عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 24-01-2009, 09:22 PM   #20
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

إذًا فنحن أمام منظومة تربوية عسكرية متكاملة تبدأ من الطفل وتنتهي إلى الطفل، فما واقع هذه المنظومة في عالمنا العربي؟

التربية العسكرية في العالم العربي والإسلامي:
قبل تناول هذه الجزئية وحتى لا نفتح مجالاً للهزيمة النفسية قبالة العدو الصهيوني نؤكد على حقيقة هامة أنه على الرغم من توظيف الصهاينة لكافة الأساليب التربوية في التنشئة العسكرية لكل المجتمع الصهيوني إلا أن أساسها العقدي باطل، ولو استخدم المسلمون الأساليب التربوية العسكرية ذاتها في تنشئة أطفالهم عسكرياً وفق الضوابط الشرعية ما خرج يهودي واحد من بيته.

ويبقى أنه رغم هذا التوظيف اليهودي المتميز لأدوات التربية العسكرية إلا أن مخرجات هذا المحضن التربوي في النهاية تفتقر إلى الشجاعة القتالية الحقة التي تستلزمها المعارك الحربية وتوفرها التربية العسكرية الاسلامية يقول الله تعالى: {لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ} [سورة الحشر: 14].

أما بالنسبة لواقع التربية العسكرية عندنا فنجد أن الغارة على العالم الإسلامي عمدت منذ لحظاتها الأولى على تغييب فريضة الجهاد تماماً عن العقل والوجدان العربي والمسلم، وعن كافة المحاضن التربوية في العالم الإسلامي وظل هذا الأمر قائماً حتى يومنا هذا، حتى ولو كان الرمز للجهاد شكلياً، وما الحرب على المناهج الشرعية والدراسية في العالم الاسلامي لحذف كل ما له صلة بالجهاد منها إلا جزء من هذه الغارة.

ولذا فإن الصور على طمس التربية العسكرية كثيرة حتى يكاد المتابع يجزم أنه لا يوجد إلا نذر قليل من التربية العسكرية في العالم الإسلامي.

والعالم العربي والإسلامي بحاجة إلى إعادة النظر في توظيفه للأساليب التربوية العسكرية مقارنة بتوظيف اليهود لها، لأن المرحلة القادمة من التصعيد الصهيوني تستدعى جيلاً متفرداً من المقاتلين المسلمين المربين تربية عسكرية إسلامية وفق قواعد فريضة الجهاد دون إفراط أو تفريط.

ومن هنا يمكن تلمس بعض الومضات التربوية العسكرية التي يمكنها أن تعين في بناء هذا الجيل:
1- إحياء سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام في غزواتهم مع الكفار والمشركين وكذا المواقع الحربية التي انتصر فيها المسلمون عبر التاريخ وكيف كان بذلهم وتضحياتهم من أجل خدمة الدين الإسلامي وإعلاء رايته. وهذا الإحياء واسقاطه على الواقع الراهن يكون بكافة الوسائل التربوية داخل المجتمع فالأسر تغرس في نفوس الأبناء هذه العزة وتلك الانتصارات، والعلماء والدعاة يرفعون من جرعة تناولهم التربوي لهذا المجد، ووسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة تكثف من موادها الإعلامية التي تحوي تلك المضامين بما يخدم العملية التربوية، والقائمون على أمر التعليم يكثفون من تضمينهم لتلك الانتصارات والفتوحات في الكتب الدراسية وصياغتها بصور تربوية تناسب المراحل العمرية المتعددة.

2- قيام أحد دور النشر أو المراكز البحثية بعمل مشروع بحثي قومي يعمد إلى جمع وتوثيق التراث الإسلامي في المجال العسكري منذ بداية الغزوات الإسلامية إلى عهدنا هذا لخروجها في موسوعة ضخمة من داخلها يتم نشر مجموعات وسلاسل متوسطة الحجم تؤرخ للأمجاد العسكرية الإسلامية مع صياغتها بصورة تربوية تنمي في المجتمع روح البسالة والشجاعة والصمود. وهذا المشروع الضخم يحتاج إلى تمويل وفير ويمكن عمل وقفية خاصة به تمكن فريق البحث من انجازه في أسرع وقت وبأفضل جودة.

3- على درب الخطوة السابقة يمكن للباحثين والمتخصصين أن يقوموا بالبحث في سير أعلام قادة المسلمين عبر التاريخ وكيف رباهم الإسلام، وما الذي صنعوه ليصبحوا أعلاماً عسكريين، وتقديم هذه النماذج للمجتمع في صورة قدوات عسكرية اسلامية ينبغي الاقتداء بها.

4- تضمين مادة مستقلة خاصة بالتربية العسكرية لكل المراحل العمرية في المدارس والجامعات؛ وتكون مادة إجبارية وتهدف إلى تقوية عقيدة المسلم، وغرس قيم الصمود والاستبسال في المقاومة بداخله، إضافة إلى تفتيح مدارك الطلاب العسكرية لفهم واستيعاب خطوط سير المعارك مع العدو ومخطاطتهم في غزو الأمة. وهذه المادة يمكن إسناد تدريسها إلى الضباط المتقاعدين حيث يتم تأهيلهم تربوياً وتعيينهم بالمدارس والجامعات ليتولون تدريسها.

5- إعادة ربط الجيش بالمجتمع وتكوين علاقة وجدانية فيها حب وألفة بين أفراد المجتمع والجيش.

6- تنظيم الرحلات الطلابية للوحدات العسكرية والمتاحف الحربية لترسيخ الصورة العسكرية في نفوس الطلاب.

7- العمل على تنشئة الفتيات على الإيجابية في الحروب ليكون لهم أدوار أثناء الحروب ولاتتسم مواقفهم بالسلبية أو الضعف، وهذه الايجابية يمكن أن تكون في صورة التدريب على التطبيب، مع التهيئة للقيام بأدوار معاونة للمقاتلين في ساحات المعارك من إعداد الأطعمة وحياكة الملابس، والبذل والعطاء بالمال وغير ذلك من وسائل المعاونة.

8- على مستوى الأسرة فالآباء مطالبون بتضمين ثقافة التربية العسكرية ضمن أساليبهم التربوية مع أبنائهم، والمصحوبة بتقوية العقيدة الإسلامية في نفوس الأبناء، وفي ظل الأجواء العدوانية الراهنة المتمثلة في الاحتلال الصهيوني للأراضي الاسلامية يتم تنمية روح المقاومة والاستبسال والصمود في نفوس الأبناء، والحرص على تنشئتهم على روح الأخوة مع المسلمين المستضعفين هناك وأن القضية ليست مسألة شعب يبحث عن حقه في الأرض ولكنه صراع بين حق وباطل لابد فيه للحق أن ينتصر بإذن الله.

وبعد فهذه بعض الومضات التربوية السريعة في المجال العسكري والساحة مفتوحة لطرح مزيد من الرؤى والأفكار المعينة لتضمين ثقافة التربية العسكرية داخل المجتمعات الاسلامية لتكون محصنة وصامدة ضد أي عدوان عليها.


هذه الحلول المقترحة من جانب الكاتب لن يكون لها قدر من الواقعية إلا إذا تغيرت الفلسفة السياسية
للدولة أو إذا قام العلماء المختصون بأمور الدين بجعل هذه القضية محورية في التثقيف الديني والدعوي.

http://www.islamway.com/?iw_s=Articl...rticle_id=5027
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس