عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 28-11-2009, 05:21 PM   #5
أوان النصر
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2007
الإقامة: عدن أبين
المشاركات: 397
إفتراضي

العجيب أن أولئك على كثير وقيعتهم في سلمان العودة إلا أنه كانمعرضاً عنهم تمام الإعراض، وحدث أحد العاملين في مكتبه أنه جاءه مرة يذكر له مايقوم به أولئك كي يطلب منه الرد عليهم، ففوجئ بسلمان يرد عليه بقوله: شكلك فاضي. وتناقل الناس عن سلمان كلمة -إن صحت نسبتها إليه- أنه كان يقول: دع الكلاب تنبحوالقافلة تسير. كان ذلك الأسلوب هو الأسلوب الأمثل مع تلك الفئة التي تركت العملواشتغلت بتصيد أخطاء الناس.
كان حديث سلمان العودة عن التجاوزات الموجودةفي الدولة يثير غضب من يسمون ولاة الأمر، خصوصا بعد صدور ما يسمى بـ ]مذكرة النصيحة[ والتي وقععليها عدد غير قليل من المشايخ، ونتيجة لغضب آل سعود فقد قرروا الانتقام، منع تسجيلمحاضراته، فصل من الجامعة، وفي النهاية منع من إلقاء المحاضراتوالدروس.
استجاب سلمان العودة لذلك المنع، ولكن ليس بالأسلوب الذي يعجبآل سعود، حيث كان في بعض الأحيان يستقبل الناس في مكتبته ويلقي عليهم المحاضرات،تداول الناس مجموعة من الأشرطة سميت بأحاديث الربيع، لأن إلقاءها كان في إجازةالربيع، وفد إلى سلمان اتصال من أمريكا أجاب فيه على الأسئلة، كان ذلك الاتصالمسجلاً وتداوله الناس، وفي إجازة الصيف من عام 1415هـ كثر إلقاؤه للمحاضرات فيبيته، وكان من أبرزها محاضرة بعنوان (الكلمة الحرةضمان) كانت رداً على من اعترضوا على جرأته في طرحه.
كنا حينها نرىفي سلمان العودة نموذجاً للعالم الذي لا يقبل السكوت عن قول الحق، والعالم الذي لايخاف في الله لومة لائم، والعالم الذي يضحي لأجل دينه مهما كانالثمن.
نفسية آل سعود ونايف بشكل خاص لم تكن تستطيع الصبر على هذا النوعمن الجرأة، فلا بد إذاً من أسلوب قمعي تقف عنده هذه الجرأة، استدعي سلمان إلىالإمارة فرفض الذهاب، ثم اضطر إلى الاستجابة بعدما أتوا بقواتهم، رائياً المصلحة فيعدم المواجهة، ذهب وذهب معه خلق كثير، أحاطوا بسيارته رافضين أن يدخل الإمارةبمفرده، ولما تم إدخاله بمفرده اقتلع الناس باب الإمارة، استدعيت فرق الشغب وكانتقريبة، ليحول بين الفريقين صلاة المغرب، وبعد صلاة المغرب تم التفاوض على أن يدخلسلمان مبنى الإمارة منفرداً، ويبقى مرافقوه داخل سور الإمارة خارج مبناها، وكان ذلكبالفعل، ليخرج سلمان بعد أذان العشاء متوجها بمن معه إلى المسجد المجاور لبيته،ليجد جمعاً من الناس كان بانتظاره، فيهم من فيهم من المشايخ.
تكلم سلمانليشرح للناس ما حدث، ولكن قبل ذلك ألقى كلمة يسيرة ذكر فيها أنه ليس أهلاً لهذاالحشد، وهذا الوقوف من الناس معه، وفهمت -كما فهم غيري- ما قد يكون غير مراد، منالإشادة بوقوف من وقف معه، وذلك عندما ذكر شيخ الإسلام، ثم خاطب الذين شهدوا جنازتهقائلا: أين أنتم عندما سجن؟.
بعد ذلك ذكر ما حدث، وكان موجزه أنه طلب منهالتوقيع على ألا يمارس أي نشاط في أي زمان أو مكان، وإلا سيتعرض للجزاء الرادع،وذكر أنه امتنع عن التوقيع، وأنه سيتعرض للجزاء الرادع وهو السجن غداً أو بعد غد،وفي أثناء كلمته تلك أبدى أسفه لأنه لم يدخل السجن إلا مرة واحدة قبل سنوات، واعظاًليس غير.

أوان النصر غير متصل   الرد مع إقتباس