنواع التخاطب والتفاهم التام بالرايات، وإشاراتها، وألوانها، كأرقى ما هو معروف اليوم في العصور الحديثة من ذلك"
وهذا الحديث هو حديث روايات وما أعرفه عن المعارك فى الإسلام هو أن الله جعل المعارك لا تتوقف على أوامر القائد فهناك قاعدة لكل المراصد فى دولة المسلمين وهى أماكن تواجد الجنود على الحدود كما قال تعالى :
"واقعدوا لهم كل مرصد"

القاعدة تقتضى بالاشتباك الفورى مع العدو المعتدى دون انتظار أى أوامر
ومن ثم فمعارك التجمعات الكبرى التى يتواجد فيها الجنود بالآلاف المؤلفة فى مكان ضيق هى محض خيال فلو تخيلنا أن عدد الجنود فى الفريقين فاق المائة ألف فلابد أن نضع فى حسابنا أن كل فريق معه خيوله وبغاله وعدده وآلاته ومطابخه وأزواده وهو ما يقتضى انتشار الفريقين على مسافات كبيرة تكون بعيدة عن مرامى أسلحة الفريق الأخر
ومن ثم لا يمكن أن تكون المعركة معركة بلدة واحدة
وتحدث عن استعمال كلمة السر فقال :
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس