14-الملحمة
كفى أنَّ وَجْهىَ مازال بينَ المدنْ
يشكل وَجْهاً لهذا الزَمَنْ
كفى أن أيدى الجناة ارتضَتْ …
أن تهونَ وأن تمتَهَنْ
وها هو وَجْهى لمْ يستكنْ
ومازلتُ حدَّ الحسامِ الأمينِ …
ومازلتُ وهْجاً يزلزل هذا الوهنْ
وَجْهى المستباحْ
طالعُ كالصباجْ
مشرقٌ كالضحى
مُفعمٌ بالجراحْ
والدماء التى اساقطتْ …
أرَّخَتْ مِنْ جديدٍ … وأهدت لمنْ
يرتمى فى المدى وردةَّ من دِماىْ
وردةٌ مِنْ فؤاددىَ …
- هذا الذى صارَ فيكم مِداداً وسيفاً - …
وأنشودةً من جواىْ
وَجْهى المستباحْ
والأكف الخؤونة … ما أَشهرتْ سَيفها
أشْهَرَتْ زيفِها
فى الذرى والبطاحْ
الأكف الخؤونة ما أشهرتْ سيفها
كى تعيدَ إلى القدسِ معنى الكفاحْ
وَجْهى المستباحْ
واالملايين – هذى التى أقعدتها الخياناتُ …
عن مجدها- …
ماتَ فيه البَواحْ
* * *
- من أنا ؟
= إننى طارقٌ حين أوحى إلى البحر …
أن القناديل طالعةٌ والصواعق
إننى خالدٌ حين أوحى إلى الدهر …
أن البعير – وإن طال عيش المهانةِ – نافقْ
- من أنا ؟
= كنت يوماً تجول خيولى فى قرطبةْ
كنت يوماً أجوبُ المدائنَ …
أغرس فيها الظُبى الغاضِبًةْ
- من أنا ؟
= كنت يوماً أشد الصفوفَ …
وأزجى البيارقْ
كنت أشعل فى الغاصبين الحرائِقْ
كنت أمضى إلى الله وجهى …
إلى الله عزمى …
وفى الروح أنشودَةٌ لا تفارقْ
- من أنا ؟
= إننى جذوةٌ تحتوى ذا المدى
من أقاصى المشارقِ
طالعُ كالنهارِ …
وإن كان وجهى رفيق المشانِقْ
مفعمٌ بالأناشيدِ …
تلك التى ما ارتضَتْ أن تنافِقْ
قاطع كالسيوف = الحقيقةِ …
أهوى المنونَ = الحياةََ …
وأرفض ذلَّ الدقائِقْ
فى فؤادى تعدو الخيولُ …
وتهوى المطارِقْ
فى جبينىَ … كوكبةٌ من فوارسَ …
تعدو إلى الشرقِ …
تعدو إلى الغربِ …
تفتح كل المغالقْ
- من أنا ؟
= إننى … واضحٌ كالحقائِقَ
* * *
كنت أشعل فى الغاصبين الحرائِقْ
كنت أمضى إلى الله وجهى …
إلى الله عزمى …
وفى الروح أنشودَةٌ لا تفارقْ
- من أنا ؟
= إننى جذوةُ تحتوى ذا المدى
من أقاصى المغاربِ …
حتى أقاصى المشارقِ
طالعُ كالنهارِ …
وإن كان وجهى رفيق المشانِقْ
مفعمٌ بالأناشيدِ …
تلك التى ما ارتضتْ أن تنافِقْ
قاطع كالسيوف = الحقيقةِ …
أهوى المنونَ = الحياةَ …
وأرفض ذلَّ الدقائِق
فى فؤادى تعدو الخيولُ … وتهوى المطارِقْ
فى جبينىَ … كوكبةٌ من فوارسَ …
تعدو إلى الشرقِ … تعدو إلى الغربِ …
تفتح إلى المغالقْ
- من أنا ؟
= إننى … واضِحٌ كالحقائِقْ
* * *
بعت نفسى إلى اللهِ …
ما بعتها للملكْ
بعت نفسى إلى اللهِ … ما خُنْتُها …
والخياناتُ عَهْدٌ وصَكْ
والقميصُ الذى قُدَّ من دُبرٍ …
شاهِدٌ ما أفَكْ
والدرك ؟
من أباحَ الدرك ؟
من أعاد الفتوحاتِ … فَتْحاً
لهذى السجونِ … ؟
ومن عَلَّم الأرضَ أن تُنْتَهكْ ؟
واقفٌ فى الحلكْ
والضياء الذى فى الفؤادِ …
يُزُمْجِرُ يقتلع العتمةَ الجاثِمةْ
والصهيل الذى تسمعونْ
اشتياقٌ إلى لحظةٍ قادِمهْ
والدماءُ التى تبصرونْ
لم تكنْ مأتمهْ
إنها الملحمَةْ …
إنها الملحمَهْ
إنها الملحمَهْ .