عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 09-01-2021, 09:16 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,964
إفتراضي نقد كتاب حكم قول الله ورسوله أعلم بعد وفاته (ص)


نقد كتاب حكم قول الله ورسوله أعلم بعد وفاته (ص)
الكتاب تأليف عبد الفتاح بن صالح قديش اليافعي وسبب تأليفه كما قال :
"فهذا بحث موجز في قول القائل: (الله ورسوله أعلم) بعد وفاة رسول الله (ص), ومما دفعني للكتابة في ذلك ما رأيته من تشدد من قبل البعض في النهي عن ذلك, حتى كأن أهل العلم مجمعون على ذلك, مع أن أهل العلم على مر الزمان قد جروا على ذلك قولا وعملا, وقد درج على ذلك السلف ومن بعدهم من أهل العلم, ولم يخالف في ذلك إلا بعض المتأخرين كما سنرى إن شاء الله"
الرجل هنا همه فى البحث هو التشدد من قبل البعض في النهي عن قول الله ورسوله أعلم بعد وفاة النبى(ص)وكأن هذا التشديد والمراد التحريم ليس ناتج من وجود نصوص قرآنية تحرم ذلك
وقد استهل الرجل الكتاب بذكر من حرموا ذلك والروايات فيها فقال:
"المبحث الأول:
بعض من ورد عنهم فعل في ذلك:
في مستدرك الحاكم [3/ 625]: (عن ابن أبي مليكة أن عمر بن الخطاب تلا هذه الآية (أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات) فسأل عنها القوم، وقال: «فيما ترون أنزلت: (أيود أحدكم أن تكون له جنة .. )؟» فقالوا: الله ورسوله أعلم، فغضب عمر وقال: «قولوا: نعلم أو لا نعلم») قال الحاكم عقبه: (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين).
فقد قالوا: الله ورسوله أعلم, وإنكار عمر ليس هو لأجل ذكرهم الرسول (ص) كما هو ظاهر, وإنما يريد منهم أن يجيبوا إن كان عندهم جواب أو يقولوا: لا نعلم الجواب, إن لم يكن عندهم الجواب, فلو قالوا: الله أعلم, فحسب لأنكر عليهم أيضا كما ورد في رواية البخاري أنهم قالوا: الله أعلم, وهذا رأي لعمر قد خالفه عمل الصحابة في زمن النبي (ص) وبعده وعمل الأمة جميعا فإنهم يقولون جميعا: الله أعلم أو الله ورسوله أعلم
وفي سنن الترمذي (ج8/ص51) والقضاء والقدر للبيهقي (ج1/ص482): (عن عبد الواحد بن سليم قال قدمت مكة فلقيت عطاء بن أبي رباح فقلت: له يا أبا محمد إن أهل البصرة يقولون في القدر, قال: يا بني أتقرأ القرآن؟ قلت: نعم, قال: فاقرأ الزخرف, قال: فقرأت: {حم والكتاب المبين إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم}فقال: أتدري ما أم الكتاب؟ قلت: الله ورسوله أعلم, قال: فإنه كتاب كتبه الله قبل أن يخلق السماوات وقبل أن يخلق الأرض)
وفي المعجم الأوسط للطبراني (ج 9/ص 284): (عن عمرو بن الحمق ... فلما وقعت الفتنة، ذكرت قول رسول الله (ص)، ففررت من آية النار إلى آية الجنة، وترى بني أمية قاتلي بعد هذا؟ قلت: الله ورسوله أعلم ... ) وفي السنة لمحمد بن نصر المروزي (ج1/ص48): (عن زاذان أبي عمر قال: قال علي: يا أبا عمر أتدري على كم افترقت اليهود؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم، فقال: افترقت على إحدى وسبعين فرقة كلها في الهاوية إلا واحدة وهي الناجية والنصارى على ثنتين وسبعين فرقة كلها في الهاوية إلا واحدة هي الناجية، يا أبا عمر أتدري على كم تفترق هذه الأمة؟ قلت: الله ورسوله أعلم ) اه
وفي نيل الأوطار أيضا (ج 13 / ص 195): (قال ابن العربي: إن توقف فيه متشرع قلنا له: الله ورسوله أعلم وقد عضدته التجربة وصدقته المعاينة)

