عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 27-11-2021, 08:32 AM   #3
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,962
إفتراضي

( 9 ) إضاعة الوقت بالجلوس لوقت طويل في المقاهي والاستراحات وما في حكمها لغير حاجة ملحة وكلنا نعلم أن المقاهي وما شابهها تعد – في الغالب - من الأماكن التي يجتمع فيها أراذل الناس ورفاق السوء . وقد ورد عن معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - أنه قال : " آفة المروءة إخوان السوء " ( 12 : 234 ) .
يضاف إلى ذلك ما في ارتياد هذه الأماكن من هدر للوقت وإضاعته فيما لا فائدة منه ولا نفع فيه ، ولا سيما في هذا الزمان الذي كثر فيه الفساد والانحراف ؛ وهنا يجدر بنا أن نتذكر ما روي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال : قال رسول الله (ص): " ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه إلا كان عليهم ترة ( أي حسرة وندامة ) ، وما مشى أحد ممشى لم يذكر الله فيه إلا كان عليه ترة ، وما أوى أحد إلى فراشه ولم يذكر الله فيه إلا كان عليه ترة " ( ابن حبان ، ج 3 ، الحديث رقم 853 ، ص 133 ) ."
هذا الكلام المفروض أن يقال للسلطات التى تبيح افتتاح تلك الأماكن وهى أماكن تشغل الناس عن أسرهم والذنوب فيها كثيرة من ذكر الآخرين فى غيابهم وشرب الأدخنة والمخدرات وغير ذلك من المؤذيات ثم قال :
( 10 ) كشف العورات أمام الناس ، وهذا أمر محرم ومخالف للمروءة سواء أكان ذلك الكشف صادرا عن الرجال أم النساء ، ولا سيما في الاحتفالات والأعراس ، وعند ممارسة الألعاب الرياضية في الملاعب والمسابح والصالات المغلقة . وهنا تجدر الإشارة إلى أنه لا يجوز كشف الفخذ ، ولا الصدر ، ولا الظهر ، ولا الأكتاف ونحوها لما في ذلك من المخالفة الصريحة لأمر الله الذي أمر بالستر والعفاف والاحتشام . فعن زرعة بن عبد الرحمن عن جده جرهد أن النبي (ص)مر به وقد كشف فخذه فقال : " غطها فإنها عورة " ( الترمذي ، ج 5 ، الحديث رقم 2795 ، ص 110 ) ."
وهذا الكلام سبق ذكره فى حكاية الملابس وهو تكرار لا داعى له ثم قال :
( 11 ) قص شعر الرأس بأشكال غريبة وغير مألوفة ، وكلنا يعلم أنه قد انتشرت في هذا الزمان بعض قصات الشعر المضحكة المبكية وخاصة بين الشباب والشابات ، والتي يعلم الله أنها تشوه الشكل ، وتدل – دلالة واضحة - على فساد الذوق ، وحب التقليد ؛ كما تؤكد أن من يفعلها عامدا متعمدا ضعيف العقل ممسوخ الهوية ، لأنه مقلد للآخرين ممن لا دين لهم ولا مروءة ولا حياء ."
هذه المسئولية حاليا مسئولية السلطات التى تسمح بذلك أولا ولا تعاقب أحدا بحجة الحرية الشخصية ثم تحدث مكرر ما قاله عن المزاح واختراع الحكايات المضحة فقال :
( 12 ) كثرة الضحك والقهقهة بصوت عال ولا سيما في الأماكن العامة ؛ فقد جاء عند بعض أهل العلم قوله : " ويكره مضغ العلك لأنه دناءة " ويتبع ذلك عادة مضغ العلك ( اللبان ) أمام الناس ، وفي الأسواق ، وأماكن التجمعات ؛ وهو أمر لا يليق بالرجال على وجه الخصوص ؛ فقد ورد عن بعض السلف قولهم : " يكره العلك للرجل للتشبه بالنساء ، ما لم يكن للتداوي ، أو كان خاليا ببيته ونحوه لا في حضرة الناس ""
ثم تحدث عن الكلام الذي يسمى قلة الأدب فقال :
( 13 ) أن يتحدث الإنسان إلى جلسائه ببعض الأحاديث المخلة بالآداب ، وأن يخبرهم ( صادقا أو كاذبا ) ببعض القصص والمغامرات والأحداث الفاضحة بحجة الإمتاع و المؤانسة . وهذا أمر مخالف لما أمر الله به عباده من الستر وعدم نشر الفاحشة بين المسلمين .كما يتبع هذه المخالفة أن يتحدث الإنسان عن ما يقع بينه وبين امرأته من أمور خاصة ، أو وصف تفاصيل ذلك لما روي عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أنه قال : قال رسول الله (ص): " إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة ، الرجل يفضي إلى امرأته ، وتفضي إليه ، ثم ينشر سرها " ( مسلم ، الحديث رقم 3542 ، ص 609 ) . وما ذلك إلا لما في هذا الأمر من خيانة للأمانة ومخالفة للمروءة وآداب المسلم التي تمنعه من مجرد التعرض لهذا الأمر تصريحا أو تلميحا " وأما مجرد ذكر الوقاع فإذا لم يكن لحاجة فذكره مكروه لأنه خلاف المروءة " ( 13 : 241 ) ."
وقطعا بعض ما يسمى كلام قلة ألأدب هو كلام مباح عندما يراد منه التعليم لطاعة الله بعدم نسيان النصيب من الدنيا ثم قال :
( 14 ) الرقص والتصفيق والتمايل مع الأنغام المحرمة ، وهز بعض أعضاء الجسم أو تحريكها وغير ذلك من الحركات الساقطة التي يؤديها البعض في الاحتفالات والأعراس ونحو ذلك مما لا يليق بالإنسان المسلم ذكرا كان أو أنثى . حتى إن بعض أهل العلم وصف الرقص والتصفيق والتمايل إذا صدر عن الرجال بأنه : " خفة ورعونة مشبهة لرعونة الإناث لا يفعلهما إلا أرعن " "
كما سبق القول السبب فى شيوع ذلك هو تخلى السلطات الحالية عن دورها فى الإشراف على كل شىء ثم قال :
( 15 ) امتهان الشحاذة و مد اليد للناس من غير حاجة ضرورية تدعو إلى ذلك . وما عد التسول مما يخالف المروءة إلا لما في ذلك الفعل من احتمال الكذب ، والخداع ، والتحايل ؛ الأمر الذي يسقط مروءة الإنسان ويذهب ماء وجهه في الدنيا ولحمه في الآخرة ؛ فقد روي عن حمزة بن عبد الله عن أبيه أن النبي (ص)قال : " لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله ، وليس في وجهه مزعة لحم " ( مسلم ، الحديث رقم 2396 ، ص 418 ) . وفي هذا المعنى يقول الشاعر :
وما شيء إذا فكرت فيه بأذهب للمروءة والجمال
من الكذب الذي لا خير فيه وأبعد بالبهاء من الرجال
كما قال بعض أهل العلم : " إن من كان أكثر عمره سائلا ، أو يكثر ذلك منه ؛ فينبغي أن ترد شهادته لأن ذلك دناءة وسقوط مروءة "
و هنا تجدر الإشارة إلى أن كثيرا من الشحاذين و المتسولين الذين اتخذوا سؤال الناس مهنة لهم ، وممن يتنقلون بين المساجد والجوامع وهم يحملون الأوراق والصكوك والتقارير الطبية ليستشهدوا بها على فقرهم وحاجتهم الزائفة ، وقد يحمل بعضهم أطفالا صغارا أو معاقين ليستدروا بهم عطف الناس وشفقتهم ، أكثرهم من الكاذبين والمحتالين الذين يحتاجون إلى تأديب وردع من الجهات المعنية ، فالواجب على الناس عدم الانخداع بهم أو التعاطف معهم ؛ لاسيما أنهم يحدثون كثيرا من التشويش والفوضى في بيوت الله تعالى ، ويتسببون في قطع خشوع الناس ومنعهم من الانشغال بالتسبيح والذكر بعد الصلاة ."
وفى نهاية كلامه تحدث خالطا بين الشرع والمروءة لأن الكلام يعتبر واحد فقال :
"وبعد ؛ فهذه بعض آداب المروءة وخوارمها التي تكثر في مجتمعنا ، والتي اتضح لنا -مما سبق -أن من آدابها ما يوافق الشرع ولا يتعارض مع الأعراف والعادات و التقاليد الحسنة ، وأن من خوارمها ما يخالف ذلك كله ؛ ولذلك فهو إما حرام بين لا يجوز ولا يباح ؛ وإما أنه ليس بحرام إلا أنه غير مقبول وغير مستحب . وهذا يعني أن هذه الصور المخالفة للمروءة تحتاج منا إلى أن نعيد النظر فيها متى وجدت عندنا ، وفي كل الأفعال والأقوال والتصرفات التي لا يقرها شرع ولا يقبلها عقل .كما أن علينا أن نجتهد جميعا في تصحيح أخطائنا ، وأن نجدد العهد مع الله سبحانه وتعالى على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في القول والعمل ، والالتزام بتعاليم الدين ، وتوجيهات سنة رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، وآداب تربيتنا الإسلامية السامية . وما أجمل قول الشاعر :
تأدب غير متكل على حسب ولا نسب
فإن مروءة الرجل الشـــــــــــــــــــــريف بصالح الأدب"
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس