عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 14-01-2019, 10:01 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,950
إفتراضي تفسير سورة الروم

سورة الروم
سميت بهذا الاسم لذكر الروم فيها فى قوله"ألم غلبت الروم".
"بسم الله الرحمن الرحيم ألم غلبت الروم فى أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون فى بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون "المعنى بحكم الرب النافع المفيد آيات صادقة انتصرت الروم فى أقرب البلاد وهم من بعد انتصارهم سيهزمون فى عدة سنوات لله الحكم من قبل ومن بعد ويومئذ يسر المصدقون بتأييد الرب يؤيد من يريد وهو القوى النافع قول الله لا ينقض الرب قوله ولكن معظم الخلق لا يصدقون،يبين الله أن الله الرحمن الرحيم وهو الرب النافع المفيد باسمه وهو بحكمه ألم أى آيات صادقة تتحقق فى المستقبل وهى غلبت الروم فى أدنى الأرض والمراد انتصرت الروم وهى جماعة كافرة على المسلمين فى أقرب البلاد وهى حدود الدولتين وهم من بعد غلبهم سيغلبون فى بضع سنين والمراد والروم من بعد انتصارهم على المسلمين سيهزمون من المسلمين خلال عدة سنوات وهو ما حدث بعد ذلك ويبين الله أن الأمر وهو الحكم لله من قبل نزول الآيات ومن بعد نزولها مصداق لقوله بسورة الأنعام"ألا له الحكم"وفى يوم انتصار المؤمنين يفرح المؤمنون بنصر الله والمراد يسر المصدقون بحكم الله بتأييد الله لهم وهو ينصر من يشاء أى "يعز من يشاء"كما قال بسورة آل عمران والمراد يؤيد من يريد من الخلق وهو العزيز أى الناصر الرحيم أى النافع لمن يريد وهذا وعد الله والمراد قول من الرب سيتحقق فى المستقبل والله لا يخلف وعده والمراد والرب لا ينكث بعهده وهو قوله مصداق لقوله بسورة البقرة "لن يخلف الله عهده "ويبين لنا أن أكثر الناس لا يعلمون والمراد أن أغلب الخلق لا يؤمنون أى لا يصدقون قول الله مصداق لقوله بسورة هود"ولكن أكثر الناس لا يؤمنون"والخطاب للنبى(ص)
"يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة غافلون"المعنى يعرفون علما بالمعيشة الأولى وهم عن العمل للقيامة ساهون،يبين الله أن الكفار يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا والمراد يعرفون علما عن المعيشة الأولى والمراد يعرفون كيف يتمتعون بمتاع الحياة الدنيا من خلال دراستهم الدنيوية لها وهذا يعنى حبهم لها وهم عن الآخرة غافلون والمراد وهم عن العمل للقيامة ساهون وهذا يعنى أنهم لا يعملون لمستقبلهم الأخروى فهم "يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة "كما قال بسورة إبراهيم والخطاب للنبى (ص)
"أو لم يتفكروا فى أنفسهم ما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى وإن كثيرا من الناس بلقاء ربهم كافرون "المعنى هل لم ينظروا بعقولهم ما أنشأ الرب السموات والأرض والذى وسطهما إلا للعدل وموعد محدد وإن كثيرا من الخلق بجزاء خالقهم مكذبون ،يسأل الله أو لم يتفكروا فى أنفسهم والمراد هل لم يعلموا بعقولهم أن الله ما خلق أى أنشأ أى"فطر السموات والأرض"كما قال بسورة الأنعام وما بينهما وهو الجو الذى وسطهما إلا بالحق والمراد إلا للعدل وأجل مسمى أى موعد محدد؟والغرض من السؤال هو إخبارنا أن الكفار علموا بعقولهم أن الكون خلق لتحقيق العدالة فيه وأن له موعد يهلك فيه ليأتى الحساب بعده ،ويبين أن كثيرا من الناس بلقاء ربهم وهو حساب إلههم وهو الآخرة كافرون أى مكذبون مصداق لقوله بسورة يوسف"وهم بالآخرة هم كافرون "والخطاب للنبى(ص)
"أو لم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها وجاءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون"المعنى هل لم يمشوا فى البلاد فيعرفوا كيف كان جزاء الذين سبقوهم كانوا أعظم منهم بطشا وشيدوا البلاد وبنوها أكبر مما بنوها وأتتهم مبعوثيهم بالآيات فما كان الرب ليبخسهم حقا ولكن كانوا ذواتهم يهلكون ،يسأل الله أو لم يسيروا فى الأرض والمراد هل لم يسافروا فى البلاد فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم أى فيعلموا كيف كان جزاء أى عذاب الذين سبقوهم فى الحياة من الكافرين كانوا أشد منهم قوة أى أعظم منهم بأسا أى بطشا مصداق لقوله بسورة ق "أشد منهم بطشا"وأثاروا الأرض أى وبنوا البلاد وهذا يعنى أنهم شيدوا القصور وفسر الله هذا بأنهم عمروها أكثر مما عمروها والمراد وبنوا فى البلاد أكثر مما بنى الكفار فى عهد الرسول(ص)وجاءتهم رسلهم بالبينات والمراد فأتتهم أنبياؤهم بالآيات وهى آيات الوحى والإعجاز فكفروا فما كان الله وهو الرب ليظلمهم أى ليبخسهم أى لينقصهم حقا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون أى يهلكون مصداق لقوله بسورة الأنعام"وإن يهلكون إلا أنفسهم "،والغرض من السؤال هو إخبارنا أن الكفار علموا بعقاب الله للأمم السابقة الذين كانوا أقوى منهم وبنوا ما لم يبنوه وعلموا أن الكفار هم الذين أصابوا أنفسهم بالظلم وهو العقاب بسبب ظلمهم وهو كفرهم بحكم الله .
"ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأى أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزءون "المعنى وكان جزاء الذين ظلموا العذاب لأنهم كفروا بأحكام الرب أى كانوا بها يكفرون ،يبين الله أن عاقبة وهى جزاء الذين أساءوا وهم الذين فعلوا السيئات وهى الذنوب السوأى وهى الهلاك أى العذاب أى الخسارة مصداق لقوله بسورة الطلاق"وكان عاقبة أمرها خسرا"والسبب أن كذبوا بآيات الله والمراد أن كفروا بأحكام الرب مصداق لقوله بسورة الزمر"والذين كفروا بآيات الله"وفسر هذا بأنهم كانوا بها يستهزئون أى يسخرون منها أى يكفرون بها والخطاب وما قبله للنبى(ص)
"الله يبدؤا الخلق ثم يعيده ثم إليه ترجعون"المعنى الله يخلق المخلوق ثم يحييه ثم إليه تحشرون،يبين الله للناس أن الله يبدأ الخلق أى يبدع المخلوق أول مرة وبعد موته يعيده أى يحييه مرة ثانية ثم يموت ثم إليه يرجعون أى "وإليه تقلبون "كما قال بسورة العنكبوت والمراد يعود حيا مرة ثالثة إلى جزاء الله والخطاب للناس
"ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون ولم يكن لهم من شركاءهم شفعاء وكانوا بشركاءهم كافرين"المعنى ويوم تحدث القيامة يعذب الكافرون ولم يكن لهم من آلهتهم ناصرين وكانوا بآلهتهم مكذبين ،يبين الله أن يوم تقوم الساعة والمراد يوم تقع القيامة يبلس المجرمون أى يخسر المبطلون مصداق لقوله بسورة الجاثية "ويوم تقوم الساعة يخسر المبطلون "وهذا يعنى أنهم يعذبون ولم يكن لهم من شركاءهم شفعاء والمراد ولم يكن لهم من آلهتهم المزعومة ناصرين ينقذونهم من العذاب وكانوا بشركاءهم كافرين والمراد وكانوا بآلهتهم مكذبين وهذا يعنى أن الكفار ينفون عبادتهم للشركاء مصداق لقولهم بسورة الأنعام "والله ربنا ما كنا مشركين"والخطاب وما بعده للنبى(ص)
"ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم فى روضة يحبرون وأما الذين كفروا و كذبوا بآياتنا ولقاىء الآخرة فأولئك فى العذاب محضرون"المعنى ويوم تحدث القيامة يومذاك يتوزعون فأما الذين صدقوا بحكم الله وفعلوا الحسنات فهم فى جنة يتمتعون وأما الذين جحدوا أى كذبوا بأحكامنا وجزاء القيامة فأولئك فى النار معذبون ،يبين الله أن يوم تقوم الساعة وهو يوم تقع القيامة يومئذ يتفرقون والمراد يومذاك ينقسم الناس لفريقين فأما الذين آمنوا أى صدقوا وحى الله وعملوا الصالحات أى وفعلوا الحسنات فهم فى روضة يحبرون أى فهم فى جنة يسعدون أى يتمتعون مصداق لقوله بسورة هود"وأما الذين سعدوا ففى الجنة "وأما الذين كفروا أى كذبوا أى جحدوا آيات وهى أحكام الله مصداق لقوله بسورة فصلت"وكانوا بآياتنا يجحدون"ولقاء الآخرة وهو جزاء القيامة فأولئك فى العذاب محضرون والمراد فى النار مبلسون أى معذبون مصداق لقوله بسورة الزخرف"وهم فيه مبلسون".
"فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد فى السموات والأرض وعشيا وحين تظهرون "المعنى فالطاعة للرب وقت تظلمون ووقت تظهرون وله الحكم فى السموات والأرض وليلا ووقت تصبحون،يبين الله أن سبحان والمراد التسبيح وهو طاعة حكم الله يكون حين تمسون وفسره بأنه عشيا والمراد وقت تظلمون أى ليلا وحين تصبحون وفسره بأنه حين تظهرون أى وقت النهار وهى وقت تنارون بنور الشمس وهذا يعنى وجوب طاعته ليلا ونهارا وله الحمد وهو الطاعة لأمره فى السموات والأرض مصداق لقوله بنفس السورة "لله الأمر من قبل ومن بعد".
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس