عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 28-11-2009, 05:04 PM   #4
أوان النصر
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2007
الإقامة: عدن أبين
المشاركات: 397
إفتراضي

دام منع سلمان العودةبضعة أشهر، ثم سمح له من جديد، فرح الناس أشد الفرح، وكانت أول محاضرة ألقاهابعنوان (حديث الروح) لم يعتد سلمان أن يقدم له أحد فيمحاضراته، لكن بما أن هذه المحاضرة لها مناسبة مميزة فقد كان الذي قدم له فيها هوالخطيب المفوه عبد الوهاب الطريري، تبع تلك المحاضرة محاضرة بعنوان (من يحمل هم الإسلام) ثم (على سريرالموت) ثم تتابعت المحاضرات.
كانت أخبار الجهاد الأفغاني قد شغلتالناس، فكان كثيراً ما يقتطع سلمان في بداية محاضرته دقائق معدودة يطلع فيها الناسعلى ما جدّ من الأخبار، لم يكن هناك انترنت فكان المصدر الموثوق لتلقي الأخبار هومحاضرات العودة، لا أبالغ إذا قلت أن بعض المحاضرات تستطيع أن تعتبرها نشرة أخباركما هي محاضرة (نثار الأخبار) ، بعد ذلك تعود الناس أنيلقي سلمان محاضرته في البداية ثم يكون آخرها سرداً لأخبار، أو تعليقاً علىحدث.
في ذلك الزمن جاءت أحداث البوسنة والهرسك، فتفاعل معها العودةتفاعلاً شديداً، أرسل مندوباً من مكتبه يطلع على الأوضاع، وفور عودته عقد محاضرةيلقيها الاثنان، عنوانها (مشاهداتي في يوغسلافيا) واجتهد سلمان في التحريض على الصدقة، وقام بجمع التبرعات، وكان يرسل مندوبه بشكلمستمر.
كان الجميع يتفق أن طرح سلمان وإن كان فيه حذر، إلا أنه وصفبالجرأة والصراحة غير المعتادة، فمثلا محاضرة (سلطانالعلماء) كانت مجرد حديث عن سيرة العز بن عبد السلام-رحمه الله- لكن منالتركيز على قصصه مع الولاة، يستنتج السامع أن انتقاد الولاة والإنكار عليهم علانيةأمر قد عهد عن السلف -رحمهم الله– وقل مثل هذا عن محاضرة(سلطانالأندلس).
لم يكن سلمان يذكر في محاضراته اسم السعودية إلا فيسياق يفهم منه الذم، ومن ذلك أنه لما جاءت أحداث الجزائر تكلم عنها في محاضرةبعنوان (كلمة حق في المسألة الجزائرية) وكان في ضمن ماذكر أن إحدى الحكومات تبرعت لحكومة الجزائر بثمانية آلاف مليون ريالسعودي.
كانت واقعية سلمان في الحديث عن قضايا العصر، وجرأته التي لم تكنقوية، لكن أبرزها أنها لم تكن معهودة، إضافة إلى البيان الذي حباه الله إياه،وإبداعه في طريقة الطرح، وتسلسل الأفكار، حتى في كلمات مرتجلة في بعض الأحيان، كانذلك وغيره معه سبباً في زيادة إعجاب الناس بسلمان العودة وحضور محاضراته والتواصلمعه، وامتلاء التسجيلات بأشرطته الكثيرة، فصارت محاضراته تنتشر وتتداول بشكل سريعحتى خارج جزيرة العرب، فهل كان ذلك سبباً في حسد الأقران؟ العلم عندالله.
في ذلك الحين وفيما كان نجم سلمان يعلو عالياً، وصيته يذيع، كانطلاب منهج الجامي والمدخلي، أو الخلوف، أو المرجفون في المدينة كما يحلو للبعضتسميتهم، كانوا يعقدون الجلسات والمحاضرات ويخرجون الكتب في التحذير من سلمانالعودة، حتى وصفوه بالضلال، وقال قائلهم: إن سلمان العودة أخطر على الإسلاموالمسلمين من سلمان رشدي. كانوا يتصيدون الأخطاء، بل ويتكلفون في ذلك أشدالتكلف.
أوان النصر غير متصل   الرد مع إقتباس