عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 30-06-2008, 08:02 PM   #5
محمد الحبشي
قـوس المـطر
 
الصورة الرمزية لـ محمد الحبشي
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
الإقامة: بعيدا عن هنا
المشاركات: 3,527
إفتراضي

المسك الرائع دائما ..
بعد أرق تحية ..

إسمح لى بإضافة تعبر عن رأيى الشخصى ..

الشعر ديوان العرب ..
لم يكن للعرب فنون النقش كالفراعنة ولا التجسيد والبناء كاليونان والإغريق ولم يعرفوا القراءة ولا الكتابة لذا كان الشعر هو تراثهم المنقول والمتوارث من جيل لآخر .. سجلت فيه الحروب والأحداث الهامة وحفظت اللغة فيه حتى يومنا هذا ..

كان شعر الجاهلية ملىء بالفخر والهجاء ونزعة القبلية والغزل الفاحش والمدح والخمر وكل شىء مباح وغير مباح ..

الشعر فن يجتاز فيه الشاعر أفق الخيال فى موسيقى عذبة تذهل الأسماع وتسحر العقول ..
ومع هذا فقد شهدت الجاهلية فترة من أقوى فترات الشعر إن لم تكن أجودها وأحسنها على الإطلاق ..
لسبب واحد ..
لأنه لم تكن هنالك قيود ..

وهنا يبرز سؤال آخر .
هل الشعر ذاته غاية الفن أم أن الفن نفسه لونا جديدا فى لوحة فنية تصف حضارة كحضارتنا .
أحلامها وتاريخها وعقيدتها .
نحن نحيا للشعر أم يحيا الشعر ليمثل ما نؤمن به من مشاعر وعقيدة وحياة حافلة الألوان .

الشعر غاية أم وسيلة . قطعا هو وسيلة وأداة من أدوات إبداع أى حضارة وإرتقاء أى أمة .
ولنا كأمة العرب ، أعظم أمة عرفت الشعر وارتقت به وبفنونه إلى اليوم .

لكننا لسنا مطلقو الايدى .. أبدا

الشعر بلا قيود كالحرائق لا يمكن التحكم فيها أبدا لحظة إندلاعها ..
عندما أُطلق العنان للفن فى روما وفى أثينا جسدوا التماثيل العارية ، وعندما أُطلق العنان للفن فى أوربا الآن أتوا على آخر قطرات الحياء ..

وعندما نزل الإسلام ، شرع للشعر قانونا ظاهرا وآخر تطبع به الشعراء من تعاليم القرآن .
فلا هجاء إلا دفاعا عن دين الله وعن رسوله ، ولا سب ولا غزل فاحش ولا خمريات .

حسان بن ثابت
شب في بيت وجاهة وشرف منصرفا إلى اللهو والشرب والغزل ونظم فيها كلها شعرا ..
يؤكد الناقدون أن ما نظمه حسان بن ثابت
الشاعر المخضرم وشاعر الرسول بعد إسلامه افتقر إلى الجزالة وقوة الصياغة التي كانت له في الجاهلية .
وعندما سألوه أجابهم بأن الشعر يجود بالكذب والإسلام يحرمه .

"والشعراء يتبعهم الغاوون * ألم تر أنهم فى كل واد يهيمون * وأنهم يقولون ما لا يفعلون"

روي أن عبدالله بن رواحة وكعب بن مالك وحسان بن ثابت أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نزل : { والشعراء يتبعهم الغاوون } وقالوا : هلكنا يا رسول الله ; فأنزل الله : { إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا }

فالقران الكريم لم يذم الشعر بإطلاقه ولم يذم الشعراء بعامتهم ، فالذي فعله القران الكريم هو تقسيم الشعراء إلى فريقين : ( فريق مع الله إيمانا وطهرا وصدقا وتضحية ، وفريق مع الشيطان كفرا وفجوراً وزيفا وضياعا ) ، وميز في الشعر اتجاهين أحدهما يدعو إلى الشر وإلى إثارة النعرات ويشهر بالأعراض ويقتحم المنكرات والآخر يدعو إلى الخير وينشر السعادة وينتصر للمظلومين وينافح عن عقيدة الدين . (مقتبس)

الشعر فن جامح لو أطلق له العنان لتجاوز المبادىء والأخلاق ..
والشاعر - وهذا شعورى - فى حالة ما لا يعرف حدا لفضائه ويكتب ما قد يتمرد عن كل قانون يحكمه ..
المتنبى فى رأيى عندما إدعى النبوة لم يكن مدعيا كاذبا بل كان موهوما بصدق رسالته ممسوسا بشيطان شعره بعد أن تجاوز به حد الإبداع وسما إلى قمة الشعر .
كانت مشكلته أنه أصبح بلا قيود .

فماذا لو قلنا أن كل فنون الشعر مباحة ؟
حتى لو أبحنا كل الفنون فالشعر حين لا يعبر عن نبض أمة وقضاياها أو عن شعور صادق كعاشق يشكو ويبوح أو وصف للطبيعة الساحرة أو أى مجال مهما يكن فى إطار فن راقى فهو فى رأيى قصاصات بالية .

ليس لى هنا أن أحرم أو أبيح فلست أكتب سوى من كونى شاعرا وفقط .
ما جدوى شعر أنظمه أنا لأصف فيه نهد إمرأة مثلا أو جسدها بألفاظ لا تطيقها الآذان ..
حتى فى الجاهلية كان النهد صفة لا تتجاوز البيت أو اثنين وهم فى إباحتهم كل شىء لم يستحوذ عليهم صدر إمرأة .
ما جدواه ؟
لم يضف لقوة الألفاظ الجديد ولم يأتى بصورة شعرية جديدة لذا فمن رؤية شعرية ناقدة .. لا أستسيغه ولا أبيحه .

الشعر يا سيدى له أغراض وفنون .

نعم لنا الحرية أن نكتب ما نشاء وما نحب .
لكننا لا نكتب بمعزل عن الشريعة ولا عن الكتاب والسنة .



__________________

محمد الحبشي غير متصل   الرد مع إقتباس