عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 17-11-2022, 10:32 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,012
إفتراضي

قال ابن القيم: "فتأمل محاسن الوضوء بين يدي الصلاة وما تضمنه من النظافة والنزاهة ومجانبة الأوساخ والمستقذرات، وتأمل كيف وضع على الأعضاء الأربعة التي هي آلة البطش والمشي ومجمع الحواس التي تعلق أكثر الذنوب والخطايا بها؛ ولهذا خصها النبي صلى الله علية وسلم بالذكر في قوله: (إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك ولا محالة، فالعين تزني وزناها النظر، والأذن تزني وزناها الاستماع، واليد تزني وزناها البطش، والرجل تزني وزناها المشي، والقلب يتمنى ويشتهي، والفرج يصدق ذلك ويكذبه) فلما كانت هذه الأعضاء هي أكثر الأعضاء مباشرة للمعاصي كان وسخ الذنوب ألصق بها وأعلق من غيرها فشرع أحكم الحاكمين الوضوء عليها؛ ليتضمن نظافتها وطهارتها من الأوساخ الحسية وأوساخ الذنوب والمعاصي، وقد أشار النبي صلى الله عليه و سلم إلى هذا المعنى بقوله: (إذا توضأ العبد المسلم خرجت خطاياه مع الماء أو مع آخر قطرة من الماء حتى يخرج من تحت أظفاره) وقال أبو إمامة: يا رسول الله، كيف الوضوء؟ فقال: (أما فإنك إذا توضأت فغسلت كفيك فأنقيتهما خرجت خطاياك من بين أظفارك وأناملك، فإذا مضمضت واستنشقت بمنخريك وغسلت وجهك ويديك إلى المرفقين ومسحت برأسك وغسلت رجليك إلى الكعبين اغتسلت من عامة خطاياك، فإن أنت وضعت وجهك لله خرجت من خطاياك كيوم ولدتك أمك) رواه النسائي، فاقتضت حكمة أحكم الحاكمين ورحمته أن شرع الوضوء على هذه الأعضاء التي هي أكثر الأعضاء مباشرة للمعاصي وهي الأعضاء الظاهرة البارزة للغبار والوسخ أيضا وهي أسهل الأعضاء غسلا فلا يشق تكرار غسلها في اليوم والليلة)."
وأحاديث خروج الذنوب من الجسد تتناقض مع القرآن فى كونها تمحى من كتاب الإنسان كما قال تعالى :
" إن الحسنات يذهبن السيئات"
وتحدث عن الاغتسال فقال :
"أيها الأحبة الفضلاء، ومن مظاهر النظافة التي شرعها الإسلام: الاغتسال الواجب والمستحب، فالواجب الاغتسال من الجنابة ومن الحيض والنفاس، والغسل ليوم الجمعة على القول الراجح والمستحب له أسباب كثيرة ذكرها الفقهاء كالاغتسال للعيدين وغيرهما وهذا المظهر فيه نظافة عالية للجسد وإزالة أقذاره وإعادة لنشاطه وحيويته"

وتحدث عن مظاهر النظافة فى الأكل والشرب فقال :
"ومن مظاهر النظافة في الإسلام: النظافة في الطعام والشراب بما شرعه لنا من سنن وآداب، فمن ذلك:
اختيار الحلال دون الحرام، والبسملة في أوله والحمد في آخره، واستعمال اليمين، وأن لا يشرب من فم الإناء ولا يتنفس فيه.
ومن المظاهر كذلك: الأمر بتطهير الثياب واختيار أحسن الألوان وهو البياض. قال تعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ}
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (البسوا من ثيابكم البياض وكفنوا فيها موتاكم؛ فإنها من خير ثيابكم) "
وبالقطع ما ذكره لا علاقة له بالنظافة سوى عدم الشرب من قم الإناء وعدم التنفس فيه وإنما ما له علاقة هو غسل اليدين قبل الأكل وبعده وتناول ما هو نظيف من الطعام
وتحدث عن وسائل النظافة ومنها الماء والروائح فقال:
"أيها المسلمون، هناك وسائل شرعها الإسلام للنظافة، وهي:
الماء، فالماء أكثر وسائل التنظيف وأجودها، وهو وسيلة فعالة لتنظيف البدن والثوب والمكان.
والوسيلة الثانية: الطيب، وهو وسيلة لإذهاب الروائح الكريهة، والظهور بالرائحة الطيبة، سواء كان في البدن، أم الثوب، أم المكان.
والوسيلة الثالثة: التتريب، وهو وسيلة تطهيرية لإزالة الأقذار والجراثيم من ولوغ الكلب في الإناء. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: (طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب)
والوسيلة الرابعة: الدباغ وهو وسيلة تطهيرية للجلود لإذهاب ما فيها من نتن وقذر."
وبالقطع التتريب ليس نظافة وإنما قذارة لاحتواء التراب على الملوثات والقاذورات
ثم حدثنا عن فوائد النظافة فقال:
"عباد الله، إن النظافة والحفاظ على النقاء سلوك جميل له فوائده وعوائده الطيبة، فمن ذلك:
أن النظافة عبادة من العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه، والنظافة وسيلة للسلامة من الأقذار التي تمرض البدن وقد تقتله، فكم من ألم ووجع سببه قلة النظافة الشخصية أو العامة.
والنظافة وسيلة للحيوية والنشاط الذي يثمر العمل النافع والحركة لما يصلح دنيا الإنسان ودينه. والنظافة مدعاة لمحبة الآخرين وتقديرهم، فالنفوس تنفر من أهل الأوساخ، والباعة النظيفون يقبل عليهم الشراة.
والنظافة تنمي العقل وتصفيه، وتجعله يفكر جيداً ويصدر القرارات بأناة وروية. والنظافة تبعث في النفس الاطمئنان والراحة والانشراح بخلاف القذارة التي تجعل النفس في كآبة وضيق وحرج وشراسة في الخلق. أيها المسلمون، إن النظافة سلوك ديني، وسلوك حضاري رائع، وهي مسؤولية فردية وجماعية تبدأ من الذات، بالحفاظ على النظافة الظاهرة والمنظر اللائق.
قال النبي صلى الله عليه و سلم: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة؟ قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس)
ثم بعد ذلك النظافة الأسرية في البيت وبين أفراد الأسرة، ثم بعد ذلك في المدرسة والعمل والشارع والسوق.
وعلى المدرسة والإعلام وأماكن التوجيه أن يعنوا بالدعوة إلى الحفاظ على هذا الأدب الإسلامي والإنساني عبر برامج وأعمال مختلفة؛ لتجعل الموضوع حاضراً حياً في الذهن والواقع العملي.
وعلى المجتمع كله في أي مكان نزل أن تكون النظافة عنده ثقافة ملازمة وعملاً يمارسه في كل أعماله وتحركاته حتى تنشأ الأجيال على هذه الثقافة النافعة التي تلامسها وتسمعها وتتربى عليها"
بالقطع تعود المسلمين على النظافة هو أمر واجب لحمايتهم من الأمراض وواجب لصحة العبادات كالصلاة والصوم
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس