عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 30-05-2010, 04:10 PM   #1
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي هذه هي الحريّة ، فحيُّوا الأتراك ، وقافلة الحريـة

هذه هي الحريّة ، فحيُّوا الأتراك ، وقافلة الحريـة



( عمـل المبضع في بدنـي ، أهون علي من أنْ أرى فلسطين بُتـرتْ من دولة الخـلافة ، وإنّكم لو دفعتم مـلء الدنيا ذهبـا فلن أقبل ، إنّ أرض فلسطين ليست ملكى ، إنمّـا هي ملك الأمة الإسلامية ، و ما حصل عليه المسلمون بدمائهـم لا يمكن أن يباع ، و ربما إذا تفتـّت إمبراطوريتـى يومـا ، يمكنكم أن تحصلوا على فلسطين دون مقابل) السلطان عبدالحميد بن عبدالمجيـد ، السلطان الرابع والثلاثون من سلاطين الخلافة العثمانية ، أمام هرتـزل والحاخات اليهود بعد أن أغروه بالمال ليعطيهم فلسطين.

لله درُّ الأتـراك ، وما عـزَّوا بـه هذا الديـن ، فما زال الله تعالى يستعملهـم في عـزّ أمة الإسلام ، حتـى يومـنا هـذا ،
،
اليوم تتجه قافلة الحرية إلى غزة لفك الحصار عنها ، ولعمري ، هذه هي الحريـة ، وليست حرية الإختلاط ، والدعارة ، واللخانـة التي يدعو إليها صبيان السفارات الأمريكية في بلادنـا ، فأين حريتهم التي يزعمـون من قافلة الحرية ؟! ومابالهـم صامـتون ؟! أعليهـم شعار الخزي ، أم شنـار المهانـة ، والعار ؟!
،

ولكـن .. دعونـا الآن من هذه الشرذمة التي حـقّ لها أن توصـف بما وصف الله تعالى ( يفسدون في الأرض ولايصلـحون ) ، وتعالوا لنعطـر المقام بمآثر الترك عندما كانوا خلفاء الإسلام ،
،
ولعـلّ من عجائـب التاريـخ ، ومالايعرفه أكثـر الناس ، أنَّ أول عملية إستشهادية بالتفجيـر في الإسلام ، قـد نال شرفـَها قائـدٌ عسكري تركـي من عظماء الجهاد الإسلامي ، يوما ما فـي ذلك المكـان ، هنـاك حـول جزيرة قبرص التي تنطـلق منها اليـوم قافـلة الحريـّة الذي تتجـّه إلى غـزّة

وتعالوا بنـا لنرجع بمخيّلـتنا إلى مشهد من تاريخنـا المجيـد فـي ظـلّ الخلافـة العثمانيـة ،

فنحـن الآن كأنـّنا نشاهـد معركة بحرية في البحر المتوسـط يخوضها الأسطـول الإسلامي :

( قتـل والي البندقية في كورفو " أندريه لورينادو " الأسرى العثمانيين ومثَّـل بجثثهم ،فقاد السلطان أبا يزيد الثاني حملة همايونية ضد البندقية واليونان سنة 905 هـ، 1399م ، وحاصرت البحرية العثمانية جزيرة قبرص ، وأسـرت والي كورفو ، أندريه لورينادو ،وقاصصته على ما فعل بالأسرى العثمانيين ،

وفي نفس الوقت اصطدم قسمٌ من الأسطول العثماني بقيادة كمال رئيس ، بالأسطول البندقي بقيادة الأميرال أنطونيو كريمالدي ، وذلك على مسافة قريبة من جزيرة سابينيزا إلى الغرب من رأس مـورا الجنوبي الغربي ، واشتركت في المعركة 400 سفينة من الطرفين ، ولما أحاطت سفن البندقية بسفينة قائـد جناح الميمنة ( بُراق رئيس ) وحاولت أَسْرَه فجَّــر مُستودع البارود الذي كان في سفينته ، فاستشهد هـو ، ومـن معـه فـي السفينة ، ولكنه دمَّـر وأغرق القسم الأكبر من سفن أسطول البندقية المحيطة بسفينته ، وقُتـل الأدميـرالان البندقيـّان : أرمينيو ؛ ولوريدانو ، وتشتـَّت الأسطول البندقـي فغـرق مـن غرق ، وهرب مَن نَجـا في 28 / 7 / 1499م ، وأطلق الأتـراك على جزيرة سبينيـزا اسم : جزيرة براق رئيس ، وحاصر العثمانيون لابانتو مدة شهر ونيّف ، ثم فتحوها فـي 30/8/1499م ، فالتف البنادقة علـى جزيرة كفالونيـا ، وحاولوا أخذ " بريفيزا " لكن الأسطول العثماني لاحقهم وشتتهم ،

وقاد السلطان أبا يزيـد الثانـي حملة من أدرنة في نيسان سنة 906هـ / 1500م، وجاء مع الأسطول العثمانـي إلـى قلعة مودون البندقية في جنوب يالْمـورا فاستسلمت قلاع " نافارين ، وفنـار ، وميلونا ، ومودون ، وكورون "،

وبذلك تَمّت تصفية قواعد البندقية في المـورا ، فأرسلت فرنسا لنجدة البندقية حملةً بحرية بقيادة الأدميرال ريفنستين تضم عشرة آلاف بحـار ، فحاصروا قلعة ميدللي مدة نصف سنة 1501م ، ثم هرب الأسطول الفرنسي عندما هاجمه الأسطول العثماني ، وغرقت السفن الفرنسية قرب جزيرة ( جيرغيو: جوها ) الواقعة جنوب غرب المورا ، ونجا من الفرنسيين الهاربيـن عدد محدود للغاية ، ثم أخذ العثمانيون قلعـــة ( دراج: دراتش ) ، آخر قلعة للبنادقة في ألبانيا، وذلكفي 13-8- 1502م ) ..

وكانت هذه الحملة العثمانية على دولٍ صليبية أوربيـّة ، بعد حملة سبقتها في محاولة لإغاثة مسلمي الأندلس وتخفيف الضغط عليهم من الصليبين ، وفي هذا المشهد التاريخي المليء بالأحزان ، أعني سقوط الأندلس ، يروي لنا التاريخ ، الأبيات التي ألقاها الشاعر أبو البقاء أمـام السلطان العثمانـي المجاهد بايزيـد بن محمد الفاتــح رحمهما الله ، إذْ قـال فيهــا :

سلام عليكم من عبيد أصابهم ** مصاب عظيم يالها من مصيبة

ثم وصف الحصار الذي يعانون فيه الجوع ، والبـؤس :

وشدَّوا علينا الحصار بقوّةٍ ** شهورا وأياما بجـدّ وعزمة
فلما تفانت خيلنا ورجالنا ** ولم نر من إخواننا من إغاثة
وقلت لنا الأقوات واشتـدَّ حالنا ..

ويقول فيها أيضـا :

فلو أبصرت عيناك ما صار حالنا ** إليه لجادت بالدمـوع الغزيـرة
فياولينا يا بؤس ما قد أصابنا ** من الضرّ والبــلوى وثوب المذلـّة

إلى آخر الأبـيات .. مـمّا يذكرنا بحـال غـزة اليوم !

غير أنـّه وبسبـب بُعد المسافة بين عاصمة الخلافة الإسلامية في أسطانبول ، والأندلس ، وكون الطريق الطويـل مليئـاً بالدول الصليبية المعاديـة ، سقطت غرناطة قبل أن تستطيع الجيوش الإسلامية إغاثة المسلمين ، لكن نجحت دولة الخلافة في تسييـر أسطـولا بحريـا لمساعدة مئات الآلاف من مسلمي الأندلس من النجاة من وحشية الصليبيين التي لاتوصـف .

وهاهـو التاريـخ يُعـاد ، فيحاصر ساسةُ الغرب متحالفين مع الصهاينة مسلمي غـزة ، فيتداعي التـرك الأمـاجـد إلى نجـدتهم ، بإطـلاق أسطول الحريـة من اسطنبـول ، لإغاثة أهـل غـزة .

ومعلوم أنـّه لولا تبنـّي الأتـراك لهذا المشروع لفك حصار غزة ، وتحريكهم الشرفاء من المسلمين ، وغير المسلمين ، ودعمهـم لخـط المقاومة في غـزّة ، لما تحقق هذا الإنجاز الإستراتيجي في فكّ الحصار عنهـا.
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس