عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 25-11-2023, 08:46 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,000
إفتراضي

وإما مرجعها شرار الخلق وهم الأغنياء الذين يحبون شهوة الجنس والقوة ولا يقدرون على ممارستهم مباشرة خوفا من القوانين أو خوفا من علم أقاربهم بمخالفة الدين والعلم به لذا يرتدون وجوه كلاب ويغتصبون النساء أو يقتلون الناس أو يسرقونهم وغير هذا
ولا يوجد احتمال أخر لذلك
وحدثنا عن اصحاب العين الواحدة فقال :
"ذو العين الواحدة
سايكلوبس .. عمالقة بعين واحدة ..
من الأساطير الغريبة الأخرى التي تطرقت لها المصادر القديمة هي تلك التي تحدثت عن مخلوقات ذات عين واحدة، وهي مخلوقات كان لها شهرة واسعة لدى الإغريق والرومان، وعرفت بأسم سايكلوبس (Cyclops) ، وقيل بأنها من جنس العمالقة.
أشهر القصص والأساطير عن السايكلوبس هي تلك التي تتحدث عن بوليفيموس، وقد ورد ذكره بالتفصيل في ملحمة الأوديسا لهوميروس، قيل بأنه عاش مع قومه من العمالقة في جزيرة صقلية وكان يرعى الحيوانات ويقتات على لحوم البشر الذين يقودهم حظهم العاثر إلى جزيرته.
أحد أولئك الذين وقعوا في قبضة بوليفيموس هو بطل الملحمة أوديسيوس ورجاله الأثناعشر، فقام العملاق بحبسهم في مغارته وأغلق عليهم درب الخروج بصخرة كبيرة ثم راح يأكل منهم في كل يوم اثنان.
أوديسيوس ورجاله فكروا في سبيل للنجاة من العملاق المتوحش، وكان لدى اوديسيوس بعض الخمر فقدمه للعملاق الذي سرعان ما ثمل وداهمه النعاس، وقبل أن ينام نظر إلى اوديسيوس وسأله عن أسمه ووعده بأن يكافئه لو أخبره الحقيقة، فقال اوديسيوس بأن أسمه هو: "لا أحد "، فقال العملاق بأنه سيكافئه بأن يستبقيه حيا حتى لا يبقى غيره من الرجال ليؤكل.
اوسيدس يسقي الخمر للعملاق ..
العملاق غط في نوم عميق بفعل الخمر، وكان أوديسيوس قد هيأ عصا كبيرة وأجتهد في جعل رأسها مدببا حادا ثم قام بغرزها في عين العملاق النائم، فأنتفض العملاق وهو يتخبط ويئن من شدة الألم ونادى على قومه لينجدوه قائلا بأن "لا أحد " غرز عصا في عينه الوحيدة مما تسبب له بالعمى، فلما سمع قومه ذلك ضحكوا وتركوه ظنا منهم بأنه أصيب بالجنون في الصباح فتح العملاق باب المغارة ليخرج أغنامه، وكان قد فقد نظره مما مكن أوديسيوس ورفاقه مع الهرب بعد أن أوثقوا أنفسهم إلى بطون الأغنام، وما أن خرجوا من المغارة حتى ركضوا إلى سفينتهم على الساحل وركبوها وانطلقوا مبتدعين عن الجزيرة، وفيما مركبهم يبتعد صاح اوديسيوس ساخرا من العملاق بوليفيموس، أخبره بأن أسمه الحقيقي هو أوديسيوس وبأنه خدعه، فضج بوليفيموس بالصراخ ومن شدة غضبه أقتلع صخرة كبيرة ورماها في عرض البحر نحو سفينة أوديسيوس، وقد كاد أن يحطم السفينة لولا أن يد القدر امتدت لتنجي اوديسيوس ورفاقه.
قصة أوديسيوس مع العملاق ذو العين الواحدة بوليفيموس نجد لها انعكاس وصدى واضح في رحلة السندباد البحري الثالثة، حيث أن السندباد ورفاقه نزلوا جزيرة مجهولة في عرض البحر واحتجزوا في قصر عملاق يأكل البشر، وقد هربوا بنفس الطريقة التي هرب بها أوديسيوس ورفاقه.
الأساطير الإغريقية تخبرنا أيضا عن ثلاثة آخرين من عمالقة السايكلوب، وهم الأشقاء برونتيس وستروبيس وارجيس، كانوا من أشقاء التيتان، وهم الآلهة الأوائل الذين حكموا العالم وكانوا من نسل ربة الأرض وإله السماء، لكن انقلابا قاده الإلهة الشباب بقيادة زيوس أزاح الآلهة الكبار وأرسلهم إلى سجن عميق بباطن الأرض. الأشقاء الثلاثة اصطفوا مع زيوس، وكانوا ماهرين جدا في الحدادة، فصنعوا له سلاحه الفتاك .. البرق.
ثلاث شقيقات يتانوبن عينا واحدة ..
هناك أسطورة أخرى عن ذوي العين الواحدة، وهي تتحدث عن الشقيقات غراييا، وهن ثلاث شقيقات ساحرات كن يتناوبن النظر بعين واحدة، كل واحدة منهن كانت تنتظر دورها لتأخذ العين وتنظر بها.
المصادر التاريخية القديمة تحدثت أيضا عن وجود أمم من ذوي العين الواحدة، قيل بأن قبيلة منهم كانت تعيش جنوب روسيا وتدعى اريماسبي (Arimaspi) ، وهي قبيلة سكيثية من المحاربين الأشداء وكانت في حرب مستمرة مع جيرانها. في الفلكلور الألماني هناك أيضا محاربي الهاغين المرعبين. وفي ايرلندا هناك العملاق بالور الذي يموت في الحال كل من يجرؤ على النظر إلى عينه الوحيدة."
وقطعا لا وجود لهؤلاء البشر ذوى العين الواحدة إلا أن يكون طفل ولد بعيب في النظر وهو يموت مبكرا عقب ولادته أو في طفولته والتفسير المحتمل هو ا، قيام شرار الخلق من الأغنياء بارتداء أقنعة لها هذا الشكل لعمل جرائمهم فهؤلاء لا يمكن استبعاد أى فعل منهم
وتحدث عن تراثنا وورود أمثال تلك الحكايات فيه فقال :
"المصادر العربية والإسلامية..
وردت العديد من الإشارات إلى وجود هذه الأمم الغريبة في كتب الرحالة والجغرافيين العرب والمسلمين. فلقد ذكر الشيخ الجغرافي العلامة العثماني محيي الدين أبن محمد الريس الذي تـ عام 962 هـ في خرائطه أن بأمريكا الجنوبية: ((أمم من الناس وجوههم في صدورهم وليس لهم رؤؤس وطول الواحد منهم سبع أشبار وبين عينيه مسافة شبر وهم غير مؤذون وأمم أخرى وجوههم وجوه الثعالب والكلاب)).
وقال العلامة زكريا القزويني في كتابه كتاب (عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات) في قسم - أمم غريبة الأشكال - قال منها - أمة (منسك) وهم في جهة المشرق لهم أذان مثل أذان الفيلة وكل أذن مثل كساء (وهم الذين طولهم وعرضهم سواء) -ومنها- أمة في جزائر البحر وجوههم مثل وجوه الكلاب وسائر بدنهم كبدن الناس يتقوتون بثمار الأشجار وأن وجدوا شيئا من الحيوانات أكلوه -ومنها- أمة لا رأس لأبدانهم وأفواههم وعيونهم على صدورهم)).
وذكر في كتاب (العظمة) لأبو الشيخ عبد الله بن محمد الأصبهاني، خبر عن هذه الأمم، حيث قال بإسناد طويل نقلا عن رجل من أهل رومية: (أتانا رجل في وجهه أثر خموش قد بقيت, فسألنا: ما هذا الذي بوجهك؟ فقال: خرجنا في مركب, فأذرتنا الريح إلى جزيرة, فلم نستطع نبرح, فأتانا قوم وجوههم وجوه الكلاب, وسائر خلقهم يشبه خلق الناس, فسبق إلينا رجل منهم, ووقف الآخرون عنا, فساقنا الرجل إلى منزله, فإذا دار واسعة وفيها قدر نحاس على أثافيها, وحولها جماجم وأذرع وسوق الناس! فأدخلنا بيتا فإذا فيه إنسان قد كان أصابه مثل ما أصابنا, فجعل يأتينا بالطعام والفواكه, فقال لي ذلك الإنسان: إنما يطعمكم هذا الطعام, فمن سمن منكم أكله! فانظر لنفسك, وكذلك فعل بأصحابي. قال: فكنت أقصر عن الأكل!

رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس