عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 02-05-2018, 02:55 PM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,976
إفتراضي نقد المبادى العقلية للطبيعة والفضل الإلهى لليبنتز

نقد المبادى العقلية للطبيعة والفضل الإلهى لليبنتز
هذا المقال يتناول كتابى ليبنتز المبادى العقلية للطبيعة والفضل الإلهى المسمى الثيوديسيه وكتاب المونادولوجيا وهو علم الوحدات البسيطة
ليبنتز رجل مشارك فى العديد من العلوم كالرياضيات وغيرها وكتاب المبادىء العقلية للطبيعة والفضل الإلهى يسمونه الثيوديسيه والكتاب الأخر المونادولوجيا وقد ترجمهما المترجم عبد الغفار مكاوى فى كتاب واحد وقد أفلح حين فعل ذلك فالكتابان يتناولان نفس المسائل تقريبا وإن كان الثيوديسيه أقل فى عدد الصفحات
فى الكتابين حاول الرجل إقامة نظام عقلى مفهوم للكون وقد أكد فى الكتابين على كون الله هو خالق الكون وهو من نظمه نظاما فريدا لا يختل
والملاحظ أن الرجل ناقض نفسه فى الكتابين عدة تناقضات بحيث محا رأيه الأول برأيه الثانى
التناقضات:
التناقض الأول:
2-"لما كانت المونادات بلا أجزاء فلا يمكنها أن تتولد أو تفسد ولا يمكنها أن تبدأ أو تنتهى على نحو طبيعى "ص102
هنا المونادات لا تتولد أو تفسد ولا يمكنها أن تبدأ أو تنتهى على نحو طبيعى وهو ما يخالف نشأتها بالخلق وموتها الفناء الطبيعى وهو ما سماه الضربة الواحدة فى قوله
6- وهكذا يمكن القول بأن المونادات لا تنشأ أو تفسد إلا بضربة واحدة أى أنها لا تنشأ إلا بالخلق ولا تفسد إلا بالإفناء "ص126 م
التناقض الثانى
82-"أى أن الحيوان والنفس لا ينشآن إلا مع نشوء العالم ولا يفسدان إلا بفساده "ص173م
هنا النشوء يكون مع نشوء أى بداية العالم والفساد يكون مع فساده وهو نهاية أى فناء العالم وهو ما يناقض وجود نشوء متكرر بالحمل والإنجاب وفساد متكرر هو الموت فى قوله ك
6-" وكما أن الحيوانات بوجه عام لا تنشأ أبدا نشأة تامة ص109 مع الحمل أو الانجاب فإنها لا تفسد فسادا تاما فيما نسميه بالموت لأن العقل يقول إن ما لا يبدأ بداية طبيعية لا يمكن بالمثل أن ينتهى نهاية طبيعية فى إطار النظام الطبيعى"ص110
التناقض الثالث:
12-"بل الحيوانات نفسها لابد أن تصحو ثانية من حالة الغيبوبة التى يمكن أن يضعها فيها الموت أو أى حادث أخر "ص115
هنا اعتراف بالموت وهو ما يناقض قوله بعدم وجود موت فى العالم فى قوله :
69- " ولهذا فليس فى العالم يباب ولا عقم ولا موت ليس فيه فوضى ولا اضطراب إلا فى الظاهر "ص165م
وكلاهما يناقض عدم وجود موت بالمعنى الدقيق ووجود موت بالمعنى الشائع فى قوله :
73-"ولهذا السبب لا يوجد أبدا تولد كامل ولا موت كامل بالمعنى الدقيق "ص168
والكل يناقض عدم وجود فناء أى موت فى قوله:
77- يمكن القول بأن النفس وهى مرآة عالم لا يندثر ليست هى وحدها التى لا يجوز عليها الفناء" ص170م
وأيضا نوعا ما قوله:
6-إن النفوس لا تنفصل أبدا تمام الانفصال عن أجسامها ولا تنتقل من جسم على جسم أخر جديد عليها كل الجدة "ص110
التناقض الرابع:
2- يترتب على هذا أن المونادة بما هى كذلك وفى لحظة بعينها لا يمكن تمييزها من مونادة أخرى إلا عن طريق خصائصها وأفعالها الباطنة التى لا تخرج عن أن تكون هى إدراكاتها ونزوعاتها التى هى مبادىء التغيير"ص102
هنا الموجود فى المونادة وهى الجوهر البسيط خصائص وأفعال وهو ما يناقض وجود علاقات أيضا فى قوله :
13-"يلزم من هذا أن توجد فى الجوهر البسيط كثرة من الخصائص والعلاقات على الرغم من أنه لا يتكون من أجزاء"ص131
وكلاهما يناقض وجود إدراكات وتغيرات فى الجوهر فى قوله :
-كذلك لن نجد فى الجوهر البسيط غير الادراكات وما ينجم عنها من تغيرات "ص136
والكل يناقض وجود على عالم من المخلوقات والكائنات والحيوانات والانتيليخيات والنفوس فى الجوهر البسيط فى قوله :
66- من هذا نتبين أن أقل جزء من المادة يحتوى على عالم من المخلوقات والكائنات والحيوانات والانتيليخيات والنفوس "ص164م
التناقض الخامس :
65-"لأن كل قطعة من المادة ليست فحسب قابلة للتجزئة إلى ما لا نهاية كما عرف ذلك القدماء بل إنها كذلك مجزأة فى الواقع إلى ما لانهاية ,كل جزء بدوره ينقسم إلى أجزاء"ص164م
36-"وقسمة الأجسام إلى ما لا نهاية أن هناك عددا لا نهاية له من الأشكال والحركات الحاضرة والماضية"ص145م
فى القولين نجد أن الجوهر البسيط يمكن تقسيمه لأجزاء بلا نهاية وهو ما يناقض عدم تكونه من أجزاء فى قوله :
2-"لما كانت المونادات بلا أجزاء فلا يمكنها أن تتولد أو تفسد ولا يمكنها أن تبدأ أو تنتهى على نحو طبيعى "ص101 ولذا فهى تبقى ما بقى العالم الذى يقبل التغير ولا يقبل الفناء وليس من المستطاع أن تكون لها أشكال وإلا كان لها أجزاء"ص102
2-"وهذا شبيه بمركز أو نقطة يوجد بها على الرغم من بساطتها التامة عدد لا حصر له من الزوايا التى لا تتكون من الخطوط التى تتلاقى فيها "ص103
التناقض السادس :
51-" بيد أنه لا يوجد بالنسبة للجواهر البسيطة سوى تأثير مثالى لإحدى المونادات على الأخرى وهو تأثير لا يصبح فعالا إلا بتدخل من الله "ص154م
هنا يوجد تأثير خارجى من مونادة على مونادة أخرى وهو ما يناقض نفيه وجود تأثير خارجى على المونادة فى قوله ك
11-"يتبين مما سبق أن التغيرات الطبيعية فى المونادات تصدر من مبدأ داخلى إذ يستحيل على علة خارجية أن تؤثر على داخلها "ص130م
التناقض السابع:
7- ولا سبيل كذلك إلى تفسير إمكان تأثر المونادة أو تغيرها من داخلها عن طريق أى مخلوق أخر إذ يستحيل أن ينقل إليها شىء أو أن تتصور فيها أي حركة باطنة يمكن أن تثار أو توجد أو تزيد أو تنقص"ص126م
هنا من المحال وجود حركة باطنة أى تغير فى المونادة وهو ما يناقض وجود تغير أى تحرك مستمر داخل كل مونادة فى قولهم :
10-" لا نزاع عندى أيضا فى أن كل مخلوق عرضة للتغير وبالتالى تكون المونادة المخلوقة كذلك كما أن هذا التغير يتم باستمرار فى كل مونادة "ص130م
وأيضا قوله :
2- يترتب على هذا أن المونادة بما هى كذلك وفى لحظة بعينها لا يمكن تمييزها من مونادة أخرى إلا عن طريق خصائصها وأفعالها الباطنة التى لا تخرج عن أن تكون هى إدراكاتها ونزوعاتها التى هى مبادىء التغيير"ص102
التناقض الثامن :
62-"ومع أن كل مونادة مخلوقة تصور العالم بأكمله فإنها تصور الجسم المتعلق بها خاصة والذى تكون هى انتيليخياه تصويرا أشد تميزا " ص162م
هنا المونادة تصور أى تعرف العالم بأكمله وهو ما يناقض كون معرفتها غامضة فى قوله :
13-"إن كل نفس تعرف اللامتناهى تعرف كل شىء ولكنها بطبيعة الحال تعرفه على نحو غامض "ص116
ونلاحظ هنا أنه يثبت المعرفة الكاملة للامتناهى ومع هذا ينفيها بتعبير على نحو غامض وهو يناقض نفسه بجعل المعرفة الكاملة لله وحده فى قوله :
13-"والله وحده هو الذى يملك المعرفة الواضحة بكل شىء لأنه مصدر كل شىء"ص116
التناقض التاسع
13- "وقد قيل بحق عن مركزه يقع فى كل مكان أما محيط دائرته فليس موجودا فى أى مكان إذ أن كل شىء بالنسبة إليه حاضرا حضورا مباشرا دون أدنى بعد عن هذا المركز "ص116
يثبت الرجل الجسمية لله بتواجده بحق فى كل مكان ثم يناقض نفسه بنفى الجسمية عن الله بقوله :
72-"إن الله وحده منزه عن الجسمية كل التنزيه"ص167م
التناقض العاشر :
17- فعلى الرغم من أن الله يستعصى على إدراك حواسنا الخارجية فإنه مع ذلك محبوب غاية الحب "ص119
هنا الله يستعصى على إدراك حواسنا الخارجية ومع هذا يثبت رؤيته المباركة بالحاسة كما يثبت إدراكه بالمعرفة غير الكاملة فى قوله :
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس