عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 02-01-2019, 11:32 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,950
إفتراضي

"الله الذى أنزل الكتاب بالحق والميزان وما يدريك لعل الساعة قريب يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق ألا إن الذين يمارون فى الساعة لفى ضلال بعيد "المعنى الرب الذى أوحى الوحى بالعدل أى القسط والذى يعلمك إن القيامة واقعة يطالب بها الذين لا يصدقون بها والذين صدقوا بها خائفون منها ويعرفون أنها الصدق ألا إن الذين يكذبون بالقيامة لفى عذاب مستمر ،يبين الله لنبيه (ص)أن الله هو الذى أنزل الكتاب والمراد هو الذى أوحى الذكر مصداق لقوله بسورة النحل"وأنزلنا إليك الذكر"بالحق وفسره بأنه الميزان وهو العدل وهو حكم الله بين الناس مصداق لقوله بسورة النساء"إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس"ويبين له أن الله ما يدريه لعل الساعة قريب والمراد الذى يعرفه أن القيامة واقعة فى المستقبل ويستعجل بها والمراد ويطالب بوقوعها الذين لا يؤمنون بها وهم الذين لا يصدقون بوقوعها والذين آمنوا مشفقون والمراد والذين صدقوا بوقوعها خائفون من عذابها مصداق لقوله بسورة المعارج"والذين هم من عذاب ربهم مشفقون"والمؤمنون يعلمون أنها الحق أى يعرفون أنها الصدق المتحقق مستقبلا والذين يمارون فى الساعة وهم الذين يكذبون بالآخرة فى ضلال بعيد أى فى عذاب مستمر مصداق لقوله بسورة سبأ"بل الذين لا يؤمنون بالآخرة فى العذاب والضلال البعيد".
"الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوى العزيز "المعنى الرب رحيم بخلقه يعطى من يريد وهو المتين الغالب ،يبين الله لنبيه (ص)أن الله لطيف بعباده والمراد إن الرب نافع لخلقه يرزق من يشاء والمراد ينفع من يريد كثيرا أو قليلا وهو القوى العزيز أى المتين المنتصر لأمره والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"من كان يريد حرث الآخرة نزد له فى حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له فى الآخرة من نصيب "المعنى من كان يطلب جنة القيامة نعطى له جنته ومن كان يطلب متاع الأولى نعطه منها وما له فى القيامة من متاع ،يبين الله لنبيه (ص)أن من كان يريد حرث الآخرة والمراد أن من كان يرجو أى يعمل لدخول جنة القيامة نزد له فى حرثه والمراد نعطى له مقامه فى جنته وأما من كان يريد حرث الدنيا والمراد وأما من كان يطلب متاع الأولى وهى العاجلة نؤته منها أى نعجل له أى نعطه من متاعها مصداق لقوله بسورة الإسراء"من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها "وما له فى الآخرة من نصيب والمراد وليس له فى الجنة من خلاق أى مقام مصداق لقوله بسورة البقرة"وما له فى الآخرة من خلاق".
"أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ولولا كلمة الفصل لقضى بينهم وإن الظالمين لهم عذاب أليم "المعنى هل لهم آلهة وضعوا لهم من الحكم الذى لم يسمح به الرب ولولا حكم القضاء بينهم مستقبلا لحكم بينهم الآن وإن الكافرين لهم عقاب شديد، يسأل الله أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله والمراد هل لهم أرباب اخترعوا لهم من الأحكام الذى لم يحكم به الرب ؟والغرض من السؤال هو إخبارنا أن الكفار ليس لهم شركاء شرعوا لهم الدين الذى يدعون أنهم عليه وإنما هم الذين اخترعوا أى سموا الدين من عند أنفسهم وهو ما لم يبيحه الله مصداق لقوله بسورة يوسف "إن هى إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان "،ويبين الله له أن لولا كلمة الفصل وهى حكم القضاء بين الناس فى القيامة لحدث التالى لقضى بينهم أى لفصل بينهم فى الدنيا ويبين له أن الظالمين وهم الكافرين بحكم الله لهم عذاب أليم والمراد لهم عقاب شديد مصداق لقوله بسورة فاطر"الذين كفروا لهم عذاب شديد"والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم والذين آمنوا وعملوا الصالحات فى روضات الجنات لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير "المعنى تشاهد الكافرين خائفين بسبب ما عملوا وهو مؤذى لهم والذين صدقوا وفعلوا الحسنات فى متاعات الحدائق لهم ما يريدون لدى إلههم ذلك هو الفوز العظيم ،يبين الله لنبيه (ص)أنه يرى الظالمين والمراد يشاهد يوم القيامة المجرمين مصداق لقوله بسورة الكهف"وترى المجرمين"مشفقين مما كسبوا والمراد خائفين من عقاب ما صنعوا فى الدنيا وهو واقع بهم والمراد وهو نازل بهم أى مصيب إياهم وأما الذين آمنوا أى صدقوا الوحى وعملوا الصالحات أى وفعلوا الحسنات فى روضات الجنات وهى متاعات الحدائق يتمتعون لهم ما يشاءون عند ربهم والمراد لهم ما يشتهون فى جنة خالقهم مصداق لقوله بسورة فصلت"ولكم فيها ما تشتهى أنفسكم "ذلك هو الفضل الكبير أى الفوز العظيم مصداق لقوله بسورة البروج"ذلك الفوز الكبير".
"ذلك الذى يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة فى القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور "المعنى ذلك الذى يخبر الله خلقه الذين صدقوا وفعلوا الحسنات قل لا أطالبكم عليه نفعا إلا الرغبة فى الجنة ومن يعمل صالحا نعطى له صالحا إن الرب عفو حميد ،يبين الله لنبيه (ص)أن ذلك وهو الجنات هو الذى يبشر الله عباده والمراد هو الذى يعد الله خلقه الذين آمنوا أى صدقوا بحكم الله وعملوا الصالحات أى وفعلوا الحسنات فى القيامة،ويطلب منه أن يقول لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة من القربى والمراد لا أطالبكم عليه بنفع إلا الحب فى الجنة وهذا يعنى أن النبى (ص)يطلب من المؤمنين أجر ممثل فى المودة فى القربى وهو الرغبة فى دخول الجنة عن طريق طاعة حكم الله ،ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا والمراد ومن يعمل إسلاما نعطى له بسببه متاعا دائما إن الله غفور شكور والمراد إن الرب نافع حميد لمن يطيع حكمه والخطاب للنبى(ص)ومنه لهم
"أم يقولون افترى على الله كذبا فإن يشأ الله يختم على قلبك ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته إنه عليم بذات الصدور "المعنى هل يزعمون نسب إلى الرب باطلا فإن يرد الله يطبع على نفسك ويزيل الرب الكذب ويثبت العدل بأحكامه إنه خبير بنية النفوس ،يسأل الله أم يقولون افترى على الله كذبا والمراد هل يزعمون تقول على الرب باطلا ؟والغرض من السؤال هو إخبار الناس أن النبى(ص)لم ينسب باطلا إلى الله ،ويبين له أنه إن يشأ يختم على قلبه والمراد أنه إن يرد يطبع على نفسه فيكون كافرا ولكنه لم يرد ويبين له أن الله يمح الباطل والمراد أن الرب ينسخ أى يزيل أحكام الشيطان ويحق الحق بكلماته والمراد ويثبت العدل بآياته وهى أحكامه مصداق لقوله بسورة الحج"فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته "ويبين له أنه عليم بذات الصدور والمراد أنه خبير بنية النفوس ويحاسب عليها والخطاب للنبى(ص).
"وهو الذى يقبل التوبة من عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون "المعنى وهو الذى يرضى العودة من خلقه أى يغفر الذنوب ويعرف الذى تعملون،يبين الله للناس على لسان نبيه (ص)أن الله هو الذى يقبل التوبة من عباده والمراد هو الذى يرضى العودة لدينه من خلقه بعد إذنابه وفسر هذا بأنه يعفو عن السيئات أى يغفر أى يترك العقاب على ذنوب التائب مصداق لقوله بسورة آل عمران"يغفر لكم ذنوبكم "ويعلم ما تفعلون والمراد ويعرف الذى تكسبون وهو ما تعملون مصداق لقوله بسورة الأنعام"ويعلم ما تكسبون " والخطاب منه للناس.
"ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله والكافرون لهم عذاب شديد "المعنى ويطيع الذين صدقوا وفعلوا الحسنات ويعطيهم من رزقه والمكذبون لهم عقاب أليم ،يبين الله لنبيه (ص)أن الذين آمنوا أى صدقوا بحكم الله وعملوا الصالحات أى وفعلوا الحسنات يستجيبون أى يعملون حكم ربهم ولذا يزيدهم من فضله والمراد يمدهم من رحمته أى يعطيهم من رزقه فى القيامة والكافرون أى الظالمون وهم المكذبون بحكم الله لهم عذاب شديد أى عقاب أليم مصداق لقوله بسورة الشورى "والظالمين لهم عذاب أليم "أى مهين والخطاب للنبى(ص) وما بعده.
"ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا فى الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير "المعنى ولو زاد الرب النفع لخلقه لطغوا فى البلاد ولكن يعطى بحسب ما يريد إنه بخلقه عليم محيط ،يبين الله لنبيه (ص)أن الله لو بسط الرزق لعباده والمراد أن الرب لو أكثر العطاء لخلقه لحدث التالى لبغوا فى الأرض أى لطغوا أى لأفسدوا فى البلاد ولذا فهو ينزل بقدر ما يشاء والمراد فهو يعطى بحسب ما يريد وهذا يعنى أنه جعل لكل واحد مقدار محدد من الرزق كثيرا أو قليلا فى كل يوم وإنه بعباده خبير بصير والمراد وإنه بخلقه عليم محيط بكل شىء .
"وهو الذى ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وهو الولى الحميد"المعنى وهو الذى يسقط المطر من بعد ما يأسوا وهو الناصر الشكور ،يبين الله لنبيه (ص)أن الله هو الذى ينزل الغيث من بعد ما قنطوا والمراد الذى يرسل المطر إلى الأرض من بعد ما يأس الناس من رحمة الله والله هو الولى أى الناصر لمطيعيه الحميد أى المثيب أى الشاكر لمطيعيه .
"ومن آياته خلق السموات والأرض وما بث فيها من دابة وهو على جمعهم إذ يشاء قدير "المعنى ومن براهينه إنشاء السموات والأرض وما خلق فيهما من نوع وهو على بعثهم إذ يريد قادر،يبين الله لنبيه (ص)أن من آياته وهى براهينه الدالة على ألوهيته وحده خلق وهو إبداع السموات والأرض وما بث فيهما من دابة والمراد والذى خلق فيهما من مخلوق وهو على جمعهم أى بعثهم إذ يشاء قدير أى وقت يريد فاعل وهذا يعنى أن الجمع وهو البعث واقع لكل الخلق والخطاب للنبى(ص).
"وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير وما أنتم بمعجزين فى الأرض وما لكم من دون الله من ولى ولا نصير"المعنى وما مسكم من أذى فبما فعلت أنفسكم ويتجاوز عن عديد وما أنتم بغالبين فى الأرض وما لكم من سوى الله من منقذ ولا منجى ،يبين الله للناس أن ما أصابهم من مصيبة والمراد ما مسهم من ضرر أى عذاب فسببها ما كسبت أيديهم أى ما قدمت أى ما عملت أنفسهم مصداق لقوله بسورة آل عمران"بما قدمت أيديكم "والله يعفوا عن كثير والمراد والله يترك عقاب السيئات التى تاب صاحبها مصداق لقوله بسورة الشورى "ويعف عن السيئات"ويبين لهم أنهم ما هم معجزين فى الأرض والمراد ما هم منتصرين فى البلاد وهذا يعنى أنهم لا يهربون من عذاب الله وما لهم من الله من ولى ولا نصير والمراد ليس لهم من منقذ أى منجى أى شفيع مصداق لقوله بسورة السجدة"ما لكم من دونه من ولى ولا شفيع ".
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس