خذي وقتي
يا أيتها المتمردةُ على بقايا عمري
خذي وقتي
يا أيتها الخارجة من دائرةِ حواسي
المتواجدة عند هامش لغتي
خذي وقتي
فقد اقتنعْتُ بقدري
وأصبحتُ أواسي وجعي وأسامرُ كأسي
قد أسرفتُ في شُربِ نخبي *** لم يَعُد ذاك الجُرحُ يُؤْلِمُني
ارتسم وشماً على خدي
خُذي وقتي
خّذي مني كُلَّ الذكرى
تراقصي في فضاء الحُب
تَوَاجَديِ في دائرة الضوء
خُذي وقتي
فلم تبقى سوى حكاياتٍ تائهة
مات الحُبُ في أعماقي
صار الهوى كساداً *** أضحى العِشقُ مِيعاداً
وغدا الحبُ أعياداً *** أمسى البوحُ جماداً
خُذي وقتي
أنظُرِ إلى ذاك المدى
إلى استدارةِ القمر إلى دروب الفجر
إلى شبحِ العُمر
خُذي وقتي
اقتربي مني أو ابتعدي
تعالي أو امضي
تخضبي بالألوانِ أو ارتدي الخمار
تهندمِ بالجلباب أو الإحرام
تجولي في الأسواقِ أو حتى في دور القمار
خذي وقتي
أعتَمِرِ ، حجِّي ، صلي ، صومي ، ابتسمي ، ابكي
وفي زوايا العمرِ اعتكفي
فذاك لا أدركُهُ ولا يدرِكُني
خذي وقتي
خذي وقتي ودعيني لفنجاني
بين أقلامي أوراقي
فهي كنزي وممتلكاتي
دعيني بالقرب من ظلال المواقِد
دعيني انهلُ من تلك الروافد
دعيني أبكي حُلُمي الراقد
خذي وقتي
ارحلي مع أول الغسقِ أو مع نجمة الصباح
لا تتركِ عنواناً !! فالسرُ صار مُباح
ولم يَعُد يهمُني التأم الجراح
خذي وقتي
لا تذكُريني واذكري القلب اللعوب
لا تذكري ما كان فيَّ من عيوب
اذكريني عند الشروق وعند الغروب
عندها سيُرقِصُ مُهجتي الأمل الطروب
خذي وقتي
واتركيني فقد مللتُ رفقة القلبِ الكذوب
قد قررتُ الاعتكاف فربما تُرفعُ الذنوب
اتركيني هنا أتمسحُ بتراب بلدي الطيوب
خُذي وقتي
***
من كتابي الجديد ( شكوى الحادثات )
أولى مشاركاتي
أرجوا أن تنال رضاكم
وأرجوا أن تمدوني برأيكم ونقدكم