عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 14-05-2022, 07:37 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,966
إفتراضي قراءة في كتيب العقاب والثواب في المجال المدرسي

قراءة في كتيب العقاب والثواب في المجال المدرسي
المؤلف نبيل علي عبد الله وهو يدور حول العقاب البدنى تحريما وإباحة من قبل المعارضين والمبيحين وهو لم يلجأ للوحى لبيان حكم المسألة وإنما استعرض كلام الفريقين وكل منهم يعرض وجهة نظره وقد استهل الكتيب بذكر وجهة نظر المبيحين للعقاب البدنى فقال :
"اختلاف وجهات النظر حول العقاب البدني:
يرى المؤيدون
أ- إن التربية إعداد للحياة وإن الحياة التي نعد الطفل لها يمارس فيها الضرب كوسيلة من وسائل التوجيه نحو الاستقامة
ب- إن الإسلام قد أباح ضرب الأطفال بشروط خاصة إذا تقاعسوا عن أداء الصلاة
ج- إن الضرب يمارس في جميع بلدان العالم ولم تستطع القوانين أو التعليمات أن تستأصل شأنه فهو وسيلة سهلة لضبط التلاميذ تريح المعلم وتكفل له تحقيق النظام بأيسر وأقصر الطرق
د- إن معظم الرجال العظماء قد تعرضوا في حياتهم المدرسية للعقاب ولم يؤثر ذلك في الحد من طموحاتهم
ه- إن طلاب المدارس التي لا يسمح فيها بالضرب يميلون إلى التسيب وإلى عدم الجدية في تعاملهم مع زملائهم ومعلميهم
و- من الأمثال العربية المشهورة ـ العصا لمن عصا من الجنة ـ
ز- أن المعلم الذي لا يستخدم العصا يتهم بضعف الشخصية
ح- أن سوء استخدام بعض المعلمين لأسلوب العقاب البدني لا يعني أن نحكم عليه بالفساد"
وبعد أن استعرض أدلة المبيحين للضرب البدنى عرض وجهة نظر المحرمين فقال :
"أما المعارضون فيرون
أ- أن العقاب البدني يشكل خطرا جسيما على شخصية الطفل خصوصا إذا حصل أمام الزملاء
ب- أن أسلوب العقاب البدني يسبب توترا للمعلم وللمتعلم على السواء
ج- أن العقاب البدني يوجد هوة واسعة بين التلميذ ومعلمه الأمر الذي يقلل من استفادته منه
د- أن العقاب البدني قد يتسبب في كراهية الطفل للمدرسة وللعملية التعليمية وربما يؤدي به الأمر إلى التسرب أوالجنوح
ه- أن كثيرا من الأنظمة التربوية تمنع العقوبات البدنية
و- أن المعلم الذي يستخدم أسلوب الضرب يفقد حب تلاميذه له وتصبح علاقته قائمة على العداء وليس الإحترام
ز- أن الضرب يفقد أثره حين يعتاد الطفل عليه
ح- أن الضرب قد يتسبب للتلميذ في عاهة دائمة"
بالقطع ليس نحن من نحرم أو نحلل حسب وجهات نظرنا وإنما المحلل والمحرم هو الله وقد أباح الله الضرب كوسيلة عقابية للزوجات في حالة النشوز وهى عصيان أمر الله في أى موضوع مع الإصرار على العصيان فقال :
" واللاتى تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن فى المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا "
ومن القول نجد التالى :
-سبب الضرب هو العصيان ومن ثم فالتلميذ يضرب عند إصراره على عصيان المعلم مرات متكررة فالمعلم يعظه أولا أى يبين له المطلوب منه عدة مرات وعندما يهمل الطاعة أو يعاند
ومن ثم لا ضرب إلا بعد تكرار عصيان الأمر أو الطلب عدة مرات
-لا ضرب إلا عند العصيان المتكرر فلا ضرب مع طاعة" فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا"
-الضرب يؤلم ولا يجرح أو يكسر
بالقطع هذا الكلام في العملية التعليمية وأما في المعروف حرمته كالشغب والسب والشتم وضرب الآخرين أو جرحهم فالمعلم يبين الذنوب للتلاميذ ويبين وجود حكم العفو وحكم القصاص ويخير المضروب أو المشتوم في الاثنين فإن أراد القصاص جعله يقتص وإن عفا عفا المعلم عنه وهو تدريب للتلاميذ على الالتزام بأحكام قانون العقوبات أى قانون الجزاء في الإسلام
وأما الحديث في أمر الصلاة :
" علموا أولادكم الصلاة لعشر واضربوهم عليه لعشر"
فإن صح فالمستفاد منه :
هو ترك التلميذ ثلاث مرات بلا عقاب إن أهمل أوامر المعلم وفى الرابعة يعاقب عقاب مؤلم على اليد ولا تزيد عدد الضربات عن عشر لأن الألم يتوقف إذا ضرب الإنسان في نفس المنطقة أكثر من عشر
وحدثنا نبيل عن شروط الضرب وضوابطه فقال :
"شروط إيقاع العقاب وضوابطه

شروط العقاب :
- إن الهدف من العقاب هو منع تكرار السلوك غير المرغوب فيه
- أن يتناسب العقاب من حيث الشدة والوسيلة مع نوع الخطأ
- أن يعرف الطالب المعاقب لماذا يعاقب
- أن يقتنع الطالب بأنه قد ارتكب فعلا يستوجب العقاب
- أن معاقبة التلميذ بالواجبات المدرسية يؤدي به إلى كراهية المدرس وقد ينتهي الأمر إلى زيادة الفوضى لا إلى القضاء عليها
- تجنب أساليب التهكم والإذلال الشخصي لأنها تورث الأحقاد
- عدم اللجوء إلى العنف بأي حال من الأحوال لأن ذلك قد يعقد الأمور ولا يسويها"
والعقاب الذى ذكره نبيل هنا ليس عقابا بدنيا وإنما عقوبات غير بدنية وهو كلام كما سبق القول في آية النساء يكون هجرا والمراد خصاما حيث يأمر المعلم التلاميذ بعدم الكلام مع التلميذ المهمل حتى يترك إهماله
وتحدث عما سماه ضوابط العقاب البدنى فقال :
"في حالة اللجوء إلى العقاب يجب مراعاة الضوابط الآتية :
1- التأكد من وقوع الخطأ ومن شخص الفاعل
2- عدم الضرب وقت الغضب
3- الحرص على عدم الحاق أذى بالطفل
4- تجنب المناطق الحساسة في الجسم كالوجه
5- عدم إيقاع العقاب البدني أمام الناس لما في ذلك من جرح في الشعور
6- الحرص على عدم تكرار العقاب البدني لمحاذيره الكثيرة"
والخطأ هنا هو عدم إيقاع العقاب البدني أمام الناس والهدف من العقاب هو منغ المعاقب وغيره من ارتكاب الخطأ ولذا طلب الله من المؤمنين شهود تنفيذ العقوبة فقال :
"وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين"

فالهدف من العقاب هو ارتداع المخطىء وغيره
وتحدث نبيل عن عدم منفعة العقاب البدنى في غالب الأحيان فقال :
"وعلى المربي أن يأخذ الأمور الآتية بعين الاعتبار قبل إيقاع العقاب :
- أن العقاب البدني ضرره أكثر من نفعه
- أن النفع إذا حصل فإنه يكون آنيا قد يزول بغياب الشخص الذي يوقع العقاب
- أن العقاب قد يكون حافزا للوقوع في الخطأ
- إن الخوف من العقاب قد يدفع التلميذ للتفكير في أساليب تنجيه كالكذب والغش وغيرهما
- عدم التركيز على الجوانب السلبية للتلميذ دون الأخذ بعين الاعتبار الجوانب الإيجابية "
وهذا الكلام عن عدم نفع العقاب البدنى للتلاميذ ليس صحيحا فلو كان العقاب لا يفيد ما أمر الله غير المذنبين أن يشهدوا عقاب المذنبين في قوله :
" وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين"
وحدثنا عن العقاب في الصفوف الأولى قبل سن العاشرة فقال :
"العقاب البدني في الصفوف الأولية
سأتحدث هنا عن العقاب البدني في الصفوف المبكرة أو الصفوف الأولية من مراحل التعليم وهي الصف الأول الابتدائي والثاني والثالث وقد لمس ذلك من خلال التجربة والزيارات الميدانية للمشرفين والمربين أن العقاب البدني لتلميذ الصفوف الأولية يثير الكثير من علامات الاستفهام وردود الفعل من قبل المعلم والتلميذ وولي أمر التلميذ وهيئة التعليم ممثلة في مراكز الإشراف أو إدارات التعليم
ومما لاشك فيه أن طفل اليوم يختلف كثيرا عن طفل الأمس ومعطيات الحياة وأساليب التربية تختلف أيضا عن أساليب الأمس وكذلك أساليب الحياة ، فطفل اليوم طفل مدلل مدرك يتعاطى مع أساليب التقنية الحديثة ويعي مايدور حوله من الانفجار المعرفي وقد يفوق معلمه استخداما لهذه الأساليب مثل استخدام الحاسب الآلي أو الاجهزة الإلكترونية المعقدة وفوق هذا وذاك يكتنفه أبواه بكل ألوان الرعاية والاهتمام
يكبر الطفل ، ويحين موعد التحاقه بالصف الأول وقد يسبق ذلك مراحل رياض الأطفال أو الحضانة التي قد تسبب إنعكاسا خطيرا لدى الطفل عند دخوله إلى المدرسة وهذه قضية أخرى "
كما سبق القول أن العقاب لا يكون فوريا وإنما يترك الطفل عدة مرات قبل عقابه مع نصحه بالكلام ولكن في بعض الأمور لا يوجد ما يسمى الترك وهو الأمور المحرمة كالسب والضرب والجرح وكما قلت سابقا المعلم أو المعلمة تخير المظلوم في العقاب والعفو
وتحدث عن تلميذ الصف الأول في أول عام له بالمدرسة فقال :
"يبدأ تعامل الطفل مع بيئته الجديدة منذ يومه الأول في الاسبوع التمهيدي ويصطدم بواجهة جديدة من الانضباط والانصهار في بوتقة الجماعة ومن هذه اللحظة يظهر دور المعلم أو المربي في هذه المرحلة الجديدة
إن أي تعامل قاس مع الطفل خلال هذه المرحلة قد يفقده الكثير من توازنه ويلقي بظلال قاتمة على سيره التحصيلي والنفسي بل أنه يجب على معلم هذه المرحلة أن يكسب ثقة ضيفه الجديد محاولا تعويضه عن فقدانه ولو للحظة لرعاية والديه وقد رأينا نماذج مشرفة من هؤلاء المربين الرائعين من خلال الزيارات الميدانية
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس