عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 28-11-2009, 05:32 PM   #7
أوان النصر
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2007
الإقامة: عدن أبين
المشاركات: 397
إفتراضي

كان تساؤل الجماهير منصباً فيثلاثة أشياء؛ هل وقّع؟ وإذا كان، فعلى أي شيء تم التوقيع؟ وهل سيعود إلى الدروس؟ ومما أذكر أني كنت في مجلس فجاء الخبر بخروج سلمان العودة، بعد قليل دخل غلام صغيرلم يتجاوز العاشرة، يعني أن سلمان العودة سجن وهو في الخامسة، بشره أبوه قائلاً: الشيخ سلمان طلع. فسأل الغلام: طيب، يتكلم؟ وقرأت في سؤال الغلام فهماً لأساسالحدث، مفاده سجن سلمان لأنه رفض أن يمتنع عن الكلام، فهل خرج على مبدئه الذي سجنمن أجله؟ أم أنه قبل بالشرط؟
بسؤال القريبين من سلمان العودة لم نحصل علىإجابة واضحة، وكان الأصل حسن الظن.
بعد حين دار كلام بين الناس حول تغيرسلمان وتنكره لمنهجه، كان من بين من قال ذلكالشيخ حمودالعقلاءعليه رحمة الله، حيث إنه سمع سلمان يثني على محمد بن نايف، ولما خرجمن عنده قال الشيخ حمود لمن معه: ربعكم ما هم اللي أنتم تبون[2]. رحمك الله يا شيخ، أبصرت بقلبك ما رآه المبصرون بعدسنوات.
كنت بنفسي في منأى عما يقال، فلم أكن على تواصل مع سلمان العودةيجعلني على اطلاع على حاله، لفت انتباهي مرة أنه لما سئل عن الذهاب إلى أفغانستانللإعداد، عارض ذلك معللاً بأنه وإذا أعد ماذا بعد ذلك؟ ثم إنه قد يعد ولا يجدمجالاً للعمل فينزل ما تدربه على أرض الواقع، ثم قال: إن كان ذاهباً ولا بد فليذهبإلى كشمير؛ لأن أفغانستان وضعها صعب بحكم وجود ابن لادن.
بعد ذلك غيبت عنالأحداث خمس سنوات، لم يكن يصل إلي من أخبار العالم إلا كما يصل من بلل المطر إلىجوف الغار، ولقد كنت مشغوفا بمعرفة ما يجري، كان يصل إلي شيء من أخبار تؤكد ما قيلسابقاً، لكني كنت أقول ما لم يحصل يقين فالأصل حسن الظن، واليقين لا يزولبالشك.
عند عودتي إلى بلدي، وفيما كنت على متن الطائرة، طلبت صحيفة، كنتأقرأها بشيء من تمعن، استوقفتني صورة سلمان العودة على أحد المقالات، وقد كتببجوارها: لله درك يا سلمان. كان المقال عبارة عن إشادة بكلام سمعه الكاتب من سلمانفي إحدى القنوات، أخذني العجب، أهذا سلمان الذي كان مجرد ذكر اسمه يتحفظ منه بعضالناس خوفاً من المباحث؟! سلمان الذي منع تسجيل أشرطته وتداولها، الآن يخرج فيالقنوات! وأيضا على الهواء!.
في سجن الحاير،وعند الزيارة اقترح علي مقترح أن أتصل على سلمان العودة لأسلم عليه لسبب ذكره، لميكن عندي مجال للتردد، أحد الزوار نهاني عن الاتصال، لسبب ما لم أقف كثيراً عند نهيالناهي، اتصلت عدة مرات حتى أُجبت، كم كان فرحي عظيماً وأنا أكلم سلمان العودة،أعرفه بنفسي فيعرفني، كانت مكالمة مشهودة، كلمته وكلمه رفاقي، هنأنا بالعودة إلىالوطن وأضاف: أخبرني محمد بن نايف أنه ذاهب ليأتي بدفعة، لكن قال: لا يدري أحد،يمكن ما يتم الموضوع!!. هنا ورد على ذهني تساؤل لم أقف عنده، ثم قال لي في آخرمكالمته: لعلي أزوركم. فرحت ورحبت، ثم قال: لعلي آتي في غير وقت الزيارة حتىيجمعوكم لي، وأنا اليوم على موعد مع أبو بدر ( ناصرالعمر ) فلعلي أجي أنا وإياه!!.
لم يخلف سلمان وعده، حيث جاء ومعهناصر العمر وآخرون، وكانوا جميعاً معإبراهيم المهنا مستشارمحمد بن نايف، ورجال من الداخلية، قدوم هؤلاء مع أولئك له دلالته، كان هناكإشارة أخرى، سلمان أخذ من لحيته وصبغها بالسواد[3]، أليست المسألة خلافية؟ بلى خلافية، لكن هل الخلافخفي على سلمان حتى جاوز الخمسين؟! هل لهذا دلالة على تغير؟ أم هو أمر بلا دلالة؟أسئلة واردة، عموماً الأصل حسن الظن، وما زال لحسن الظن مجال.

أوان النصر غير متصل   الرد مع إقتباس