وفي كشف المشكل من حديث الصحيحين لابن الجوزي (ج 1 / ص 916): (ويكون تخصيص موسى بالذكر دون غيره من الأنبياء لأنه أول نبي جاء بالتكاليف الشديدة وهذا وإن احتمل فالأول أولى لكونه حقيقة والله ورسوله أعلم بالمراد) وفي الكشكول للبهاء العاملي (ج 1 / ص 212): (قال بعض المحدثين في تفسير قول النبي (ص) " الشقي من شقي في بطن أمه ": إن المراد -والله ورسوله أعلم- إن الشقي من كان في النار، أي الشقاء الأعظم ذاك وكل شقاء سواه، فبالنسبة إليه ليس بشقاء.)
وفي المخصص لابن سيده (ج 3 / ص 214): (وعلى المذهب دعي علي بن أبي طالب بأبي تراب وذلك لأن النبي (ص) رآه راقدا في التراب فناداه: يا أبا تراب, وقد ذهب قوم إلى أنه كني أبا تراب على المعنى الأول، والله ورسوله أعلم) اه
وفي سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي للعصامي (ج 1/ص 320): (فلما كان يوم الفتح، أسلموا كلهم، لما كان قد تمهد لهم من الميل، وكانت العرب غير قريش في البوادي؛ قال الله تعالى: "إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا" فالله ورسوله أعلم)
وفي مقدمة ابن خلدون (ج1/ص16): (وتبقى في أسفل ذلك الجانب قطعة من بلاد الصين فيها مدينة شيغون، ثم تتصل بلاد الصين في الجزء العاشر كله إلى البحر المحيط، والله ورسوله أعلم)
وفي مقدمة ابن خلدون أيضا (ج1/ص66): (وهذا حال بني برمك، إذ المنقول أنهم كانوا أهل بيت في الفرس من سدنة بيوت النار عندهم، ولما صاروا إلى ولاء بني العباس لم يكن بالأول اعتبار، وإنما كان شرفهم من حيث ولايتهم في الدولة واصطناعهم. وما سوى هذا فوهم توسوس به النفوس الجامحة ولا حقيقة له والوجود شاهد بما قلناه. و" إن أكرمكم عند الله أتقاكم " والله ورسوله أعلم)

وفي إعلام الموقعين عن رب العالمين (ج2/ص 419): (فقال النبي (ص): لولا ما مضى من كتاب الله لكان لي ولها شأن} يريد - والله ورسوله أعلم - بكتاب الله قوله تعالى: {ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله})
وقال ابن القيم في نونيتهوالله أعلم بالمراد بقوله ورسوله المبعوث بالفرقان)
وفي التحرير والتنوير لابن عاشور (ج2/ص315): (وقد آلى النبي (ص) من نسائه شهرا، قيل: لمرض كان برجله، وقيل: لأجل تأديبهن؛ لأنهن قد لقين من سعة حلمه ورفقه ما حدا ببعضهن إلى الإفراط في الإدلال، وحمل البقية على الاقتداء بالأخريات، أو على استحسان ذلك والله ورسوله أعلم ببواطن الأمور!) "
قطعا كل ما ذكره عن ورود الجملة فى الروايات وكتب العلماء لا تعنى مشروعيتها فكم من خطا وقع فيه الكثيرون وكم من خطأ ادعلا البعض الإجماع عليه وهو يعارض كتاب الله
ثم ذكر أقوال فى مشروعية المقولة وقد سبق ذكر الكثير منه فى المبحث الأول فالمبحث المفروض أنه مخصص للنهى لم تذكر فيه سوى رواية واحدة فى النهى وإن كانت كما قال الياقعى لا تدل على ذلك ومن ثم فالمفروض هو دمج المبحث الأول والثانى لأنهما كلاهما فى المشروعية المزعومة
وقد نقل التالى فى المبحث فقال:
"المبحث الثاني:
من أقوال أهل العلم في مشروعية ذلك:
في العلو للعلي الغفار للذهبي (ص107): (من العلم أن تقول لما لا تعلم: الله ورسوله أعلم) وفي إعانة الطالبين للدمياطي (ج4/ص123): (ويسن لمن سئل عما لا يعلم: أن يقول: الله ورسوله أعلم.) اه
وفي تحفة المحتاج في شرح المنهاج لابن حجر الهيتمي (ج1/ص223): (ومما يؤيده أيضا قولهم: يسن لمن سئل عما لا يعلم أن يقول: الله ورسوله أعلم)
وفي نيل الأوطار للشوكاني (ج 8 / ص 40): (قوله: (الله ورسوله أعلم) هذا من حسن الأدب في الجواب للأكابر والاعتراف بالجهل)
وفي دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين (ج 1 / ص 276): (قلت: الله ورسوله أعلم) فيه ما كان عليه الصحابة م من حسن الأدب معه يرد العلم إلى الله وإليه، وأنه ينبغي لمن سئل عما لا يعلم أن يقول ذلك)

وفي كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب: في فوائد حديث معاذ: (أتدري ما حق الله على العباد؟ قلت: الله ورسوله أعلم قال الشيخ: (التاسعة عشرة: قول المسئول عما لا يعلم: الله ورسوله أعلم)
وفي (فتح المجيد) ص28: (قوله: "قلت: الله ورسوله أعلم" فيه حسن الأدب من المتعلم، وأنه ينبغي لمن سئل عما لا يعلم أن يقول ذلك، بخلاف أكثر المتكلفين.)
وفي (تيسير العزيز الحميد) ص402: (قوله: "قالوا: الله ورسوله أعلم"فيه حسن الأدب للمسئول عما لا يعلم، وأنه يقول ذلك أو نحوه، ولا يتكلف ما لا يعنيه)
وفي موسوعة المؤلفات العلمية لائمة الدعوة النجدية (ج12/ص164) من رسالة لحمد بن ناصر: (والواجب على الإنسان أن يتكلم في دين الله بما يعلم فإن لم يكن عنده علم فليقل: الله ورسوله أعلم، ولا يستح من قول: لا أدري)
وفي بريقة محمودية للخادمي (ج5/ص27): (عن ابن عباس أنه {جاء رجل إلى النبي (ص)فكلمه في بعض الأمر فقال الرجل: ما شاء الله وشئت فقال النبي (ص): أجعلتني لله تعالى عدلا قل: ما شاء الله وحده} ... لا يخفى أنه يقرب إليه قول الأصحاب في أكثر الأحوال: الله ورسوله أعلم فتأمل في فرقهما) اه
فقد حكى الخادمي (المتوفى تقريبا 1168هـ!!) عن الحنفية أنهم يقولون في أكثر الأحوال: الله ورسوله أعلم, لكنه جعل ذلك قريبا من قول القائل: ما شاء الله وشئت, وهذا عجيب غريب من الخادمي إذ لا تحصى الأحاديث التي قيل فيها قول الصحابة: (الله ورسوله أعلم) في حضرة النبي صل الله عليه وسلم. ولو كان داخلا في ذلك لنهاهم عنه كما نهاهم عن قول: ما شاء الله وشئت, ولا يخفى الفرق بين قول: الله ورسوله أعلم, وقول: ما شاء الله وشئت, وقد ورد اقتران (الله ورسوله) بالواو في عشرات الآيات ومئات الأحاديث وللفقير بحث في ذلك وضمنه مبحث في مسألة (ما شاء الله وشئت) ونحو ذلك, عجل الله بإتمامه ونشره
وفي القول المفيد على كتاب التوحيد (ج2/ص408): (قوله: "قلنا: الله ورسوله أعلم" جاء العطف بالواو، لأن علم الرسول من علم الله، فهو الذي يعلمه بما لا يدركه البشر.

وكذلك في المسائل الشرعية يقال: الله ورسوله أعلم، لأنه (ص)أعلم الخلق بشرع الله، وعلمه به من علم الله، وما قاله (ص)في الشرع فهو كقول الله وليس هذا كقوله: "ما شاء الله وشئت"، لأن هذا في باب القدر والمشيئة، ولا يمكن أن يجعل الرسول (ص)مشاركا لله في ذلك، بل يقال: ما شاء الله، ثم يعطف بـ (ثم)، والضابط في ذلك أن الأمور الشرعية يصح فيها العطف بالواو، وأما الكونية، فلا) وفي القول المفيد على كتاب التوحيد أيضا (ج1/ص34): (التاسعة عشرة: قول المسؤول عما لا يعلم: الله ورسوله أعلم
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس