عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 03-01-2019, 11:08 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,909
إفتراضي

"ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون "المعنى ويوم يساق كارهوا الرب إلى جهنم فهم يقسمون حتى إذا ما وصلوها أقر عليهم سمعهم وعيونهم وأعضاءهم بما كانوا يكسبون،يبين الله لنبيه (ص)أن يوم يحشر أعداء الله إلى النار والمراد أن يوم يساق عصاة حكم الله إلى جهنم مصداق لقوله بسورة الزمر"وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا"فهم يوزعون أى يقسمون أفواجا ليدخل كل فوج من باب مصداق لقوله بسورة الحجر"وإن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب جزء مقسوم"حتى إذا ما جاءوها أى وصلوا لسور النار حدث التالى شهد عليهم بما كانوا يعملون أى اعترف عليهم بالذى كانوا يكسبون سمعهم و أبصارهم و جلودهم وهذا يعنى أن أعضاء السمع والبصر والإحساس تقر كل منها بما أمره صاحبه أن يعمله فى الدنيا وهذا يعنى وجود مسجلات فيها تسجل عملها حتى تقر به فى الآخرة والخطاب وما بعده للنبى.
"وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذى أنطق كل شىء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون "المعنى وقالوا لأعضاءهم لماذا اعترفتم علينا ؟قالوا أنطقنا الرب الذى أنطق كل مخلوق وهو أنشأكم أسبق مرة وإليه تعودون ،يبين الله لنبيه (ص)أن الكفار قالوا لجلودهم وهى أعضاء أجسامهم التى يغطيها الجلد وهى كل ما يعمل الخطايا :لم شهدتم علينا والمراد لماذا أقررتم بكفرنا ؟فأجابت الأعضاء :أنطقنا الله الذى أنطق كل شىء والمراد جعلنا نتحدث الذى جعل كل مخلوق يتحدث وهذا يعنى أن الله هو الذى أعطاهم القدرة على الكلام بالحق الذى علموه ،وهو خلقكم أول مرة والمراد وهو أنشأكم أسبق مرة فى الدنيا وإليه ترجعون والمراد وإلى عقاب الله تدخلون.
"وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون ذلكم ظنكم الذى ظننتم بربكم أرادكم فأصبحتم من الخاسرين "المعنى وما كنتم تتوقعون أن يقر عليكم سمعكم ولا عيونكم ولا أعضائكم ولكن اعتقدتم أن الرب لا يعرف كثيرا مما تصنعون ذلكم اعتقادكم الذى اعتقدتم بإلهكم أهلككم فأصبحتم من المعذبين ،يبين الله لنبيه (ص)أن الله يقول على لسان الملائكة للكفار :وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم والمراد وما كنتم تنتظرون أن يعترف بكفركم سمعكم وهو آذانكم ولا أبصاركم وهى عيونكم ولا جلودكم وهى بقية أعضائكم التى عملت الخطايا وهذا يعنى أنهم يظنون أن الأعضاء ملكهم وحدهم وأنها لا تعرف شىء عنهم ،ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون والمراد ولكن اعتقدتم أن الرب لا يعرف كثيرا من الذى تصنعون وهذا يعنى أنهم اعتقدوا أن الله لا يعلم الخفاء ومن ثم كانوا يعملون فى الخفاء الخطايا اعتقادا منهم بأنه لن يعرف بها ومن ثم لن يعاقبهم عليها ،ذلكم ظنكم والمراد هذا اعتقادكم الخاطىء الذى ظننتم بربكم الذى اعتقدتم فى إلهكم أرادكم أى أهلككم والمراد أدخلكم النار فأصبحتم من الخاسرين وهم المعذبين والخطاب وما بعده وما بعده للنبى(ص).
"فإن يصبروا فالنار مثوى لهم وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين "المعنى فإن يتحملوا فجهنم مقام لهم وإن يعتذروا فما هم من المقبولين ،يبين الله لنبيه (ص)أن الكفار إن يصبروا أى يتحملوا الألم فالنار مثوى أى مكان لإقامتهم وإن يستعتبوا والمراد وإن يعتذروا عن كفرهم فما هم من المعتبين والمراد فما هم من المقبولين عذرهم وهذا يعنى أن الإعتذار لا ينفعهم مصداق لقوله بسورة الروم"فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم ".
"وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم وحق عليهم القول فى أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين "وخلقنا فيهم شهوات فحسنوا لهم ما أمامهم وما وراءهم وصدق عليهم الحكم فى جماعات قد مضت من قبلهم من الجن والبشر إنهم كانوا معذبين ،يبين الله لنبيه (ص)أنه قيض للناس قرناء والمراد خلق لهم أصحاب سوء هم شهوات أنفسهم فزينوا لهم ما بين أيديهم والمراد فحسنوا لهم سيئاتهم فى الوقت الحاضر وما خلفهم وحسنوا لهم سيئاتهم فى المستقبل وهو بقية حياتهم فى الدنيا فحق عليهم القول والمراد فصدق فيهم حكم الله فى أمم وهى جماعات قد خلت من قبلهم والمراد قد مضت من قبل وجودهم من الجن والإنس وحكم الله هو أنهم كانوا خاسرين أى معذبين فى الدنيا والآخرة .
"وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون "المعنى وقال الذين كذبوا لا تطيعوا لهذا الحكم وحرفوا فيه لعلكم تنتصرون ،يبين الله لنبيه (ص)أن الذين كفروا أى كذبوا حكم الله قالوا لبعضهم :لا تسمعوا لهذا القرآن والمراد لا تتبعوا حكم هذا الوحى والغوا فيه والمراد وغيروا فيه أى حرفوه لعلكم تغلبون أى لعلكم تنتصرون على المسلمين والخطاب وما بعده وما بعده للنبى(ص).
"فلنذيقن الذين كفروا عذابا شديدا ولنجزينهم أسوأ الذى كانوا يعملون "المعنى فلندخلن الذين كذبوا عقابا مهينا أى لنسكننهم عقاب الذى كانوا يفعلون ،يبين الله لنبيه (ص)أنه يذيق الذين كفروا عذابا شديدا والمراد أنه يدخل الذين كذبوا بحكم الله عقابا أليما مصداق لقوله بسورة النساء"عذابا أليما"وفسر هذا بأنه يجزيهم أسوأ الذى كانوا يعملون والمراد يدخلهم عقاب الذى كانوا يصنعون فى الدنيا .
"ذلك جزاء أعداء الله النار لهم فيها دار الخلد جزاء بما كانوا يجحدون "المعنى ذلك عقاب عصاة حكم الله جهنم لهم فيها دوام العذاب عقاب بما كانوا يكفرون،يبين الله لنبيه (ص)أن النار وهى جهنم هى جزاء أعداء الله والمراد هى عقاب عصاة دين الله لهم فيها دار الخلد والمراد لهم فيها دوام الألم وهذا جزاء أى عقاب سببه ما كانوا يجحدون أى يكفرون أى يكذبون بأحكام الله .
"وقال الذين كفروا ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين "المعنى وقال الذين كذبوا إلهنا أشهدنا الذين أبعدانا من الجن والإنس نضعهما أسفل أرجلنا ليصبحا من الأذلين ،يبين الله لنبيه (ص)أن الذين كفروا أى كذبوا الحق قالوا فى النار لله :ربنا أى خالقنا :أرنا الذين أضلانا والمراد عرفنا الذين أبعدانا عن الحق من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا والمراد نضعهما أسفل أرجلنا ليكونا من الأسفلين والمراد ليصبحا من الأذلين ،وهذا يعنى أنهم يريدون تعذيب المضلين لهما بأنفسهم عن طريق دهسهما بالأرجل وهم لا يعلمون أنهم من أضلوا أنفسهم وليس الأخرين والخطاب وما بعده للنبى(ص) .
"إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التى كنتم توعدون "المعنى إن الذين قالوا إلهنا الله ثم أطاعوا توحى لهم الملائكة ألا تخشوا أى لا تغتموا وافرحوا بالحديقة التى كنتم تخبرون ،يبين الله لنبيه (ص)أن الذين قالوا ربنا الله أى إلهنا الله وحده ثم استقاموا أى أطاعوا حكم الله وحده ،يحدث لهم التالى عند الموت تتنزل عليهم الملائكة أى تستقبلهم الملائكة فى البرزخ فتقول لهم :ألا تخافوا أى لا تحزنوا أى لا تخشوا أذى وأبشروا بالجنة التى كنتم توعدون والمراد وتمتعوا بالحديقة التى كنتم تخبرون فى الدنيا على لسان الرسل (ص) والخطاب منه للمؤمنين.
"نحن أولياؤكم فى الحياة الدنيا وفى الآخرة ولكم فيها ما تشتهى أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم "المعنى نحن أنصاركم فى المعيشة الأولى وفى القيامة ولكم فيها ما تحب أنفسكم أى لكم فيها ما تطلبون عطاء من نافع مفيد،يبين الله لنبيه (ص)أن الملائكة تقول للمسلمين عند الموت:نحن أولياؤكم فى الحياة الدنيا والمراد نحن أنصاركم فى المعيشة الأولى وفى الآخرة وهى الجنة ولكم فيها ما تشتهى أنفسكم وفسروها بأن لهم فيها ما يدعون والمراد ولكم فيها ما ترغب أنفسكم أى ما تطلبون نزلا أى ثوابا من غفور رحيم أى نافع مفيد مصداق لقوله بسورة آل عمران"ثوابا من عند الله "والخطاب من النبى(ص)للمؤمنين كسابقه.
"ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إننى من المسلمين "المعنى ومن أفضل حديثا من الذى نادى إلى الرب وفعل حسنا وقال إننى من المطيعين لله ،يبين الله لنبيه (ص) أن الأحسن قولا والمراد أن الأفضل دينا مصداق لقوله بسورة النساء"ومن أحسن دينا"ممن دعا إلى الله والمراد من الذى نادى إلى طاعة الله وعمل صالحا أى وفعل حسنا وقال إننى من المسلمين وهم المطيعين لحكم الله والخطاب وما بعده للنبى(ص) .
"ولا تستوى الحسنة ولا السيئة ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم "المعنى ولا تتساوى النافعة ولا الضارة اعمل التى هى أفضل فإذا الذى بينك وبينه كراهية كأنه ناصر مؤيد ،يبين الله لنبيه (ص)أن الحسنة لا تستوى مع السيئة والمراد أن العمل الصالح لا يتساوى فى الأجر بالعمل الفاسد السيىء ويطلب الله منه أن يدفع بالتى هى أحسن والمراد أن يتعامل بالتى أفضل مع العدو ويبين له النتيجة وهى أن الذى بينه وبينه عداوة أى كراهية يصبح كأنه ولى حميم أى صديق مخلص وهو هنا يبين له أن المعاملة الحسنة فى مقابل إساءة الغير تجعله يغير رأيه فيه فينقلب من عدو لمحب ناصر له .
"وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم" والمعنى وما يدخلها إلا الذين أطاعوا أى ما يسكنها إلا صاحب طاعة مستمرة ،يبين الله لنبيه (ص)أن الجنة ما يلقاها إلا الذين صبروا والمراد ما يسكنها سوى الذين اتبعوا حكم الله وفسر هذا بأنه لا يلقاها إلا ذو حظ عظيم والمراد لا يدخلها إلا صاحب اتباع دائم لحكم الله .
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس