عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 03-02-2008, 10:13 AM   #1
ناجي عبد النبي
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2008
المشاركات: 39
إفتراضي ديوان علي الطريق للشاعر عبد النبي عبد الق

ديوان علي الطريق
الشاعر عبد النبي عبد القادر مرسال



السيره الذآتيه


الميلاد: 1918 المورده امدرمان جمهورية السودان

تلقي تعليمه الابتدائي والثانوي بالمدارس المصريه بالخرطوم والتعليم العالي بمعهد حلوان العالي بالقاهره

عمل موظفا بالكاترونيه الانجليزيه بالخرطوم عمل مترجما بقوات دفاع السودان عمل مع قوات دفاع السودان في شرق افريقيا (كرن) (اسمرا) ـ(تسني) عمل مع قوات دفاع السودان في شمال افريقيا (الكفره) (طبرق)

اعماله الشعريه: ديوان شعر علي الطريق ديوان شعر مرسال كتابات شعريه في الصحف والمجلاات المصريه والسودانيه قصائد مسجله بصوته في مكتبة الاذعه السودانيه اختارت جامعة امدرمان الاسلاميه كلية اللغه العربيه ديوان علي الطريق كاحداي الدراسات لنيل درجة الملجستير وكانت من نصيب الدارس عمر بن الخطاب

تم تكريمه بالمداليه الذهبيه في مهرجان الثقافه الاول تم اختياره في موسوعة الشعر والشعراء العرب لمؤسسة البابطين وتم تكريم اسمه في احتفال المؤسسه في الخرطوم

توفي لرحمة الله في يوم الجمعه 9/9/1962

قالو عنه :

صوررة عبد النبي واضحة الملامح والحيويه لدي كاتب هذه الاسطر فعرفته حين كنا نلتقي في ساحات الشعر الوطني قبل ان ينتظم الناس في معظم تكتلات العمل السياسي بزمان ..........................برفيسور عبد الله الطيب،،،،



كان للروح الوطنية التي انتظمت جيل ما بعد 24 ، اثر أي اثر في تفتح المواهب الأدبية والفنية التي كان عبد النبي عبد القادر مرسال احد بواتقها المبكرة في الشعر الأدبي العربي ، والتي ميزته بين لدانه وجعلت منه شخصية لامعة ، محاطة على الدوام بالأصدقاء والمعجبين بأشعاره الطريفة التي كان عبد النبي يقدمها بإلقائه البديع الأخاذ , وكم عطر بذلك ليالينا في القاهرة في أول عهدنا بها ، وقد ألفينا أنفسنا تحت وطأة شعور قاس من الغربة فكانت أشعار عبد النبي وقصائده بلسماً بدد وحشتنا ولطف شعورنا بالغربه .................................................. .

.الاستاذ عبد اللطيف الخليفه




من كتـــــــــــــــاب : رواد الفكر السوداني

للأستاذ محجوب عمر باشري

عبد النبي عبد القادر مرسال

1918 ـ 1962

يقولون إن لم يمت بالسيف مات بغيره ، ولكن هل قالوا من لم يمت بالشعر مات بغيره ؟ صاحبنا هذا عاش للشعر ومات بالشعر ، تألق ذكاء منذ طفولته وفرشت أرضه بالرياحين منذ نعومة أظافره ، وكان طفلاً وحيداً عند والديه ، فأبوه ضابط عريق عتيق في الجندية وأمه من شمال الوادي ، وفر له أبوه كل مسرات الحياة وبعث به إلى أرقى المدارس في القاهرة وهيأ له كل ما يحتاج إليه ، ولكنه صار شاعراً والشعر منذ قديم الزمان في ارض العرب وأفريقيا كان محنة قبل أن يكون نعمة ، فامرؤ القيس أراد ملكاً فمات فاعذر ، والمتنبي الذي صاح في الآفاق . يقولون لي ما أنت في كل بلدة *** وما تبتغي ما ابتغي جل أن يسمى وغيره وغيره ... وهكذا كان الشاعر عبد النبي عبد القادر مرسال ، ظهر نجمه بازغاً منذ الثلاثينات وسار في طريق لم يسلكه شعراء ذلك الزمان ، فشعره لم يكن شعر المواسم والمحافل ولكنه شعر النفس والعاطفة والوجدان ، عبد الحرية والجمال ، والحرية قيد إذا انفلت أصبح فوضى ، والجمال نور وضياء إذا استبيح أصبح ناراً ولظى . وعبد النبي إنسان لا يعرف التوسط ، تطرق حتى اختلف عن جادة الطريق ، وسما حتى تلاشى ، وأعطى حتى أصبح عطاء للموت والاحتراق ، تعثرت به الطرق في السنة الخامسة في نهاية دراسته الثانوية لا عن عجز فكري ولا خمول ذهني ، ولكن عن قصد أراده له الله ليغرد تغريد البلبل الذي أقبل على الشوك لينغرس في قلبه لتكون الورود بيضاءً وروداً حمراء قانية من دم فؤاده ، وكان يعاوده الحنين للرجوع إلى القاهرة يستنشق فيها شبابه وصباه ويبكى على إطلال عمره ، واستقر موظفاً في إدارة الجيش الإنجليزي بالخرطوم ثم بالكاترونية الإنجليزية ، وهو لا ينفك يكتب الشعر ويلتقي مع الشموس في مطالعها وهو يحيي الليل سهران يجفف ظلمته بتأملاته وابتهالاته وإغراقه في بحر الدنان ، أتاح له القدر أن يقرأ الكثير في العربية والفرنسية والإنجليزية وان يلازمه الكتاب يقظان ونشوان , واستظهر ديوان المتنبي وحماسة البحتري ، وحفظ قصائد بايرون وكيتس بالإنجليزية وكثير من شعر فكتور هيجو والفرد دي ميسيه ، واظنه لم يقرأ غير الشعر لان حديثه كان أبدا عن الشعر ، نشرت له الصحف والمجلات المصرية كثيراً من شعره كما نشرت له الصحف السودانية كثيراً من شعره ، وشارك في موكب الحرية والاستقلال واحتفل به في بيته وبين رفاقه . لم يكن دخوله إلى عالم الشعر عن دراسة للعروض ولمذاهب الشعر ولكن حباً في الشعر تلهفاً على الشعر الجيد الجميل ، فهو ينظم كيفما اتفق له في الروي والوزن والبحر الذي يروق له ، وقد يتغنى بشعره وينشده ولا يتكلف أبدا ـ ولكل قصيده عنده مناسبة في النفس وفي حياته فهي ترجمة ذاتية له ، وشعره أما عبادة للجمال وأما هجاء لقبح وأما سوانح وخواطر ، يتفاوت شعره فيصل في بعض قصائده إلى مرقى السمو ويحلق بعد ذلك بين الأرض والسماء كالطائر الذبيح ، كلماته فخمة ومعانيه أحاسيس ، وميدان قصيدته هو التأمل والشعور بما يختلج في نفسه ، لذلك كان شعره بداية لشعر النفس والذات ، فالتجاني يوسف بشير رسم لوحات ونقش اللوحات ، ومرضي محمد خير سرد حكايات ، والتني ترجم لحياة قلب وحب ، ولكن عبد النبي عبد القادر مرسال كتب ترجمة حياته من غير النظر إلى ما حوله وكأنه كان نخلتي حلوان . أصدقاؤه في مطلع شبابه كانوا زملاءه في القاهرة ، قيلي احمد عمر وعابدين إسماعيل وعبد اللطيف الخليفة وفضل بابكر ، ولكن بعد ذلك تبدلت الصفحات فابتعد عن أخوان الفكر والفن ، واختار له مكاناً في سوق الخرطوم ، يلتف حوله من يعرف قيمته فيسمع منه شعره ، وفي بعض الأحيان يفئ إلى الإذاعة فيقرأ بعض هذا الشعر وله نقائض مع بعض الشعراء ومساجلات ولكن لم تدم طويلاً لأنه انقطع عن مجالسهم ، اثر الشعر الإنجليزي والفرنسي في قصائده الطويلة التي تحكي عن لياليه محسوسة ملموسة وبالأخص اثر فكتور هيجو وبايرون ، وهذه القصائد لم تنشر لأنها تجاوزت المائتي بيت ، ولم تنشر إلا مقطوعاته القصيرة ، وكان حريصاً على الاحتفاظ بهذه الكراسات فهو يجدد شبابها بالنقل كل عام إلى كراسات ناصعة جميلة . لم يهتم أن يتعرف عليه الوسط الأدبي ، وان عرفه بعض الشعراء في العاصمة ، فهو قد رأي في الذين ينظمون الشعر في جيله غير مخلصين ، فالشاعر في رأيه يجب أن يتفرغ للشعر ولا يعني بغيره ، وخمرياته لم تشبه خمريات أبي نواس أو الخيام ولكنها حياة وإحياء للنشوة والمتعة ، لم يتأثر بالشعر العربي الحديث وكأنه لم يكن عنده شيئاً ، نظر في شعر شوقي فأحب عنده تمسكه بالقديم ، وأعجب بالجارم لموسيقاه وابتعد عن حافظ لملامسته لواقع الأحداث وانكر على أبي شادي الشاعرية والشعر لأنه نقل الشعر إلى النثر ، إغلاقه نفسهُ على نفسهِ اضر به ، فمكانه هو جهاده في سبيل الحرية ، وإيمانه بحرية السودان . وفي كثير من المواسم والمناسبات يذكره الناس لأنه ذكرهم في المواسم والمناسبات ، ولكن شعره العاطفي الوجداني لم يلتفت له احد حتى اليوم ، فهو المبتدأ لشعر النفس وبعده جاء الخبر ، فلو جمع شعره لعرف قدره ، غني والشوك في فؤاده فتغنى له النور والحب والشعر , رحم الله الشاعر العاطفي عبد النبي عبد القادر مرسال ، لقد كان شاعراً عاش للشعر وبالشعر ومات بالشعر.

شعره قطيعة

فـُـــــــؤادِي إنْ نأي يا خــــــــــــلّ عَنـْـــــك وآثـــــــرَ البُعـْـــــدا
فإنـّـــــــي لسْـــــــــــــتُ أعزلهُ إذا مَا عـَــــــنكَ قـــــــد صَـــــدَا
فمِــــنْ هُو لم يَصُـــــــــــنْ ودِّّي له ما صُنـْـــــــــتُ قـَــــــطّ ودّاً
وعهـــــــدِي لسْــــــــــــتُ أحفظــــــهُ لِمَنْ لا يحفظُ العَهْـــــــــدَا
* * *
وقَّفـْــــــــتُ لك الهـَـــــــــوَى يَا مَنْ هــَــــوَاي ترَكتـَـــهُ عمــــدَا
وقلبـِـــــــي أه كـَـــــــمْ غنّى وكم لك في الهـَــــــوَى اشْـــــــــدَي
وكـَـــــــمْ من در أشـَــــــــــعَارِي لجيـــــــدِكَ صُغتها عِقــــــــدَا
وكـَـــــمْ كـَـــــمْ مِن جَوَى نفسِي أذبْتُ حشــــــــاشتي صهـــــــدَا
وَعينـِـــــــي ـ وَيك من عينــــــــي ـ لكـــــــم أرقــــــتها وجــــدا
وكـَـــــــــمْ ليــــــــل سَــــــــهِرتُ بهِ أعــــــدُّ نجــــومه عـــــــدّا
لعَـــــــلّك بالجَـــــــــوَى تدْرِي وعلّك تنجــــــــــزُ الوعْــــــــــدَا
وعـَـــلّك تنقِــــــذُ المنهـُـــــــــــوْمَ من كــَـــــلَـــــــــــف به أوْدَى
فَلـــــــــــمْ تســـــــــــــمَع لأناتٍ ذكيـــــــنَ بمُهجتـِــــــــي وقْــدَا
فقُلْــــــــتُ عَسَـــــــى مِنَ الأرصَـــــــادِ خَوفــــــــاً كَانَ ما أبدَى
فلـــــمْ تنفَـــــــع " عَسَى " وَغدت " عَسَـــى " لسُـــــــؤالِهَا ردَا
* * *
فلمّّا إنْ طَغـَـــــــى حُبِّـــــــــي وسَــــــادَ القلــــــبُ ، واشْتـــــــدَا
وَصِــــــــــرتُ إذا رأتْ عَينَــــــــي أراك الواحـِـــــدَ الفــَـــــردَا
وبـِــــــتُ لغُصنِــــــــكَ الميَّاد مـِــــــــثل الغَيــــــثِ أو أنــــــدَى
بعثـَـــــــــتْ إلى سَـــــــــــهم الغَــــــــــدْر لكن عـــادَ مُرتـــــــدَا
فأنـَــــــتَ الآنْ يا خِـــــــــــلـِّـــــي دلالك جـــــــــــاوزَ الحَــــــدّا
وخِلْـــــــــــتُ جَهَالـــــــــــة قلبـِــــــي بِفَقـــــــدِك يفقدُ السَـــــعدَا
فرُحـْـــــــــتُ ، وقدْ مَضَــــــــــى الحسَّــــادُ كُـــــــلٌّ يبرزُ الكيدَا
تراوغ مُهْجتـِـــــــي كالظّبـِــــــي خَافَ مِنَ ابتغــــــى الصَـيــــدَا
أنا مَـــــــنْ عِشْــــــــــتُ فــــــي الدُّنـــــــيَا ولمْ أر لي بها نـــــدَّا
أنا يا أنْـــــــــتَ من يأبى سـِــــــــــوَى مرقـــــــي السُّـــهي مَهْدَا
ترُومُ مذلتِــــــــــي .. عَجـَــــــــــباً بعــــــدتُ عن الســـما قصْدَا
أنا مَنْ كُنْـــــــــــتُ تحْسَــــــــــــبهُ غدَا لك فــي الهَــــــوَى عبدَا
بَنيـْـــــــتَ ـ كما ترى ـ بَينـِـــــــــي وبَينكَ في الهَــــوَى ســـــــدَّا
وقلبـِــــــــــــي ـ لو بـِـــــــــــهِ تدرِي ـ كما علّمْــــــــــتهُ نـــــــدَّا
وعـَــــــافَ هَــــــــوَاكَ وامْتــَــــلأت عَليك جنُــــــونَه حِقـــــــدَا
وعاد من الأسَـــــــــى كالصَّخــــــــــرُ يَوْمَ هَجــــــرْتهُ صَلــــدَا
فــــــــزدْ نأياً وزدْْ هِجْـــــــــــرَاً ، وزدْ بُعــــــدَاً ، وزِدْ صــــــدَّا
ناجي عبد النبي غير متصل   الرد مع إقتباس