عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 06-11-2023, 07:18 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,009
إفتراضي قراءة فى بحث المِرآة تاريخ وأساطير ومعتقدات

قراءة فى بحث المِرآة تاريخ وأساطير ومعتقدات

المعدة للبحث هى أ. ب أم محمود وقد استهلت البحث الدائر حول الخرافات والمعتقدات فى المرآة بالحديث عن فوائد المرآة لدى الناس فقالت :

"تعتبر المرآة من مستلزمات الحياة اليومية فمن منا لا يدفعه فضوله لرؤية نفسه في المرآة لتصحيح مظهره أو هندامه الذي هو بدوره إنعكاس شكلي لصورة ذاته أمام الناس وذلك قبل بدء يوم عمل/دراسة جديد أو حضور حفل أو زيارة أو اجتماع، فرغبة النظر في المرآة لا تقاوم عند معظم الناس وخاصة لدى المرأة حيث تكون بمثابة صديقة لها، ولكن قد تصل تلك الرغبة في بعض الأحيان إلى درجة من الهوس كنتيجة للتعلق الزائد بصورة الذات أو القلق المستمر على كل ما قد يؤذي تلك الصورة من نقائص أو عيوب خلقية أو تزيينية، وقد يصل الامر في بعض الحالات إلى الإصابة بـ الهلوسة أو الخبل."

وتناولت تاريخ المرآة خاصة الزجاجية وهو تاريخ كاذب لأنها معروفة منذ آدم (ص) فقالت:

"نبذة تاريخية

المرآة المائية أو صفحة الماء كانت أقدم مرآة عرفها الإنسان في التاريخ وسبق أن عرفتها الحيوانات من قبل، ففي حين تدرك فقط الحيوانات التي لديها دماغ كبير وحس إجتماعي كالفيل وقرد الشبمانزي والدولفين بأن إنعكاس صورتها على سطح النهر أو البحيرة ليست سوى إنعكاس لصورتها الذاتية تجد الحيوانات الأخرى كالقطط مثلاً صعوبة في إدراك ذلك إذ تعتبر الشكل المنعكس حيواناً آخر في الجانب الآخر خلف سطح المرآة فتتفاعل معه إما بعدائية أو فضول. تعتبر المرايا التي ظهرت كأدوات من صنع البشر حديثة العهد إذ بدأ استخدامها كمرايا نحاسية في مصر الفرعونية منذ عهود السلالات الاولى، وكان لها أشكال وتصميمات مختلفة ومنها المرآة ذات المقبض الذي يصنع من عدة مواد كالبرونز أو العاج او الخشب وكانت تحفظ في علب بغرض حمايتها، وقد عثر على عدة مرايا بقرص نحاسي مصقول يعود إلى زمن السلالة الـ 12، أما المرآة الزجاجية فقد ظهرت لأول مرة في القرن الـ 16 في مدينة فينيسيا (البندقية) الإيطالية , وكانت آنذاك أعجوبة سحرية افتتن بها سائر الناس وانتشرت بينهم حتى أنها أصبحت موضوعاً استوحى منه الفنانون أعمالهم."

وقد ذكرت المرآة بلفظ القوارير فى صرح سليمان (ص) وهو قوله تعالى "قيل لها ادخلى الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال إنه صرح ممرد من قوارير قالت رب إنى ظلمت نفسى وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين"

فالملكة ظنت أن الصرح لجة أى بركة ماء أو بحر فكشفت عن ساقيها حتى لا تبتل ملابسها لأن المرآة عكست صورة ما تحتها من الماء

وحدثتنا أم محمود عن بعض الأساطير المتعلقة بالمرايا فقالت :

"أساطير قديمة

في اليونان القديمة كانت تروى أسطورة عن شاب اسمه نرسيس Narcissus ، كان معجباً ومنذهلاً بوسامته وشكله، فكان يتطلع كل يوم في ماء البحيرة الى أن سقط مرة في الماء فتحول الى زهرة النرجس الجميلة ومنها نشأ مصطلح "النرجسية" المعروف والذي يتصل بالغرور وحب الذات المفرط"

والأسطورة السابقة لا علاقة لها بالمرايا لأنها تتحدث عن الماء وتحدثت عن معتقدات القدامى فقالت:

" وكان البدائيين أمثال قبائل الزولو وقدماء المصريين والأغريق واليونان، لا يميزون بين ظل الإنسان (خياله) وروحه، لذلك يتجنبون النظر الى صورهم المنعكسة على صفحة الماء كي لا تلتهمها التماسيح أو الجنيات فتسلب أرواحهم , وربما يكون هذا هو الأصل البعيد لأسطورة نرجس ذلك الفتى الذي هلك من طول تأمل صورته الجميلة في الماء وساد الاعتقاد في المجتمعات البدائية ان الانعكاس يعني الروح، وتعريض شخص لانعكاس المرآة او أي سطح عاكس يجعله مهددا بالخطر والموت."

والكلام هنا أيضا متعلق بالماء وليس بالمرايا وتحدثت عن انعكاس صور المخلوقات على الماء وأنه يتشوه وهو يتشوه نتيجة الموج أو التيارات الهوائية فقالت :

"كما نجد في الخيال الأسطوري قدرات مزعومة للمرآة منها القدرة على تحويل وتشكيل صور الكائنات، خاصة الكائن الإنساني، وقد يصل إلى حد التشوه والمسخ أحياناً أو حتى الى حد الموت والهلاك أحياناً أخرى، على نحو ما نراه في مرايا السحر الأسطورية العديدة، كمرآة نرجس، ومرآة ديونيسوس، ومرآة ميدوسا (الميدوسا: كائن أسطوري خرافي من فئة الغورغونات وهي تمسخ من ينظر اليها حجراً)، لكن بريسيوس تمكن بمساعدة أثينا من استخدام درع (ترس) لامع مصقول للتعرف إلى مكانها المختبئة فيه من دون النظر اليها مباشرة وبالتالي استطاع جز رأسها وهو ينظر الى صورتها منعكسة في الترس."

قم حدثتنا عن أسطورة بريطانية اسمها مارى الدموية فقالت :

"أسطورة ماري الدموية

لا تقف الحكايات الخرافية عند هذا الحد فمنها ما يثير الرعب في النفوس وأشهرها في بريطانيا حكاية وجه ماري الدامي في المرآة التي يتناقلها الناس بينهم. وتقول الحكاية أنه قبل نحو مائة سنة تعرضت امرأة لحادث فظيع خدش وجهها بشكل سيئ، فنزفت حتى الموت متأثرة بجراحها ووجهها المشوه، لكنها اصبحت تظهر في شكل شبح شرير يطارد الناس في المرايا، فما ان يقف الشخص امام المرآة ويكرر اسمها ثلاث مرات حتى يرى وجهها المشوه في الظلام، فإن لم يهرب بأقصى سرعة فستحاول ماري الشريرة ان تشوه وجهه.

- وهناك بعض التفاسير بأن كلمة " ماري الدموية " ما هي إلا تحريف لاسم "مريم العذراء" التي تنطق "ماري" في الغرب، وفي هذا ربط بأساطير طقوس السحر الأسود الذي يرتبط مع الأسطورة بقول بعض كلمات الكتب المقدسة بالعكس أمام المرآة وما إلى ذلك من أساليب السحر. لكن كل تلك التفسيرات ما هي إلا محاولات لربط خرافة راسخة في الوجدان الجمعي للبشر ببعض ممارسات السحر الأسود. وفي إحصائية بريطانية عن الخرافات الأكثر تأثيراً في حياة الناس تبين أن وجه ماري المشوه في المرآة هو الأكثر شيوعاً بين الناس، فقد ربط بينها وبين السحرة والمشعوذين اضافة الى أن اسمها ارتبط باسم الساحرة ماري ماجدولين التي تم احراقها في القرون الوسطى."

ويبدو أن تلك الأسطورة دعاية مضادة لبيع المرايا اخترعها تاجر أو إنسان ما لايقاف حال تاجر يكرهه

وحدثتنا عن المرايا الشهيرة فى كتب التاريخ الكاذبة فقالت :

"مرايا شهيرة

يذكر التاريخ مرايا كان لها شهرة كبيرة منها:

1 - مرآة بابل

اسم بابل يعني (بوابة الإله) وهي مدينة عراقية تقع على نهر الفرات وكانت عاصمة دولة البابليين حيث كانوا يحكمون أقاليم ما بين النهرين (دجلة والفرات) واستطاع سلالة البابليين الأولى في ظل حكم حمورابي (1792 - 1750) قبل الميلاد من الاستيلاء على معظم مقاطعات ما بين النهرين أصبحت بابل عاصمتهم التي اشتهرت بحضارتها.

- ويروى ان في بابل القديمة 7 مدن تتميز كل منها بميزة سحرية، فالمدينة الرابعة كان فيها مرآة من حديد، فإذا غاب رجل عن أهله وأرادوا ان يعرفوا عن حاله التي هو فيها أتوا بالمرآة ووضعوا أمامها اسمه ونظروا فيها فرأوه على الحالة التي هو فيها فلقد كان اهل بابل يستخدمون المرآة السحرية لمعرفة احوال الغائبين عن أهلهم فكانوا يذكرون اسم احبائهم او اسم احد افراد العائلة فيستحضر صاحب الاسم وينظر إليه اهله في مرآة بابل العجيبة."

والحكاية كاذبة فهى مخالفة لعلم الله وحده بالغيب فلا يوجد مرآة ترى الإنسان فى أى مكان من العالم وفى هذا قال تعالى :

" إنما الغيب لله"

ثم قالت :

2 - مرآة أرخميدس

طور عالم الفيزياء الإغريقي أرخميدس مرآة خاصة بشكل مقعر تعكس الضوء وتجمعه عند نقطة واحدة (البؤرة Focus ) يمكن له أن يحرق الجسم الذي يكون عندها وبالتالي أمكن استعمالها لأغراض عسكرية لحرق سفن الأعداء المصنوعة من الخشب.

3 - مرآة منارة الإسكندرية تعد المنارة من عجاب الدنيا السبع، و في أعلى المنارة مرآة يمكن من خلالها مراقبة المراكب التي تقلع من سواحل البحر وقد كان الهدف منها رؤية العدو القادم من البحر فيستطيعون الاستعداد له وردعه و يقال ان من يجلس تحت المنارة وينظر في المرآة يمكنه ان يرى من هو بالقسطنطينية!، على الرغم من وجود إختلاف في الأصل حول تاريخ المنارة أو من قام ببنائها"

ورؤية من فى القسطنطينية من الإسكندرية شىء محال لأن بينهما مئات الأميال البحرية

وتحدثت عن المعتقدات فقالت:

"معتقدات وخرافات

عبر التاريخ ارتبطت المرآة بجملة من المعتقدات والخرافات التي تراكمت في الموروث الشعبي وهي كالتالي:

1 - التكهن بالمستقبل استخدمت الشعوب القديمة المرايا في السحر والتكهن بالمستقبل وغيرها من الأمور التي اخرجت المرآة من مهمتها العاكسة الى اطار غرائبي يختلف باختلاف المجتمعات خاصة في العصور الوسطى وحتى مطلع القرن الـ 19 في اوروبا، وكانت تعتبر المرايا السوداء بالإضافة إلى الكرة البلورية ادوات جيدة للتكهن حيث استخدمها العراف الذي لا زال يثير جدلاً حتى اليوم وهو نوستراداموس (1503 - 1566) نفسه.

- ويعتقد السحرة ان التحديق بالمرآة يمكن ان يكشف الهالة المحيطة بالانسان، واستبدلت المرايا بوعاء ماء صغيرة او كرات بلورية لاعتقادهم انه بامكانها كشف المستقبل وأرض الموتى.

- وعرف عن بعض الملوك والدول استعمالهم لمرايا سحرية نذكر منهم: هنري ملك فرنسا حيث كان يستعين بالمرآة السحرية في اغلب الاحيان للتكهن والملكة اليزابيث الاولى حيث كان الساحر الملكي يستخدم بيضة ومرآة سوداء من الزجاج البركاني للتكهن.
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس