عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 19-05-2022, 07:52 AM   #3
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,960
إفتراضي

* يروى أن أبا داوود السجستاني - صاحب السنن - كان يسير مع طلابه إلى مجلس العلم، فرآهم رجل خليع مستهزئ، فقال ساخرا بهم: ارفعوا أرجلكم عن أجنحة الملائكة لا تكسروها، استهزاء بحديث: «إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم».
قال النووي: «فما زال في موضعه حتى جفت رجلاه، وسقط ومات»."
والحديث باطل لأن الملائكة لا تنزل ألأرض حتى تضع أجنحتها لأحد لخوفها وعدم اطمئنانها كما قال تعالى :
"قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
كما أن عقاب الرجل بالموت هى آية أى معجزة وقد منعها الله منذ عهد النبى(ص) فقال :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
ثم قال :
"حكى ابن خلكان قال: بلغنا أن رجلا يدعى أبا سلامة من ناحية بصرى، كان فيه مجون واستهتار، فذكر عنده السواك وما فيه من الفضيلة فقال: والله لا أستاك إلا في المخرج (يعني دبره)، فأخذ سواكا ووضعه في مخرجه ثم أخرجه، فمكث بعد تسعة أشهر وهو يشكو من ألم البطن والمخرج، فوضع ولدا على صفة الجرذان، له أربعة قوائم، ورأسه كرأس السمكة، وله أربعة أنياب بارزة، وذنب طويل، وأربعة أصابع، وله دبر كدبر الأرنب، ولما وضعه صاح ذلك الحيوان ثلاث صيحات، فقامت ابنة ذلك الرجل فرضخت رأس الحيوان الغريب، وعاش ذلك الرجل بعد وضعه له يومين ومات في الثالث.
وكان يقول: هذا الحيوان قتلني وقطع أمعائي.
وقال ابن كثير: «وقد شاهد ذلك جماعة من أهل تلك الناحية وخطباء ذلك المكان، ومنهم من رأى ذلك الحيوان حيا، ومنهم من رآه بعد موته» "
الحديث باطل والخطأ فيه حمل الرجل وولادته وهى آية أى معجزة وقد منعها الله منذ عهد النبى(ص) فقال :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
ثم قال :
" يروى أن رجلا قرأ قوله تعالى: {قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن ياتيكم بماء معين} فقال: تأتي به الفؤوس والدراهم، فجمد ماء عينه.
وهذا يفيد أن لفظ الماء عام في الآية لكافة أنواع المياه التي لها تعلق بحياة الإنسان ومنها ماء العين والمبصرة"
نفس الخطأ السابق وحدثنا عن الاستهزاء في عصرنا فقال :
" ومن نماذج الاستهزاء في عصرنا الحاضر ما يقع من بعض المستهزئين، من سخرية باللحية وبمن يعفيها، وكذلك بمن يرفع ثوبه اقتداء بسنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، ومن ذلك أيضا السخرية بعلماء المسلمين، وطلبة العلم، ورجال الحسبة.
وواجبنا نحو هؤلاء نصحهم بالحسنى، وبيان حرمة هذا الفعل، والدعاء لهم بظهر الغيب، وتحذيرهم من عقوبة صنيعهم هذا في الدنيا والآخرة، لئلا يكونوا عبرة لغيرهم كما تقدم في الأخبار السابقة."
وحدثنا عن الفرق بين السخرية من القرآن والاستشهاد به فقال :
"الفرق بين السخرية بالقرآن والاستشهاد به
إن الهدف من إنزال القرآن هو تلاوته، وتدبره، والعمل به، والدعوة إليه، والصبر على الأذى فيه، وبهذا يرقى العبد أعلى الدرجات، ويبلغ أرفع المنازل، فالاستشهاد ببعض الآيات على وجه التذكير في بعض المواقف أمر طيب، وهو دال على تعلق القلب بكتاب الله - تبارك وتعالى -، وتأثره به، وحبه لتلاوته، وأن لسانه رطب به، فسرعان ما ترى ظهوره عليه، رغبة في تلاوته، فيقرأ الآية أو الآيات وهو متلذذ بها، معظم لها، لا سخرية في كلامه ولا ضحك ولا تحريف في كلمة من كلماته، وهو جاد بها، وأنها في محلها المناسب الصحيح.
فلو أصابه ابتلاء فقال لأصحابه الذين سألوه عن حاله: {إنما أشكو بثي وحزني إلى الله} أو قال: {فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون} كما قالت عائشة - رضي الله عنها - في حادثة الإفك، فلا شيء عليه.
أو قدم لأخيه خدمة فعرض عليه أخوه الأجر فقال: {لا نريد منكم جزاء ولا شكورا} ، فكذلك.
أو يرى مجموعة تترك حلقة العلم أو القرآن، وتذهب إلى المقهى للجلوس واللهو وإضاعة الوقت، فيقول لهم: {أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير} فكذلك.
فشتان بين الحق والباطل، وبين التذكير بالقرآن، والسخرية من القرآن وإضحاك الناس على آيات الله - سبحانه وتعالى -.
كان أحد السلف يقول: لا تأتوني بمثل إلا جئتكم به من القرآن فقال أحدهم: ما تقول في هذا المثل: (أعطه ثمرة فإن لم يقبلها فأعطه جمرة)، فقال: هو في قوله تعالى: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا}
فشتان بين الحالتين لمن عقل .
تكلم وسدد ما استطعت فإنما ... كلامك حي والسكوت جماد
فإن لم تجد قولا سديدا تقوله ... فصمتك عن غير السداد سداد"
وكلام الرجل هنا صحيح لا غبار عليه وتحدث عن علاج الاستهزاء فقال :
"علاج الاستهزاء
أخي المسلم:
اعلم وفقنا الله وإياك - أن لكل داء دواء، وأن الاستهزاء من الأمراض الخطيرة، بل هو كبيرة من كبائر الذنوب، وهو سبب في ارتداد المسلم عن دينه، ودخوله في زمرة الكافرين والعياذ بالله وهناك أسباب قد تعين بفضل من الله على اجتناب مثل هذا الخلق المشين، ومنها:
1 - معرفة أن الاستهزاء من كبائر الذنوب، وأن كلمة واحدة كفيلة بإخراج المرء من دينه.
2 - مراقبة اللسان، وعدم إطلاق العنان له في كل شاردة وواردة، فيلزم محاسبته والمحافظة عليه، فهو سلاح ذو حدين، إن استعمل في الخير فهو خير، وبالعكس.
3 - الابتعاد - قدر الإمكان- عن مجالس الضحك والهزل وما لا نفع فيه، واستبدالها بمجالس الذكر والخير.
4 - تعظيم هذا الدين - وهذا من أهم الأسباب. والقاعدة: أنه متى حصل التعظيم للشيء وقع الاهتمام به.
5 - إشاعة حكم الاستهزاء في المجالس، وبيان خطره وأنه سبب عظيم في كفر المسلم وردته.
دع عنك ذكر فلانة وفلان ... واجنب لما يلهي عن الرحمن
واعلم بأن الموت يأتي بغتة ... وجميع ما فوق البسيطة فان
فإلى متى تلهو، وقلبك غافل ... عن ذكر يوم الحشر والميزان"
علاج الاستهزاء داخل المجتمع المسلم هو العقاب الذى قرره الله وأما خارجه فهذا لا عقاب عليه من المسلمين سوى الرد على المستهزئين بالاستهزاء كما قال تعالى :
" وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به"
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس