عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 14-05-2022, 07:38 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,960
إفتراضي قراءة في كتيب العقاب والثواب في المجال المدرسي

إن التعامل مع طفل هذه المرحلة بعنف غالبا يكون انعكاسا لضعف المعلم ومؤشرا إلى عدم كفايته للاضطلاع بهذه المرحلة التأسيسية المهمة جدا لأن المعلم الذي يلجأ إلى العنف مع هؤلاء الصغار يثبت أنه فقد السيطرة عليهم"
بالقطع الضرب في الأسابيع الأولى على الإهمال في اتباع أوامر المعلم يمتنع عنه المعلم حتى لا يتسبب في كراهية التلاميذ للمدرسة ولكن فيما بعدها يجب أن يعاقب التلميذ لأن عملية التعليم في الصف الأول عملية تراكمية فغن لم يحسن التلميذ جزء منه فسيظل هذا معوقا له في التعليم ومن ثم على المعلم او المعلمة أن يبذل جهدا في اقناه المهمل بالعمل من أجل مصلحته
وحدثنا عن أساليب العقاب البديلة عن الضرب في الصفوف الأولى فقال :
"البديل عن العقاب البدني في الصفوف الأولية:
إن اللجوء إلى العقاب البدني لن يمنح المعلم إلا طفلا مضطربا نفسيا تتنازعه مخاوفه في كل لحظة يومئ فيها المعلم بيده من غير قصد بل أن الانعكاسات السلبية قد تحول دون إيجاد علاقة حميمة بين المعلم ومدرسته وقد تمتد معه إلى مراحل متقدمة من التعليم ناهيك عن حالات التسرب من المدارس والتي كانت بسبب ممارسات قاسية من قبل المعلم .
وفي الصفوف المبكرة لن يعجز المعلم عن إيجاد الكثير من الأساليب التربوية المؤثرة والتي تعينه على ضبط فصله والسيطرة على تلاميذه أساليب لا تخلو من الرفق والرأفة بهؤلاء الصغار ويكفي أن يتعامل المعلم مع تلاميذه الصغار على أنهم رجالا ويمنحهم الثقة في أنفسهم لتحمل المسؤولية أو إسناد مهمات قيادية لهؤلاء الصغار الذين يحتاجون إلى تكثيف الجهد والعمل الدؤوب من خلال الاتصال بولي أمر التلميذ والمرشد الطلابي في حالات نادرة توجب تدخلهما لأن المعلم هو المعني بمجابهة كل ما قد يعترض سير أبنائه التلاميذ
قال صلى الله عليه وسلم : ( ما دخل الرفق في شيء إلا زانه ، وما نزع من شيء إلا شانه ) .
وتحية إجلال لكل معلم ينظر إلى هؤلاء الصغار نظرة الأب الحاني العطوف "
وهذا الكلام من نبيل عن أن الضرب يجعل الطفل مضطرب نفسيا خاطىء فالاضطراب يكون بسبب تكرار العقاب مرات كثيرة أو تكرار الأفعال الخاطئة معه من قبل أهله أو غيره وأما الضرب مرة أو اثنين بعد تركه عدة مرات فلن يؤدى لذلك
وباعتبارى معلما فإنى جربت طرقا كنت أظنها عقابية ولكن للأسف الشديد زادت الفوضى في الفصل فمثلا عندما كنت أخرج الطفل ليقف في أخر الفصل أو أوله معطيا ظهره لأصحابه أو كنت أطلب منه رفع يديه لمدة دقيقتين أو ثلاثة أو أطلب منه الوقوف على رجل واحدة كنت أفاجىء بأن التلاميذ الذين لم يرتكبوا إهمالا أو شغبا يطلبون أن يخرجوا مثله ويظلون يضحكون فالأطفال لا يفهمون غالبا أن هذا عقاب وإنما لعب معهم
وحدثنا نبيل عن العقاب بالنقد والتجريح فقال :
"العقاب بالنقد والتجريح:
وهو أحكام سلبية على ما قاله الطالب أو عمله ، فعندما يطلق المعلم ردا على ما قاله الطالب أو عمله كلمات مثل : ( ضعيف ،خطأ , غير صحيح ) كان في هذا إشارة موحية إلى أن المعلم غير راض عن ما قام به الطالب ، مما يضع حدا لتفكير الطالب حول الموضوع الذي يفكر فيه ، أو السؤال الذي يحاول الإجابة عنه . وقد نخفف من أثر ذلك بأسلوب آخر ينم عن الحذق والذكاء بعيدا عن اللوم والتجريح فنقول مثلا : لقد قاربت على الإجابة الصحيحة ، أو من منكم لديه إجابة أفضل أو : لقد أجبت بما فيه الكفاية ، أو لقد قمت بما عندك .
وقد تحمل ردود الفعل السلبية هذه معنى السخرية والتهكم حين نقول يا لها من فكرة تافهة أو : لم تحسن كما يجب أن تكون ، وقد تتضمن ردودنا أحيانا تغيرا في لهجة الصوت ونبرته تنم عن الاستهزاء حين نقول من الذي يريد أن يساعدك ما دمت تجيب هكذا ؟ أو : من أين أتيت بهذه الأفكار المبدعة ؟ أو مادام هذا قد أنهى إجابته فمن الذي يعطينا الإجابة الصحيحة ؟. لقد ظهرت العديد من الدراسات حول هذا الموضوع أن النقد والتقريع لا يساعد على رفع مستوى الإنجاز أو مستوى التعلم عند الطالب وفي ذلك يقول (ص) : ( لقد بعثت معلما ولم أبعث معنفا ) .
إن في استخدام اللوم والتجريح ما يخلق عند الطالب اتجاهات سلبية قد يدوم أثرها إذا ما تكررت ، وتكون عامل إحباط عنده ،وعلى تدني مستوى الإنجاز والتحصيل . إن استخدام أسلوب النقد القاسي والمباشر أو التجريح والإهمال ، ليس أسلوبا مناسبا لمعالجة المشاكل المدرسية والصفية عند الطلبة وبخاصة فيما يتعلق بالتحصيل الأكاديمي ،
فمثل هذا الأسلوب يضعف ثقة الطالب بنفسه ، ويعمل على خلق صورة ضعيفة على الذات ، والشعور بالإحباط والفشل ، وبالتالي فهو لا يشجع الطالب على أن يفكر ، أو يعمل على تقوية حافز التفكير عنده ."
وهذا الكلام من قبل نبيل غالبه ليس صحيحا فالمعلم يجب أن يبين الحلال من الحرام أو الصواب من الخطأ وإلا فإن النتيجة عند عدم القول بأن السلوك او الحل خطأ فإن بعض التلاميذ سيفهم أنه صحيح
إن سياسة التمييع بدعوى أن هذا يجرح نفس التلميذ هو من ضمن الخبل فالخطأ خطأ والصواب صواب ولكن لا يجب شتم المخطىء أو وصفه بالغباء أو البلادة أو ما شابه
وتحدث عن العلاج بالمديح والثواب فقال :
"العلاج بالمديح والثواب:
يمكن أن نعرف الثناء (المديح) بأنه نقيض للنقد والتجريح لأنه يستخدم الجوانب الإيجابية في أعمال الطلبة حين الحكم عليها . مثل قولنا : حسنا ، ممتاز ، عظيم ، وهكذا وإليك بعض العبارات الدالة على ذلك : لقد كانت هذه إجابة حسنة . لقد أبدعت في الرسم أو في كتابة موضوع الإنشاء لقد كنت متفوقا في تفكيرك . لقد كنت لطيفا في التعامل مع زملائك . لقد جئت بما هو أفضل ما جاء به طالب في الصف .... ، يؤيد العديد من المعلمين استخدام المدح والثناء لتعزيز نوع معين من السلوك وبناء التقدير الذاتي والكيان الذاتي عند الطلبة .
إن استخدام الثناء أمر مناسب في ظل ظروف معينة ، وقد يكون من المستحدث والمرغوب فيه أن لا يستخدم المعلمون الثناء إلا في ظل هذه الظروف وبشكل لا يخرج عند حد الاعتدال ، ومن أجل الهدف الذي وضع له ومن المفيد أن يستبدل المعلم الثناء أحيانا بتقارير تتناول ردود فعل المعلم على أعمال الطالب التي تقضي بشكل أكبر إلى تنمية مهارات التفكير عند الطالب . ويبدو أن أفضل استخدام الثناء يكون مع طلبة معينين وفي أعمال معينة ، وبناء على التقدم الذي يحرزه الطالب بالنسبة لا إجازته السابقة وليس بالمقارنة مع إنجازات غيره ، ففي ذلك ما يشجع الطالب على السير قدما للأمام ، وما يخلق عنده وازعا ذاتيا للقيام بالواجب والجهد المطلوب دون أن يتعرض لأية ضغوط خارجية ، أو مواقف محرجة ، إذ يجب أن نبقي عنده الأمل حيا في التقدم والتفوق وخصوصا لألئك الذين هم من متوسطي الذكاء أو من الضعيفين فيه ، فقد تمنح جائزة للفائز الأول أو الثاني مثلا وكذلك من حصل على المرتبة الأخيرة .
وفيما يلي ظروف ثلاثة يكون فيها استخدام المديح والثواب مناسبا ،
وهي :
· الطالب المتردد الذي فقد الدافعية للعمل ويعتمد على الغير حين يتعلم .
· مع طالب الصفوف الدنيا : يدرك الأطفال في مراحل حياتهم الأولى معنى الصواب ومعنى الخطأ ويميزون بينهما بما يلقونه من ثواب أو يتعرضون له من عقاب على تصرفاتهم على أيدي الكبار في البيت والمدرسة ويدركون في مرحلة لاحقة نوع تصرفاتهم ، وما إذا كانت سليمة أم لا من خلال ما تحدثه هذه التصرفات من آثار على غيرهم ، وبذلك يصبحون قادرين على إدراك حقيقة السلوك السوي الذي يتمشى مع قيم المجتمع وعاداته وتقاليده
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس