عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 12-05-2022, 07:41 AM   #3
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,958
إفتراضي

وحدثنا عن التوزان في شخصية المسلم فقال :
"= سنن الفطرة والتوازن في شخصية المسلم :
مما لا شك فيه أن الكيان البشري يشتمل على ثلاثة جوانب رئيسة هي : الجسم ، والعقل ، والروح ولذلك فإن التربية الإسلامية حرصت على الربط بين هذه الجوانب برباط واحد لتجعل منها كيانا واحدا مترابطا ، واختطت لذلك منهجا فريدا في إحاطته بجميع الجوانب الإنسانية ، فجاء هذا المنهج متوازنا مهتما بالذات الإنسانية في كل حالاتها ولا ريب فهي تربية للإنسان كله جسمه وعقله ، روحه ووجدانه ، خلقه وسلوكه ، سرائه وضرائه ، شدته ورخائه ، أي أنها تشمل كل الجوانب الشخصية دون قهر أو كبت أو فوضى أو تسيب أو إفراط أو تفريط "
وبالقطع لا وجود للروح بمعنى أنها نفس الإنسان فلم تذكر الكلمة في القرآن بهذا المعنى فالروح في القرآن هى الوحى وهى جبريل وهى الرحمة واما مكونات الإنسان فهى النفس والجسم والعقل وهو البصيرة جزء من النفس كما قال تعالى :
"بل الإنسان على نفسه بصيرة"
وتحدث عن تكامل مكونات الإنسان فقال :
"ولذلك جاءت شخصية الإنسان المسلم متوازنة سوية متكاملة ، لا يطغى فيها جانب على آخر ، أو يهمل جانب على حساب الجانب الآخر و هو ما نلمسه في هذه السنن التي إلى جانب كونها من المظاهر الدنيوية فهي عبادة يثاب عليها المرء ، وتكسبه الأجر والثواب متى قصد بها وجه الله سبحانه وتعالى ، والاقتداء بهدي النبوة وفي ذلك ربط وثيق بين الهدفين الديني والدنيوي للتربية الإسلامية كما أن ذلك كفيل بتحقيق خاصية التوازن في شخصية الإنسان المسلم حينما نرى أن التزامه بهذه السنن يجعل الجسم يحظى بحقه من العناية والرعاية والاهتمام فيما يخص المظهر الخارجي والشكل العام اللائق المقبول فيدل ذلك على أن الإنسان المسلم ينعم بعقل راجح ، وتفكير سديد، ومدارك واسعة ، وفهم عميق لحقائق الأشياء وجوهرها الأمر الذي يدفعه من ثم إلى السمو الروحي والرفعة الإنسانية والتعالي عن سفاسف الأمور وصغائرها وحطامها المادي الحقير "
وتحدث عن أن التمسك بالسنن التى سماها الفطرة- والفطرة في كلام الله هى الدين نفسه – يؤدى للقبول بين الناس فقال :
"كما أن تمسك المسلم بهذه السنن يؤدي إلى ما يسمى بالقبول الاجتماعي للفرد حين يقترب منه الناس ويطمئنون إليه ويعاملونه بكل حب وتقدير واحترام ؛ لأنه يفرض ذلك عليهم بحسن مظهره وحسن تدبيره لذلك كله نقول ونؤكد أن دين الإسلام هو الدين الوحيد القادر على ربط الإنسان بخالقه ، وإصلاح حاله في كل زمان ومكان حينما يمشي على الأرض بجسمه، ويتوجه بروحه إلى السماء ليستمد منها أنوار الهداية والمعرفة ؛ فيحكم عقله فيها ، ويختار منها ما يناسب حاله ، ويوافق قدراته ، ويلبي حاجاته ، فتسير حياته وفق منهج شرعي مستقيم ، وهدي تربوي قويم "
وتحدث عن كون السنن دليل تكريم الله للمسلم فقال :
"= سنن الفطرة دليل تكريم الله للإنسان المسلم :
لما كان الدين الإسلامي هو المنهج الرباني المتكامل والمناسب للفطرة الإنسانية ، لأنه جاء من عند الخالق - سبحانه وتعالى - لصياغة شخصية الإنسان صياغة متوازنة متكاملة ، لا ترفعه إلى مقام الألوهية ، ولا تهبط به إلى درك الحيوانية أو البهيمية ، وإنما لتجعل منه خير أنموذج على الأرض ؛ فقد خصه - سبحانه وتعالى - بتكريم يليق به لكونه مستخلفا في الأرض ليعمرها وينشر منهج الله بين ربوعها ويقيم شريعته فيها ثم لأنه - سبحانه وتعالى - خلقه في أحسن تقويم فكرمه بالصورة الحسنة والمظهر الجميل ، فكانت سنن الفطرة عاملا مهما في إبراز هذا الجمال والمحافظة عليه وليس هذا فحسب بل إن الله كرم الإنسان بأن نفخ فيه من روحه وهو ما يشير إليه قوله تعالى : { وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمأ مسنون * فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين } فكان ذلك زيادة في تكريمه ، وتمييزا له عن سائر المخلوقات الأخرى ، إضافة إلى ما خصه الله به من نعمة العقل العظيمة ؛ فكان للجانب العقلي انعكاس واضح وجلي على جميع سلوكياته وتصرفاته بصورة تجعله يحكم ذلك العقل في كل شأنه ، لاسيما وأن ذلك العقل يعد مناط التكريم الإلهي للإنسان
ولعلنا لا نبالغ إذا قلنا إن في هذه الخصال والسنن النبوية نمطا تربويا إسلاميا يتناسب مع مسئوليات مهمة الاستخلاف في الأرض وما يترتب عليها من وظائف تعمير الكون ، وهي أمر يتميز به الإنسان ، وفضل به عن غيره من الكائنات الحية الأخرى لقوله تعالى : { ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا } "
وتحدث عن الفارق بين الإنسان والحيوان فقال :
"ففي قص الأظافر مثلا تمييز للإنسان عن غيره من الكائنات ذات المخالب من كواسر وقوارض ونحوها وفي حلق الشعر وقصه ونتفه تمييز له عن غيره من المخلوقات ذات الشعور المرسلة والمسدلة على أجسادها بلا ترتيب ولا انتظام وفي السواك والمضمضة تمييز له عن غيره من الكائنات التي لا تنظف أفواهها ، ولا تعتني بنظافة أسنانها وهكذا في كل سنة من هذه السنن التي لا شك أن في محافظة الإنسان المسلم عليها رفعا لمستواه وتكريما لإنسانيته ؛ فكان عليه أن يحترم هذه المكانة التي أكرمه الله تعالى بها ، وأن يحرص على ألا يهبط بنفسه عن مستواها الإنساني الرفيع الذي خصها الله به عمن سواها"
وهذا الكلام لا لزوم له فالحيوان شىء والإنسان شىء أخر خلق الله كل منهما على شريعة خاصة به ومن ثم لا تصح المقارنة بين حيوان مسير وبين إنسان مخير
وأنهى الجزئية بقوله:
"والخلاصة ، أن سنن الفطرة دليل على تكريم الخالق - سبحانه وتعالى - للإنسان المسلم لأمرين :
أحدهما / أن تكريم الله سبحانه للإنسان نابع في الأصل من كون هذا الإنسان يحمل منهج الله تعالى في الأرض والثاني / أن من السنة الاقتداء برسول الله ض ، وهذا يحصل للمسلم متى حافظ على سنن الفطرة وخصالها امتثالا وإتباعا "
وحدثنا عن الاستقامة الإيمانية وعلاقتها بالسنن فقال :
"= سنن الفطرة والاستقامة الإيمانية :
من المسلمات التي يتفق عليها الجميع أن التربية الإسلامية تسعى إلى تحقيق هدف أسمى وغاية عظمى تتمثل في تحقيق معنى استقامة النفس البشرية على نهج الإيمان الواضح الصحيح الذي لا تشوبه شائبة ، وذلك أمر لا يمكن تحقيقه إلا بممارسة شرائع الإسلام وإتباع تعاليمه ، والانقياد لأوامره والابتعاد عن نواهيه فالاستقامة إذا مرحلة تأتي بعد الإيمان ؛ لأنها أثر من آثاره ونتيجة من نتائجه قال تعالى : { إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا }
وروي عن سفيان بن عبد الله الثقفي أنه قال : قلت : يا رسول الله ! قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك قال (ص) : " قل آمنت بالله ، ثم استقم " ( رواه مسلم ، الحديث رقم 159 ، ص 39 ) والمعنى أن الاستقامة تتمثل -كما أشار إلى ذلك أحد الباحثين - في " سلوك المسلم في حياته وجميع أحواله وفق تعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية " ( عيد بن حجيج الفايدي ، 1424هـ ، ص 267 )
فهذه الاستقامة الإيمانية المنشودة لا تتحقق إلا بالفقه والعلم الشرعي ومعرفة أمور الدين معرفة صحيحة ، والإحاطة بتعاليمه وتوجيهاته وتطبيقها في واقع الحياة ليصبح الإنسان المسلم بذلك قدوة صالحة وأسوة حسنة ثم لأنه متى استقام قلب المسلم على معرفة الله سبحانه ، وعلى خشيته وتقواه في كل لحظة ، وفي كل صغيرة وكبيرة ؛ استقامت جوارحه كلها على الطاعة والامتثال وهذا يؤهل من قام به والتزامه ليكون من حملة الرسالة الخالدة الذين قال الله سبحانه فيهم : { إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون }
من هنا يمكن القول : إن من ثمرات التزام المسلم بسنن الفطرة ما تحققه هذه السنن من ملامح الاستقامة الإيمانية عنده حينما يطبقها بشكل مناسب ومقبول يعتمد في المقام الأول على الاعتدال والاتزان ، والإتباع لهدي النبي (ص)- دونما إفراط أو تفريط إضافة إلى تربية المسلم من خلالها على استمرارية المحافظة على هذه السنن المباركة والخصال الحميدة ؛ لما فيها من خير للفرد ، وصلاح للمجتمع "
والسنن المذكورة بعضها من شريعة الله والبعض كما سبق القول كالختان والخضاب من شريعة الشيطان لكونهما اعتراض على الصورة الحسنة التى خلق الله الناس عليها كما قال:
" الذى أحسن كل شىء خلقه"
وقال :
" الذى صوركم فأحسن صوركم"
فكيف يأتى الإنسان الفاسد ويعدل على الله ما لم يطلبه فيغير خلقة الله التى لم يطلب تغييرها فكل ما طلبه في التغيير هو تقصير أو حلق الرءوس وهى ما ينمو في الجسم وهى الشعور والأظافر وأما عضوى التناسل والإخراج فلا ينموان
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس